السياحة العالمية: انتعاش قوي على الرغم من التحديات

  • 2024-09-19
  • 12:20

السياحة العالمية: انتعاش قوي على الرغم من التحديات

أظهر تقرير منظمّة السياحة العالمية الصادر أخيراً انتعاش السياحة الدولية مرة أخرى بنسبة 96 في المئة إلى مستويات ما قبل الجائحة، وذلك لغاية تموز/ يوليو 2024، مدفوعة بالطلب القوي في أوروبا وإعادة فتح الأسواق في آسيا والمحيط الهادئ.

ووفقًا لأحدث مقياس للسياحة العالمية الصادر عن منظمة السياحة العالمية، سافر حوالي 790 مليون سائح دولي في الأشهر السبعة الأولى من العام 2024، أي بزيادة نسبتها حوالي 11 في المئة عمّا كانت عليه في العام 2023، وفقط 4 في المئة عمّا حققته في العام 2019. وتظهر البيانات بداية قوية لهذا العام، يليها ربع ثانٍ أكثر تواضعاً. وتتوافق النتائج مع توقّعات المنظمة بشأن التعافي الكامل في عدد الوافدين الدوليين في العام 2024 على الرغم من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية المستمرة.

وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي: "تسير السياحة العالمية على الطريق الصحيح لتعزيز تعافيها الكامل من أكبر أزمة في تاريخ القطاع. ويأتي هذا الانتعاش المستمر على الرغم من مجموعة من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، مما يسلّط الضوء على الطلب القوي على السفر الدولي وكذلك فعالية تعزيز الربط الجوي وتخفيف القيود على التأشيرات. كما يلقي هذا الانتعاش الضوء على الحاجة المتزايدة لتخطيط وإدارة السياحة بطريقة تقترن فيها الفوائد الاجتماعية والاقتصادية الهائلة بسياسات شاملة ومستدامة وتحقّق أثرها على المجتمعات".

الشرق الأوسط الأقوى

تظهر البيانات أن جميع مناطق العالم سجّلت عاماّ قويا حتى الآن، وذلك في ضوء زيادة الربط الجوي وتسهيلات الحصول على التأشيرات التي تدعم تعافي السفر الدولي. وظلّت منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الأقوى نمواً من حيث النسبة، إذ ارتفع عدد الوافدين الدوليين بنسبة 26 في المئة فوق مستويات العام 2019 في الأشهر السبعة الأولى من العام 2024. فيما استقبلت أفريقيا عدداً أكبر من السياح بنسبة 7 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019.

واستعادت أوروبا والأمريكتان 99 في المئة و97 في المئة من الوافدين قبل الوباء على التوالي خلال هذه الأشهر السبعة الأولى. وسجّلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ 82 في المئة من أعداد السائحين قبل الوباء (وأقل بنسبة 18 في المئة مقارنة بالعام 2019) لتصل إلى 85 في المئة في حزيران/ يونيو و86 في المئة في تموز/ يوليو.

واستعادت 67 وجهة من أصل 120 وجهة حول العالم أرقام الوصول للعام 2019 في النصف الأول من العام 2024، بناءً على تقارير البلدان عن بيانات شهرية أو ربع سنوية. وكانت قطر من بين الدول الأقوى أداءً في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى تموز/ يوليو 2024، إذ حققت زيادة نسبتها 147 في المئة مقارنة بالعام 2019 مع تضاعف عدد الوافدين إليها، وألبانيا زيادة بنسبة 93 في المئة، والسلفادور 81 في المئة، والمملكة العربية السعودية 73 في المئة وجمهورية مولدوفيا 50 في المئة لغاية حزيران/ يونيو وتنزانيا 49 في المئة لغاية حزيران/ يونيو.

