شباب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يثقون بالقطاع الخاص

يتوقع ثلاثة أرباع الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و36 عاماً نمو القطاع الخاص في المنطقة في السنوات الخمس المقبلة، وفق دراسة استقصائية أجرتها إنجاز العرب، المنظمة غير الربحية المتخصصة في تمكين وتدريب الشباب في مهارات الريادة والقيادة، بالتعاون مع أوليفر وايمان، الشركة المتخصصة في الاستشارات الإدارية، حول رؤية الشباب للقطاع الخاص في 2019. لكن هذه النتيجة سجلت انخفاضاً بنسبة 11 في المئة بالمقارنة مع العام 2018.

شملت الدراسة الاستقصائية 17 دولة، حيث تم استطلاع أكثر من 2500 فرد ميدانياً تتراوح أعمارهم بين 16 و36 سنة. وتتطرق الاستطلاع إلى خمسة عناوين رئيسية أبرزها عن تصور الشباب حول القطاع الخاص، وتفضيلات التوظيف في المستقبل، والصناعات التي تقود نمو القطاع الخاص، بالإضافة إلى ظاهرة الفجوة في المهارات ورأيهم عن دوافع التعلم في بلدانهم. وتم مناقشة النتائج مع ست مجموعات في الإمارات والكويت والبحرين ولبنان والمغرب وقطر.

وأظهر 79 في المئة من شباب المنطقة إيجابية قدرة القطاع الخاص على المساهمة في نمو الاقتصاد، بارتفاع قدره 41 في المئة عن العام 2018.

وتبين الدراسة أن نسبة كبيرة من شباب المنطقة يعتقد بأن قطاعات الصناعة والطاقة والخدمات ستكون الأكثر مساهمة في نمو القطاع الخاص في بلدانهم. بالإضافة إلى تلك القطاعات، ثمة نظرة إيجابية واضحة من قبل الشباب تجاه صناعة الإعلام والاتصالات والزراعة والتعليم والضيافة.

الشباب يريد تطوير مهاراتهم

ووصف أرباب العمل الموظفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمرونة وسرعة التعلم والتكيف مع مسؤولياتهم في بيئة الأعمال. ويريد الشباب، وفق الدارسة، أن يستثمر أرباب العمل في تطوير مهاراتهم الوظيفية وتحسينها. لكن في المقابل، أظهر الموظفون الشباب نسبة ضئيلة من الولاء تجاه أصحاب العمل، لأنهم يعتبرون الوظيفة مصلحة مشتركة ومتبادلة بين الطرفين.

كذلك تُظهر الدراسة أن 84 في المئة من شباب المنطقة يطمحون إلى البدء بمشروع ريادي في المستقبل. ويبدو أن ريادة الأعمال هي المسار المألوف للطلاب تحديداً في بلدان الخليج، لكن ينقصهم المعرفة المطلوبة لإنشاء الأعمال الريادية. وقال شريك في أوليفر وايمان جيف يوسف: "نرى توجهاً صحيًا نحو ريادة الأعمال في المنطقة"، لافتاً إلى أن الشباب هم المحرك الرئيسي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

يفضل 37 في المئة من الشباب المستطلعين العمل في الشركات المتعددة الجنسية، في حين يفضل 32 في المئة منهم العمل في الشركات الناشئة، و30 في المئة في الشركات المحلية الكبرى، و28 في المئة في الشركات الصغيرة والمتوسطة، و22 في المئة في القطاع العام.

عوائق التوظيف

ثمة تحديات عدة وفق الدراسة، تعيق الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن العمل في القطاع الخاص. ورد 52 في المئة من المستطلعين السبب إلى النقص في سنوات الخبرة التي تطلبها الوظيفة، وعزا نصفهم السبب إلى انتشار الواسطة والروابط الشخصية. وأشار 31 في المئة منهم إلى أن السبب يعود إلى غياب المعرفة حول الفرص الوظيفية المتاحة، و29 في المئة منهم قال إن الشركات الخاصة تفضل المواهب الأجنبية أكثر من المحلية، و28 في المئة يردها إلى النقص في المهارات المطلوبة للوظائف المعروضة، في حين أن 13 في المئة منهم أشار إلى أن عائلات الشباب تفضل أن يعمل أولادهم في القطاع العام.  

وسلط الشباب الضوء على المهارات المهمة بالنسبة إلى أصحاب العمل والتي تتمثل في القيادة والمسؤولية والإبداع والابتكار فضلاً عن القدرة على التواصل واللغات. فيما اعتبر 60 في المئة منهم أنهم يملكون مهارة القيادة والمسؤولية، في حين عبر 52 في المئة منهم عن اعتقادهم بأنهم يملكون مهارة الإبداع والابتكار. وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنجاز العرب عاكف فخري العقرباوي: "من المهم جداً أن يتسلح الشباب بالمهارات والمعرفة وبروح المبادرة للدخول إلى سوق العمل".