"مصدر" الإماراتية تطوّر المرحلة الثانية من محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية في إندونيسيا

وقّعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" اتفاقية مع شركة "بي إل إن نوسانتارا باور" الإندونيسية لتطوير المرحلة الثانية من مشروع محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة في إندونيسيا بقدرة تصل إلى 500 ميغاواط، مما يشكّل توسعة رئيسية لأكبر محطة من نوعها في جنوب شرقي آسيا.

إقرأ:

قطر للطاقة توقع اتفاقية بقيمة 3.9 مليارات دولار لبناء 17 ناقلة غاز جديدة

وحضر مراسم التوقيع وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي ووزير الدفاع الإندونيسي فرابوو سوبيانتو، والوزير الإندونيسي المنسق للشؤون البحرية والاستثمار لوهوت بنسار باندجيتان، وسفير الإمارات في إندونيسيا ورابطة الآسيان عبدالله سالم عبيد سالم الظاهري، وسفير إندونيسيا في الإمارات حسين باجيس، وذلك خلال "منتدى الأعمال الإماراتي الإندونيسي" الذي استضافته سفارة الإمارات في إندونيسيا، وتأتي هذه الاتفاقية في إطار تعزيز التعاون في مجال الطاقة النظيفة بين البلدين.

ويقع مشروع محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة على سطح مياه سد "شيراتا" الواقع في مقاطعة جاوة الغربية بإندونيسيا، وقد تم تطوير المرحلة الأولى من هذا المشروع المبتكر بقدرة 145 ميغاواط، ومن المتوقع أن يتم تشغيلها في وقت لاحق من هذا العام.

وبحسب القوانين الأخيرة الصادرة عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في إندونيسيا والتي تسمح بتغطية ما يصل إلى 20 في المئة من المياه لاستخدامات الطاقة المتجددة، سيكون بالإمكان توسعة قدرة محطة "شيراتا" إلى 500 ميغاواط أخرى، بالإضافة إلى 145 ميغاواط المتوقع أن يتم تشغيلها هذا العام.

وتعتبر إندونيسيا سوقاً استراتيجية رئيسية لشركة "مصدر" في جنوب شرقي آسيا حيث قامت الشركة بتطوير محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة بقدرة 145 ميغاواط والتي تعد أكبر محطة من نوعها في المنطقة، وذلك بالتعاون مع شركة مرافق الكهرباء "بي تي بي جاوا بالي"، المعروفة الآن باسم "بي إل إن نوسانتارا باور". وفي شباط/فبراير 2023، دخلت "مصدر" قطاع الطاقة الحرارية الأرضية من خلال استثمار استراتيجي في شركة "برتامينا جيوثرمال إنرجي"، وافتتحت "مصدر" أيضاً مكتباً لها في جاكرتا العام 2021 لتعزيز أواصر التعاون مع أبرز الشركات العاملة في المنطقة.

وتهدف إندونيسيا إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة لديها لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2060. وقد التزمت بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 29 في المئة بحلول العام 2030، أو خفضها بنسبة 41 في المئة مع الحصول على دعم دولي. وقبل انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" المقرر استضافته في دولة الإمارات نهاية العام الحالي، تُظهر هذه الاتفاقية لتوسيع مشروع "شيراتا" التزام دولة الإمارات بالمساهمة في دعم العديد من الدول حول العالم في خططها للتخلص من الانبعاثات الكربونية وبناء مستقبل أكثر استدامة.

وتعتبر إندونيسيا أكبر دولة مستهلكة للطاقة ضمن رابطة دول جنوب شرقي آسيا "الآسيان"، ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، فإن توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة قد يساهم في توفير كلف إجمالية على الحكومة الإندونيسية تصل قيمتها إلى 51.7 مليار دولار أميركي سنوياً مع الأخذ في الاعتبار الكلفة المرتبطة بالتأثيرات السلبية الناتجة عن تلوث الهواء والتغير المناخي.

رؤية مشتركة

وفي هذا السياق، قال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي إن الإمارات وإندونيسيا تمتلكان رؤية مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة، وتدركان أن مصادر الطاقة المتجددة تقع في قلب هذه الرؤية، معبراً عن سعادته لانتقال الشراكة بين البلدين إلى مســتويات متقدمة، قادرة على خدمة مصالحهما.

وأضاف المزروعي أن مثل هذه الشراكات تدعم مستهدفات الإمارات في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ  "COP28"، من حيث تعزيز التحول في قطاع الطاقة بهدف رفع القدرة الإنتاجية من الطاقة المتجددة 3 أضعاف بحلول 2030.

دعم عملية التحول العالمي في قطاع الطاقة

من جهته، قال سفير الإمارات في إندونيسيا عبدالله سالم عبيد سالم الظاهري إن هذه الاتفاقية تعكس أهمية تضافر الجهود في مجال العمل المناخي وضرورة العمل المشترك على دفع عجلة الابتكار في المجالات الاقتصادية والبيئية على حد سواء لدعم عملية التحول العالمي في قطاع الطاقة.

زيادة قدرة الطاقة المتجددة في جنوب شرقي آسيا

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" محمد جميل الرمحي إن شركة "مصدر" تسعى في إندونيسيا إلى تعزيز آفاق الابتكار في مشروع "شيراتا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة، والذي يعدّ الأكبر من نوعه في المنطقة بقدرة 145 ميغاواط، مشيراً إلى أنه من المقرر أن يتوسع المشروع بإضافة 500 ميغاواط خلال المرحلة الثانية.

وأكد الرمحي أن "مصدر" تتطلع من خلال شراكتها المثمرة مع "بي إل إن" لزيادة قدرة الطاقة المتجددة في الأسواق الاستراتيجية الرئيسية في منطقة جنوب شرقي آسيا، والمساهمة الفاعلة بدعم أهداف إندونيسيا الطموحة في مجال الحياد المناخي ولاسيما قبيل استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف.

أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في جنوب شرقي آسيا

أما الرئيس التنفيذي لشركة "بي إل إن نوسانتارا باور" رولي فيرمانسياه فقال إن محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة تعد من المحطات الرائدة على مستوى المنطقة من حيث الحجم والتقنيات المبتكرة المستخدمة.

وأضاف فيرمانسياه أنه من خلال المرحلة التالية من تطوير المشروع، سترسخ "شيراتا" مكانتها الرائدة كأكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة في جنوب شرق آسيا والتي سيتم تشغيلها خلال العام الحالي.