المعلم لـ"أولاً – الاقتصاد والأعمال": الاستثمارات الخارجية في منطقة العلا تتخطى ملياري ريال

  • 2024-05-16
  • 12:18

المعلم لـ"أولاً – الاقتصاد والأعمال": الاستثمارات الخارجية في منطقة العلا تتخطى ملياري ريال

مقابلة مع نائب الرئيس لإدارة وتسويق الوجهة السياحية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا رامي المعلم

  • دبي - كريستي قهوجي

تتألق منطقة العلا في قلب شمال غرب المملكة العربية السعودية كواجهة سياحية مميّزة تجمع بين الجمال الطبيعي الساحر والتراث الثقافي القديم والعريق. وتتمتع أرض العلا ببصمة تاريخية وتراثية متأصلة من خلال مواقعها الأثرية والسياحية المهمة، والتي باتت نقطة جاذبة للسياح من كل أقطار العالم.

وتعتبر الهيئة الملكية للعلا محركاً رئيسياً للتنمية المستدامة في المنطقة، حيث تسعى جاهدة لتحويل العلا إلى وجهة سياحية عالمية متكاملة، تتمتع بالبنية التحتية المتطورة والخدمات الممتازة. وتضمن الهيئة توفير تجارب سياحية فريدة ومتنوعة للزوار، سواء كانوا يبحثون عن استكشاف المواقع الأثرية أو الاستمتاع بالطبيعة الخلابة، أو حتى التسوق والترفيه. وتحتوي المنطقة على أهم الفنادق العالمية والمطاعم التي تقدّم الضيافة السعودية والعربية والعالمية على أصولها.

وفي هذا السياق، يقول نائب الرئيس لإدارة وتسويق الوجهة السياحية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا السعودية رامي المعلم إن العلا واحدة من ركائز "رؤية السعودية 2030" لتعزيز القطاع السياحي والمشاركة في الجانب غير النفطي في الاقتصاد السعودي، مشيراً إلى أن الهيئة بدأت الاستثمار في منطقة العلا وتطويرها ليس في القطاع السياحي فحسب بل في جميع مناحي الحياة سواء على صعيد خدمات المدينة والصحة والتعليم فيما يشكل القطاع السياحي المحرك الاقتصادي الأكبر في العلا.

ويضيف المعلم في مقابلة مع "أولاً – الاقتصاد والأعمال" على هامش معرض "سوق السفر العربي 2024" الذي عقد في مركز دبي التجاري العالمي أخيراً أن الهيئة بدأت هذا الحراك من خلال الاستراتيجية الوطنية التي تفرّعت منها استراتيجية العلا لمدة 15 عاماً وانقسمت إلى 3 أقسام، مشيراً إلى أن كل قسم موزّع على مدة 5 سنوات، موضحاً أن الخمس سنوات الأولى ركزت على وضع العلا على الخارطة السياحية وتم الانتهاء منها في السنة الماضية، لافتاً النظر إلى أن الخمس سنوات الثانية تركز على زيادة السعة الفندقية واستقبال عدد زوار أكبر، ذاكراً أن هناك الكثير من المواءمة ما بين "رؤية المملكة 2030" و ما بين استراتيجية العلا لتطوير القطاع السياحي بحيث أن تطوير هذا القطاع سيكون في الكثير من النواحي السياحية وفي بناء البيئة السياحية الكاملة سواء على صعيد الفنادق والمنتجعات والمتاحف وتطوير المواقع التراثية وتأهيلها للزيارات والتي بدأ الكثير منها بالعمل أمام السياح بشكل مناسب جداً.

 

مواقع تراثية قيّمة

 

تتميّز منطقة العلا بمواقع تراثية وسياحية قيّمة ومميّزة تجعلها قبلة للسياح العرب والأجانب. ويلفت المعلم النظر إلى أن مساحة العلا تبلغ نحو 22 ألف كيلومتراً مربعاً وشهدت 200 ألف سنة من التاريخ البشري من خلال عمليات الكشف التي قام بها علماء الآثار في المنطقة من ضمنها نحو 5 آلاف إلى 7 آلاف سنة من الحضارات المختلفة مثل الحضارة الدادانية والحضارة اللحيانية والحضارة النبطية والتي تركت آثاراً كثيرة جداً وعلى رأسها منطقة الحجر الأثرية والتي تم تسجيلها في اليونيسكو كأول موقع تراثي سعودي، بالإضافة إلى المنطقة الأثرية لمملكة دادان ولحيان وجبل عكمة والذي يسمى بالمكتبة المفتوحة بسبب المنقوشات على الصخور، وبلدة العلا الأثرية القديمة والتي تحتوي على عدد كبير من بيوت اللبن والتي يقارب عمرها نحو 1000 عام.

 

263 ألف زائر في 2023

 

وحول عدد زوار العلا سنوياً، يشير المعلم إلى أن العام 2023 شهد زيارة نحو 263 ألف شخص حيث شكل 35 في المئة منهم من مختلف دول العالم و65 في المئة منهم من الزوار المحليين، كاشفاً أن الهيئة تستهدف خلال العام 2024 زيارة 292 ألف زائر مع زيادة في العدد خلال كل عام في حدود الـ17 إلى 20 في المئة للوصول إلى مليون ومئة ألف زائر بحلول العام 2030 ومليوني زائر في العام 2035.

 

التوقعات للقطاع السياحي السعودي

 

ورداً على سؤال حول توقعات الهيئة للقطاع السياحي في المملكة عموماً وفي منطقة العلا خصوصاً، يجيب المعلم بالقول إن السعودية احتفلت أخيراً بنحو 100 مليون زائر في العام 2023 معتبراً أنه كان إنجازاً كبيراً للقطاع السياحي وأنه أضاف قيمة اقتصادية كبيرة للدولة السعودية، مشيراً إلى أن العلا تتطلع لأن يكون لها نصيب من عدد الزوار.

 

العوائد السياحية

 

وحول العوائد السياحية للعلا على صعيد الإيرادات والمداخيل، يقول "إننا نتحدث هنا عن فرص العمل التي تم إيجادها للمجتمع المحلي وعن الدخل الاقتصادي من الفنادق ومن الفعاليات التي يتم تنشيطها من خلال برنامج "لحظات العلا" والذي هو عبارة عن تقويم للفعاليات السنوي الموجود ومن خلال المواقع التراثية وزيارتها، ونحن نتكلّم عن دخل يتعدّى مليارات الريالات في اقتصاد المدينة".

 

المشاريع والمبادرات لتعزيز السياحة في العلا

 

ويبيّن أن برنامج "لحظات العلا" هو تقويم سنوي يقوم على الاحتفال بالكثير من الفعاليات والنشاطات الموجودة والتي تعتمد عليها العلا مثل فعاليات المغامرة، وفعاليات الاستجمام والاسترخاء، وفعاليات الزيارات للممالك القديمة، ومهرجان "سماء العلا" الذي يتم الاحتفال به في الهواء الطلق، بالإضافة إلى المهرجانات الخاصة بالرياضات التراثية مثل سباق الهجن وسباق القدرة والتحمّل للخيول وغيرها، مشيراً إلى أنها كلها محركات سياحية وبرامج تم وضعها لجذب الزوار للاستمتاع بها.

 

ما هي أبرز الفرص الاستثمارية التي تتيحها الهيئة للشركات والأفراد؟

 

ويتطرق المعلم خلال حديثه عن الفرص الاستثمارية التي تتيحها الهيئة الملكية لمنطقة العلا للشركات والأفراد حيث يقول إن من خلال الخطة العامة لمدينة العلا تم تحديد المناطق الخاصة بالاستثمار السياحي والتجاري وغيره، مؤكداً أن الباب مفتوح للمستثمرين للاطلاع على الخطط الموجودة في المدينة ودراسة الفرص الاستثمارية. وفي ما يخص الأفراد، يشير إلى أنه جرى إطلاق برنامج دعم لرواد الأعمال خلال العام الماضي بحيث تم تقديم الدعم لأكثر من رائد أعمال من خلاله والتي نتج عنه الكثير من المتاجر في القطاع السياحي وفي قطاع المطاعم بحيث أن الذين يشغلون هذه المؤسسات من أبناء المنطقة.

 

10 مليارات ريال لتطوير مدينة العلا

 

ويكشف أن الهيئة تضخ استثمارات بأكثر من 10 مليارات ريال لتطوير مدينة العلا بالكامل، مشيراً إلى أن قيمة الاستثمارات الخارجية في العلا تتعدى ملياري ريال، لافتاً النظر إلى أنه في العام 2035 سيتم المشاركة بالناتج المحلي الإجمالي للمملكة بقيمة 120 مليار ريال.

 

قطاعا الفنادق والضيافة

 

وعن واقع قطاع الفنادق في منطقة العلا، يشير إلى وجود أكثر من 700 غرفة فندقية من خلال شركات عالمية مثل "Banian Tree" و"Habitas" وبعض الفنادق من نوع الـ"Boutique" سواء دارة طنوطورة أو غيرها، مضيفاً أنه سيتم افتتاح فندق "Chedi Hegra" في وقت لاحق من العام الحالي و"حياة بالاس" و"Autograph Collections" في العام المقبل.

ويقول إن قطاع الضيافة متلازم بشكل كبير لقطاع الفنادق بحيث أن هناك عدداً كبيراً من المطاعم موجود في هذه الفنادق من خلال "Michelin Stars" أو الـ”Fine Dining" أو "Casual Dining"، مشيراً إلى أنه تم توظيف عدد كبير من الشباب في هذا القطاع وهم موزعون بين الفنادق والمطاعم.

 

ما هي الخطط السياحية الجديدة؟

 

ويختتم نائب الرئيس لإدارة وتسويق الوجهة السياحية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا السعودية رامي المعلم بالقول إنه بعد إنجاز المرحلة الأولى سيتم التركيز بالبدء بالتسويق للعلا عالمياً في المرحلة الثانية، حيث تم إطلاق حملة إعلانية كبيرة منذ شباط/فبراير الماضي، بالإضافة إلى مشاركة الهيئة في معارض تجارية عالمية للتعريف بالعلا وبالمملكة وبالضيافة السعودية ولزيادة عدد السياح.