شركات النفط العالميّة تتحوّل إلى الخسارة
شركات النفط العالميّة تتحوّل إلى الخسارة
- حنين سلّوم
تراجعت إيرادات شركات النفط والغاز في الربع الأول من 2020 إثر انخفاض الطلب على النفط بأكثر من الثلث نتيجة تفشّي وباء كورونا بشكل حاد ما أدى إلى تحوّل العديد من الشركات العالمية إلى الخسارة للمرة الأولى منذ عقود، فمن كان المتضرّر الأكبر؟ وما هي توقعات وكالة الطاقة الدولية للربع الثاني؟
تراجع حاد في الإيرادات
أفقد كورونا وحرب الحصّة السوقيّة شركات النفط والغاز العالميّة جزءاً كبيراً من إيراداتها، فكما قال فاتح بيرول، الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، إن ما يشهده قطاع النفط لا مثيل له في التاريخ، الأمر الذي انعكس على إيرادات الشركات فانخفضت بنسب متفاوتة تراوحت ما بين 9 في المئة لشركة Petrobras البرازيليّة و 29 في المئة لشركة Royal Dutch Shell البريطانيّة.
وانخفضت إيرادات Royal Dutch Shell من نحو 86 مليار دولار أميركي في الربع الأول من العام الماضي إلى 61 ملياراً مقارنة بالفترة نفسها من العام الحالي، وتراجع أداء معظم منتجات الشركة ،غير إنّ التراجع الأكبر والذي سجّل 44 في المئة على أساس سنوي كان لمنتجات النفط.
وقد حقّقت أرامكو السعوديّة الإيرادات الأعلى بين نظيراتها والبالغة نحو 67 مليار دولار أميركي على الرغم من تراجع إيراداتها بنسبة 16 في المئة على أساس سنوي، وكان التراجع الأكبر في عائدات النفط بنحو 14 في المئة.
كيف حقّقت Chevron ارتفاعاً في الأرباح؟
تحوّلت معظم شركات النفط المدرجة إلى الخسارة بينما حقّقت أرامكو السعوديّة و Chevron الأرباح في الربع الأول من 2020، فعلى الرغم من تراجع إيراداتها، استطاعت أرامكو السعوديّة تسجيل أرباح بقيمة 17 مليار دولار أميركي، محرزةً تراجعاً في الأرباح بنسبة 25 في المئة فقط على أساس سنوي، وذلك جزئياً بفضل قدرتها على خفض المصاريف التشغيلية بنحو 8 في المئة.
أمّا Chevron فقد حقّقت ارتفاعاً في الأرباح بنسبة 36 في المئة على أساس سنوي، وذلك بفضل تصفية استثمارات بقيمة 1.6 مليار دولار في أذربيجان، وإذا حذفنا أثر بيع هذه الأصول، لكانت الشركة سجّلت تراجعاً في الأرباح بنسبة 25 في المئة مقارنة بالربع الأول من 2019.
في المقابل، حقّقت شركة Petrobras البرازيلية الخسائر الأكبر بنحو عشرة مليارات دولار، وذلك على الرغم من تحقيقها التراجع الأدنى في الإيرادات والذي نتج عن إعادة تقييم الأصول وتراجع قيمتها بنحو 13 مليار دولار إثر إعادة تقدير سعر النفط الطويل الأجل عند 50 دولاراً للبرميل بدلاً من 65 دولاراً.
ما هو مصير التوزيعات النقديّة؟
في ظل تراجع الطلب على النفط وتدنّي الأسعار، كانت النفقات الرأسماليّة السبيل الأول للمحافظة على السيولة، فقد خسر قطاع النفط والغاز نحو 85 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة خلال 2020، فهل تضحى الآن التوزيعات النقديّة لبعض الشركات الضحيّة الثانية؟
التوزيعات النقديّة بالدولار الأميركي للسهم الواحد | |||
الشركة | الربع الأول 2020 | الربع الأول 2019 | نسبة التغيير |
Aramco | 0.09 | لم تكن الشركة مدرجة | NA |
BP | 0.105 | 0.1025 | 2% |
ExxonMobil | 0.87 | 0.82 | 6% |
Chevron | 1.29 | 1.19 | 8% |
Royal Dutch Shell | 0.16 | 0.47 | -66% |
يبدو حتّى الساعة أنّ معظم الشركات مازالت متمسّكة بالتوزيعات النقديّة وحريصة على مصلحة المساهمين، غير إنّ Royal Dutch Shell قرّرت خفض التوزيعات النقديّة للربع الأول في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي، تقلّب أسعار النفط، وعدم وضوح متى سيتعافى الطلب وذلك لضمان تخصيص موارد الشركة بكفاءة.
كيف كان أداء أسهم الشركات منذ بداية سنة 2020؟
إثر تقلّب أسعار النفط وتراجع الطلب، انخفضت أسهم شركات النفط والغاز المدرجة وأتى الإعلان عن النتائج ليزيد الأمر سوءاً لمعظم الشركات، أمّا سهم أرامكو السعوديّة فقد حقّق الأداء الأفضل منخفضاً بنسبة 14 في المئة فقط مع نهاية الربع الأول من 2020 في حين وصل التراجع إلى 66 في المئة، وقد عوّض السهم بعضاً من الخسائر بعد إعلان النتائج الفصليّة والأرباح النقديّة للربع الأول.
نسبة تغيّر أسعار أسهم شركات النفط منذ بداية سنة 2020 | |||
الشركة | مع انتهاء الربع الأول 2020 | مقارنةً بإغلاق 17 مايو | مقارنةً بالإغلاق الأسوأ |
Aramco | -14% | -10% | -21% |
BP | -37% | -43% | -58% |
Chevron | -40% | -27% | -55% |
ExxonMobil | -37% | -41% | -56% |
Petrobras | -66% | -62% | -74% |
Rosneft | -31% | -36% | -61% |
Royal Dutch Shell | -46% | -53% | -68% |
وكالة الطاقة الدولية: تحسّن الطلب في الربع الثاني
نشرت وكالة الطاقة الدولية تقريرها لشهر أيّار/مايو وقد عدّلت توقعاتها السنوية للطلب على النفط عند تراجع قدره 8.6 ملايين برميل يومياً، أي رافعةً توقّعاتها السابقة بمقدار 700 ألف برميل يومياً حيث كانت توقّعت في الشهر الماضي انخفاضاً سنوياً قدره 9.3 ملايين برميل يومياً لسنة 2020، وأتى هذا التعديل بعد أن بدأت الحياة بالعودة إلى طبيعتها بشكل جزئي، غير إنّ الوكالة حذّرت من أنّ ظهور موجة ثانية من الوباء سيشكّل خطراً على الطلب العالمي، كما عدّلت الوكالة توقعاتها للربع الثاني مشيرةً إلى أن الطلب ما زال منخفضاً بواقع 19.9 مليون برميل يومياً بدلاً من 23.1 مليون برميل يومياً في توقع سابق.
إلى ذلك، توقّعت الوكالة أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 34 دولاراً للبرميل سنة 2020 و48 دولاراً سنة 2021.
مؤسسات
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال