IMF: كورونا سيُكبّد العرب 425 مليار دولار

يتوقع صندوق النقد الدولي انكماش نمو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل -3.3 في المئة للعام 2020، أي ما يعادل حذف 425 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة.

وفي هذا السياق، يوضح مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور أن "ما يميز المنطقة العربية عن باقي مناطق العالم أنها تعاني من صدمتين كبيرتين متشابكتين في الوقت عينه. الأولى هي جائحة كورونا، التي نجم عن إجراءات احتوائها تراجع الطلب على الاستهلاك، ولاسيما في قطاعات التجزئة والسياحة والصناعات التحويلية الغنية بالوظائف. والثانية الهبوط الحاد في أسعار النفط بأكثر من 50 في المئة منذ بداية العام، ما أثر على الدول المصدرة للنفط التي يُتوقع أن تتراجع صادراتها بنحو 250 مليار دولار في العام الحالي، كذلك على الدول المستوردة للنفط التي تأثرت لناحية انخفاض التدفقات الرأسمالية والاستثمارية، لا بل لخروج أموال هائلة من أسواقها المالية، فضلاً عن تراجع تحويلات العاملين في الخارج".

تكيُّف جيد

يُنوّه أزعور بالإجراءات السريعة التي اتخذها العديد من دول المنطقة على مستوى المالية العامة، "والتي بلغت في المتوسط 3.8 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، بالإضافة إلى الحزم المالية المختلفة لتخفيف الأعباء عن الشركات والقطاعات المتضررة كتأجيل الضرائب وخفض الرسوم، فضلاً عن التدابير والمبادرات التي أطلقها معظم البنوك المركزية العربية لدعم السيولة وتسيير السياسة النقدية، كتخفيض بنك مصر المركزي للفائدة بنسبة 3 في المئة، وإعلان كل من الأردن والإمارات والبحرين وتونس ولبنان والمغرب عن خطوات دعم متفاوتة على المستوى المالي والنقدي والضرائبي لتقديم الدعم وتوفير السيولة للقطاع الخاص للتكيف مع الأزمة، ولاسيما للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة".

نمو دول الخليج - 2.7% في 2020

و+3.3% في 2021

يكشف أزعور إلى "أوّلاً-الاقتصاد والأعمال" عن تلقي الصندوق طلبات للحصول على مساعدات طارئة من 12 دولة في المنطقة، "تمت الموافقة على بعضها حيث جرى تقديم الدعم إلى كل من الأردن وتونس والمغرب واليمن، ونقوم بدراسة الباقي بسرعة، كما نتوقع أن تتقدم دول أُخرى بطلبات مساعدة جديدة خلال الأيام المقبلة"، موضحاً أن "مصر لم تتقدم رسمياً حتى الآن بطلب للحصول على مساعدة طارئة من الصندوق، وكذلك الأمر بالنسبة إلى لبنان الذي تبحث حكومته معنا في إمكانية الحصول على تسهيلات مالية لمواجهة كورونا لكنها لم تتقدم بطلب رسمي حتى الآن أيضاً".

وحول طلب إيران الحصول على قرض بقيمة 5 مليارات دولار، يُفصح أزعور أن الطلب قد وصلنا رسمياً، ونحن نقوم بدراسته، لكن التواصل مع إيران كان ضعيفاً في الآونة الأخيرة ما يعقد عملية الحصول على المعلومات الضرورية لتقييم الطلب واتخاذ قرار بشأن القرض.

آفاق المنطقة العربية

عربياً، فإن مصر هي البلد العربي الوحيد الذي سينجو من الانكماش العام 2020 بحسب توقعات صندوق النقد الدولي، لكن نموها سينخفض من 5.9 في المئة كما كان متوقعاً مطلع العام الحالي إلى 2 في المئة. أما أقل دول مجلس التعاون الخليجي تأثراً فهي الكويت، حيث سينكمش اقتصادها بنسبة -1.1 في المئة، تليها السعودية بنسبة -2.3 في المئة. في حين أن أكثر دول المشرق العربي تأثراً سيكون لبنان، إذ سينخفض نموه الاقتصادي بنسبة -12 في المئة، ويشير الصندوق إلى عدم إمكانية توقع نمو لبنان للعام 2021 نظراً إلى وجود درجة عالية غير اعتيادية من عدم اليقين. بينما في دول المغرب العربي سينكمش اقتصاد ليبيا بنسبة هائلة تبلغ -58،7 في المئة، لكنه سيعود ليحقق نمواً قياسياً العام المقبل بنسبة 80.7 في المئة، مع التنويه بأن توقعات الصندوق تشير إلى عودة الدول العربية كافة (باستثناء السودان) لتحقيق نمو العام 2021.