أكاديمية PWC: تحدّيات مستقبل الأعمال في المنطقة

  • 2020-08-30
  • 09:38

أكاديمية PWC: تحدّيات مستقبل الأعمال في المنطقة

  • برت دكاش

خلُص استبيان أجرته أكاديمية PWC في حزيران/ يونيو الماضي بعنوان Covide-19 CFO Pulse استطلعت خلاله آراء المدراء الماليين في منطقة الشرق إلى أن إدارة تداعيات الوباء على القوى العاملة لا تزال تشكّل مصدر قلق رئيسياً لقادة الأعمال في المنطقة، وأن نحو 39 في المئة من المدراء الماليين يرجّحون تسريح موظّفين مقارنة بنسبة 25 في المئة عالمياً.

في حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، تقول الشريكة في أكاديمية PWC أماندا لاين إن "الشرق الأوسط ولج مرحلة كورونا بمستويات اقتصادية متفاوتة بين بلد وآخر، إلا أنه، وعلى الرغم من اختلاف هذه المستويات، فإن جميع دول المنطقة تواجه تحدّي تأثير الإغلاق والانكماش العالمي اللاحق لمرحلة انتشار الوباء".

 

تأثير كبير للوباء على القوى العاملة

 

وتشير لاين إلى أن "الوباء أثّر بشكل مهم على القوى العاملة في الشرق الأوسط، إذ أظهر الاستطلاع أن 89 في المئة من المدراء الماليين في المنطقة يتوقعون تراجعاً في الإيرادات أو الأرباح، ويرجّح في الموازاة، 62 في المئة من المستطلعين تبنّي الأتمتة وطرق عمل جديدة ستشكّل محور إستراتيجية العودة إلى العمل، لافتين إلى أن المرونة تتصدر قائمة المنافع البعيدة المدى لتداعيات الوباء على الأعمال".

 

بلوغ مرحلة التحوّل الرقمي

 

وتضيف لاين "أن الوباء سرّع مرحلة التحول الرقمي عبر القوى العاملة بعكس التوقّعات، وبالتالي فإن الأعمال التي جهّزت موظفيها بالمهارات المطلوبة لتطبيقه هي التي ستحصد منافعه، والمعرفة الرقمية وقراءة البيانات باتتا أساسيتين لاقتصاد المستقبل، إنما ذلك غير ممكن من دون مهارات بشرية التي هي على القدر ذاته من الأهمية. وأبرز هذه المهارات هي التواصل، والمرونة، والذكاء العاطفي والتفكير الريادي، وجميع هذه المهارات تجلّت أهميتها في العالم الرقمي أكثر مما كان متوقعاً".

وانطلاقاً من هذا الواقع المستجد، تشدّد لاين على "حاجة الأعمال كذلك إلى قادة يتمتعون بمهارات عالية لإرشاد القوى العاملة في وقت يفتقر فيه إلى دليل إرشادي في هذا المجال"، موضحة أن " أكاديمية PWC أطلقت أخيراً برنامج تدريب افتراضياً على القيادة، لمنح قادة الأعمال المهارات والمعرفة اللازمتين لتهيئتهم بشكل أفضل للأدوار الريادية المطلوب منهم تبنيها في المستقبل".   

 

الإمارات رائدة إقليمياً

 

ورداً على سؤال حول توفر بيئة عمل المستقبل في المنطقة، تجيب لاين أنه "في ما هنالك مستويات مختلفة للرقمنة بين بلدان المنطقة، تُعدّ الإمارات رائدة إقليمية في هذا المجال ولاعبة عالمية على قدر من الأهمية في مجال الرقمنة وتبني التكنولوجيات الحديثة، وهي ليست فقط البلد الرائد في الشرق الأوسط في التنافسية الرقمية، إنما تحتل المركز الثاني عشر عالمياً بحسب ترتيب التنافسية الرقمية العالمية IMD للعام 2019. فقد وضعت الإمارات تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة في قائمة أجندتها، وهي تعمل كمنصة اختبار عالمية للتكنولوجيات الحديثة، وتستثمر في البنية التحتية الرقمية وتطوير الرأس المال البشري فيها".  

وتلفت لاين إلى أنه "منذ انتشار "كوفيد-19"، أصبح تزويد القوى العاملة بالمهارات الرقمية أساسياً للحفاظ على وتيرة التغيير المتسارعة، وتعمل أكاديمية PWC مع القطاعين العام والخاص في المنطقة لتطوير مهارات رقمية وبناء قادة أعمال المستقبل، وتوفّر برامج إعادة بناء المهارات هذه مصدراً قوياً ومستداماً للمواهب ولإعداد المتخصصين والمحترفين للمستقبل".

وتذكر لاين أن "الجائحة بدّلت السلوكيات وكسرت حواجز للعمل والتعليم أونلاين. فالمؤسسات والأفراد سيكونون أكثر جاهزية واستعداداً للتكيّف مع العمل الرقمي، مع أهمية بقاء التفاعلات المباشرة بين الناس، ونحن نؤمن أن المستقبل هو للتكامل بين أسلوبي العمل والتعليم".

 

الأولوية للأشخاص

 

وتقول لاين إن " الوقت الراهن يضع الأعمال أمام تحدٍّ كبير، إنما عليها، حيث أمكن، إعطاء الأولوية للأشخاص. غالباً ما تُعتبر إعادة بناء المهارات كاستثمار في مرحلة الاستقرار المالي، إنما يطرح الوقت الراهن تحولاً هائلاً في المهارات، ويسرّع الحاجة إلى إعادة بناء هذه المهارات وتدريبها، وهذه الأزمة ستنحسر والذي سيطلبه أصحاب العمل هو أن تكون مؤسساتهم جاهزة عندما ستنحسر الأزمة".

وتتابع: "يحتاج المتخصصون الشباب إلى أن يستثمر في تعليمهم وتطوير مهاراتهم بشكل مهم لتحضيرهم ليصبحوا القادة المستقبليين وتجهيزهم لتحديات عالم متغيّر، وانطلاقاً من واقع أن ثلثي سكان العالم العربي دون سن الثلاثين، فإن قادتنا الشباب سيكونون أساسيين لمستقبل اقتصادي ومستدام للمنطقة".

وتختم مؤكّدة الحاجة إلى "ضرورة تضافر جهود الحكومات، والمؤسسات التعليمية والأعمال من أجل مستقبل أعمال مزدهر. وفي الإمارات، على سبيل المثال، تعمل أكاديمية PWC جنباً إلى جنب مع المبادرات الحكومية الإقليمية لدعم إدماج المواطنين الشباب في مؤسسات القطاع الخاص، كما نعمل مع مؤسسات لتطوير قادة أعمال شباب من خلال برامج تطوير خاصة بهم وبالمتخرّجين، للمساعدة في سد الفجوة بين التعليم ومكان العمل، فالمنطقة تتمتع بمواهب مذهلة، إنما المطلوب الآن هو الاستثمار في تجهيزهم لتعبيد الطريق أمام غد ناجح".