الأفضل أداءً

على مستوى إيرادات السياحة الدولية، استعادت 47 دولة من أصل 63 دولة لديها بيانات متاحة قيم ما قبل الجائحة في الأشهر الستة الأولى من العام 2024، وأفاد العديد منها عن نمو قوي بأرقام مزدوجة مقارنة بالعام 2019، وذلك بالعملات المحلية والأسعار الجارية. ومن بين أفضل الدول أداءً لغاية حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو 2024، كانت ألبانيا بزيادة نسبتها 128 في المئة، وصربيا بنسبة 126 في المئة، إذ تضاعفت الإيرادات مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، وطاجيكستان بسنبة 85 في المئة، وباكستان بنسبة 76 في المئة، والجبل الأسود بنسبة 70 في المئة، ومقدونيا الشمالية 60 في المئة والبرتغال 57 في المئة. كما حقّقت تركيا نتائج قوية بزيادة نسبتها 55 في المئة وكذلك كولومبيا بنسبة 54 في المئة. وتجدر الإشارة إلى أنه بناءً على بيانات الربع الأول، فإن المملكة العربية السعودية والسلفادور تمتّعتا بنمو استثنائي مقارنة بالربع الأول من العام 2019، إذ سجّلتا زيادة بنسبة 207 في المئة و168 في المئة على التوالي.

وكشفت البيانات المتعلقة بإنفاق السياحة الدولية عن طلب قوي على السفر للخارج ما بين كانون الثاني/ يناير وتموز/ يوليو 2024، خاصة من الأسواق المصدرية الكبيرة مثل الولايات المتحدة التي سجلت زيادة بنسبة 32 في المئة، وألمانيا 38 في المئة، والمملكة المتحدة 40 في المئة لغاية مارس/آذار، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019. كما سجّلت أستراليا زيادة قوياً في الإنفاقً الخارجي بنسبة 34 في المئة، وكندا بنسبة 28 في المئة وإيطاليا 26 في المئة، وذلك لغاية حزيران/ يونيو 2024. وتُظهر البيانات المحدودة الخاصة بالهند ارتفاعاً مهماً في الإنفاق الخارجي، مع نمو بنسبة 86 في المئة في الربع الأول من العام 2024، مقارنة بالربع الأول من العام 2019.

الإنفاق السياحة

بيّنت البيانات المنقَّحة للعام 2023 أن إيرادات إنفاق السياحة الدولية وصلت إلى 1.8 تريليون دولار (بما في ذلك الإيرادات ونقل الركاب)، وهو المبلغ نفسه تقريباً المحقَّق قبل الوباء (أقل بنسبة 1 في المئة بالقيمة الحقيقية مقارنة بالعام 2019). كما استعاد الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة مستويات ما قبل الجائحة في العام 2023، ليصل إلى ما يُقدّر بنحو 3.4 تريليونات دولار، أي ما يعادل 3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وفي العام 2019، ساهمت السياحة بشكل مباشر بنسبة 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ويظهر مؤشر منظمة السياحة العالمية للثقة السياحية توقعات إيجابية للجزء الأخير من العام الحالي، 120 نقطة للفترة من أيلول/ سبتمبر إلى كانون الأول/ ديسمبر 2024، وإن كانت أقل من التوقعات للفترة من أيار/ مايو إلى آب/ أغسطس والتي بلغت 130 نقطة.

وتوقّع 47 في المئة من خبراء السياحة المشاركين في استطلاع الثقة أداءً أفضل للقطاع في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام 2024، بينما توقّع 41 في المئة أداءً مماثلاً و11 في المئة أسوأ. ويعكس ذلك العودة التدريجية للأداء السياحي عالمياً إلى وضعه الطبيعي بعد العام 2023 القوي.

وأشار الخبراء إلى أن التضخم في قطاع السفر والسياحة، وتحديداً ارتفاع أسعار النقل والإقامة، هو التحدي الرئيسي الذي يواجهه قطاع السياحة حالياً، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي العالمي ونقص الموظفين والظواهر الجوية القاسية.