الذكاء الاصطناعي يمهّد الطريق أمام الثورة الصناعية الرابعة

  • 2020-03-31
  • 08:30

الذكاء الاصطناعي يمهّد الطريق أمام الثورة الصناعية الرابعة

التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي سيلعبان دوراً في تحسين حياة الناس

  • إياد ديراني
يقول الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا سامر أبو لطيف إن الذكاء الاصطناعي سيشكل قوة دافعة رئيسية للثورة الصناعية الرابعة، وستبلغ الايرادات العالمية الناتجة عن استخدامه بشكل مباشر أو غير مباشر نحو 16 تريليون دولار في حلول سنة 2030، ويشير في لقاء مع "أوّلاً - الاقتصاد والأعمال" إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي في الشرق الأوسط بنسبة 11 في المئة في حلول سنة 2030، أي ما يعادل نحو 320 مليار دولار. ويضيف: "تتزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية بشكل متسارع، خصوصاً في ضوء الفوائد التي بدأت بتحقيقها في مجالات ربما أبرزها الطاقة والرعاية الصحية والمواصلات".

"الحوسبة الكمية" 

وترشيد الاستهلاك في دبي

يقول أبو لطيف إن مايكروسوفت عقدت عشرات الاتفاقات والشراكات في هذا المجال على مستوى بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أطلقت عدداً من الشراكات الهادفة إلى تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لوضعها بتصرف اللاعبين الرئيسيين كافة في المنطقة، ويضيف أنه ضمن السياق ذاته وتعزيزاً لجهود "التحوّل الرقمي" Digital Transformation فقد واصلت مايكروسوفت ضخ المزيد من الاستثمارات لتحقيق النجاحات وضمان تحقيق الازدهار، وأطلقت مؤخراً 4 مراكز بيانات سحابية جديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وحول أهمية الذكاء الاصطناعي يقول إن قدرته لا تقف عند وضع استراتيجيات تنبؤية تساعد على تطوير آليات وقائية ومعرفة رغبات المستخدمين، بل باتت تساهم في تعزيز عمل التقنيات الأخرى وتعمل معها في آن واحد بطريقة تجعلها أكثر فعالية. ومن الأمثلة الناجحة في هذا المجال التعاون الذي أجرته مايكروسوفت مع هيئة كهرباء ومياه دبي لتطوير حلول جديدة تعتمد على تقنية "الحوسبة الكمية" Quantitative Computing لتحسين كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك والتعامل مع التحديات الأخرى التي لا تستطيع أجهزة الكومبيوتر العادية معالجتها.

الذكاء الاصطناعي سيشكل قوة دافعة رئيسية للثورة الصناعية الرابعة

ويشرح قائلاً: "في ما يتعلق بالحكومات، فقد بدأ العديد منها في منطقة الشرق الأوسط بالاستثمار في مشاريع المدن الذكية والذكاء الاصطناعي لنشر فوائدها في قطاعات خدمية كالمواصلات والرعاية الصحية، ومن المتوقّع أن تعمل قطاعات أخرى مثل النفط والغاز والتصنيع على تبنّي هذه التقنيات من أجل تعزيز الإنتاجية وخفض التكاليف التشغيلية". ويضيف: "تساهم مايكروسوفت في دعم حكومات وشركات المنطقة لتوظيف الذكاء الاصطناعي وأدواته في شتى ميادين العمل للارتقاء بالأداء وتهيئة بيئات عمل مناسبة تسرّع في تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، الأمر الذي يساعد مختلف القطاعات ويلعب دوراً في تسريع تبنّي التقنيات الحديثة لخدمة الأهداف الحكومية، وبالتالي تحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين وصولاً لتحقيق الرؤى الوطنية في المنطقة". 

جزء من أجندة التنمية 

وحول تنمية علاقات مايكروسوفت في أسواق المنطقة، يقول: "لدينا التزام راسخ بدعم أجندة تنمية المنطقة عن طريق تمكين المؤسسات والأفراد بما يتماشى مع رسالتنا، بالإضافة إلى تمكين شبكة واسعة من الشركاء تصل إلى  21 ألف شريك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ليواصلوا بدورهم تقديم الدعم اللازم للمؤسسات الحكومية والخاصة، وكشفت دراسة أجرتها مؤسسة البيانات الدولية أن منظومة شركاء مايكروسوفت المتكاملة تجني أكثر من 9 دولارات أميركية مقابل كل دولار أميركي تحققه مايكروسوفت كإيرادات، وهذا يعني تالياً أنهم يساهمون من خلال عوائد هذه المنظومة في تعزيز النمو الاقتصادي للمنطقة".

الذكاء الاصطناعي سيحسّن جودة حياة المواطنين

أما عن مبادرات مايكروسوفت لتعزيز مهارات الشباب ورفع مستوى قدراتهم، فيقول أبو لطيف إن شريحة الشباب في المنطقة تمتلك ايماناً عميقاً بأن ما تقدمه التكنولوجيا من تقنيات وابتكارات يستوجب أيضاً توفر المهارات المناسبة لتسخير قدرات هذه التقنيات بالشكل الصحيح، ويضيف أنه لهذا السبب بادرت مايكروسوفت إلى تكثيف جهودها على المستوى الاقليمي لإطلاق المبادرات الهادفة إلى تعزيز مهارات الشباب ودعمهم لكي يأخذوا مكانهم الريادي في المستقبل، وأن الشركة عمدت إلى تسريع عملية تحقيق الأهداف المنشودة من خلال إتاحة أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وصقل المواهب وبناء القدرات في آن واحد. ويشدد أبو لطيف على أهمية مبادرة مايكروسوفت العالمية Microsoft cloud society الهادفة إلى تحسين مهارات المتخصصين في مجال التكنولوجيا بمجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وكذلك منصة AI Business School التي توفر مناهج دراسية متخصصة تركز على استراتيجية الذكاء الاصطناعي وأهدافها ومسؤولياتها، إضافة إلى برنامج YouthSpark الذي يُعنى بتطوير أكثر من 7.4 ملايين من الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخلق أكثر من 35 ألف فرصة عمل  مع تمكين أكثر من 1500 من رواد الأعمال الشباب الطموحين إلى إنشاء أعمالهم الخاصة.