الشركات العالمية تئن تحت وطأة الجائحة: تسريحات بالجملة للعمال

  • 2020-09-01
  • 11:30

الشركات العالمية تئن تحت وطأة الجائحة: تسريحات بالجملة للعمال

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"، وكالات

لطالما شكّلت الشركات العالمية على مختلف قطاعاتها وأنواعها عصباً أساسياً في تقدّم ونمو الاقتصاد العالمي ومنصة لتوظيف ملايين الأشخاص في مختلف الدول خلال السنوات الماضية، إلا أن تفشي جائحة كورونا المستجد بشكل كبير ومتسارع حدّ من تقدّم هذه الشركات وكبّدها خسائر فادحة نتيجة الاقفالات لفترات طويلة.

وفقد ملايين الأشخاص وظائفهم حول العالم في وقت كان معظم الحكومات يسارع إلى إعطاء جرعات دعم اقتصادية ومالية إلى الشركات المتضررة من آثار تفشي هذا الوباء، إلا أن هذه الخطط لم تنجح بشكل واسع في منع الشركات العالمية من التخلي عن موظفيها بشكل واسع.

 

 

إقرأ: 

شراكة بين Hub71 وTechWadi لاستقطاب الشركات الناشئة الأميركية

 

شركات الصناعات الغذائية والبيع بالتجزئة

 

خسرت معظم شركات الصناعات الغذائية وشركات البيع بالتجزئة معظم نشاطاتها وشهدت تراجعاً في مبيعاتها ما أثر سلباً على عملها وحركة موظفيها، وبدأت شركة "كوكاكولا" العالمية بهذا المسار حيث عملت على إلغاء آلاف الوظائف وتخفيض عدد وحدات أعمالها حول العالم بعد أن واجهت تراجعاً كبيراً في مبيعاتها، علماً أن نصف منتجاتها تباع في الملاعب ودور السينما وغيرها من الأماكن التي يتجمّع فيها الناس والتي تمّ إغلاقها أثناء جائحة كورونا.

كما إن الشركة ستقوم بتخفيضات طوعية وغير طوعية لموظفيها، إذ إن الإدارة ستعمل خلال المرحلة المقبلة، على تقديم عمليات شراء لـ 4 آلاف موظف في كل من الولايات المتحدة وكندا وبورتوريكو بالإضافة إلى تقديم برنامج تطوعي مماثل في بلدان أخرى.

وفي وقت لم يُعرف عدد الوظائف التي ستقوم "كوكا كولا" بإلغائه حتى الآن، إلا أنّها ستقوم بتخفيض عدد وحداتها التشغيلية من 17 إلى 9 وحدات مع تركيزها على منتجاتها الرئيسية من المشروبات الغذائية ومنتجات المشروبات الرياضية والقهوة والشاي، بالإضافة إلى التوسع في فئات متنامية كالمياه الفوّارة والمشروبات النباتية.

أما شركة التجزئة البريطانية "مارك آند سبانسر" فقد أبدت رغبتها في إلغاء 7 آلاف وظيفة بسبب جائحة كورونا، وستؤثر تخفيضات الوظائف على الإدارة المركزية والاقليمية للشركة بالإضافة إلى موظفي المتاجر، وسيتم تنفيذ هذه العملية خلال الشهور الثلاثة المقبلة.

 

إقرأ أيضاً:

البابطين يقود Ooredoo الكويت: تحدي استعادة الثقة

 

شركات الاتصالات والتكنولوجيا

 

وعانت شركات الاتصالات والتكنولوجيا حول العالم من آثار فيروس كورونا المستجد، وما إلغاء شركة "أي تي آند تي" الأميركية لنحو 3400 وظيفة وإغلاق 250 متجراً خلال شهر تموز/يونيو الماضي سوى خير دليل على ذلك، كما إن إغلاق وحدتي "أي تي آند تي موبيليتي" و"كريكيت وايرلس" للبيع بالتجزئة التابعتين للشركة الأميركية سيؤثر على 1300 حول العالم. تجدر الإشارة إلى أن تخفيضات الوظائف في "تي آند تي" هي جزء من جهود الشركة للتركيز على مجالات النمو ومعالجة انخفاض طلب العملاء على بعض المنتجات القديمة.

من ناحيتها، اعتمدت شركة "أي بي أم" للبرمجيات الأميركية مبدأ تخفيض الوظائف مع الاعلان عن نيتها إلغاء عدد غير محدد في شهر أيار/مايو الماضي، متعهدة بتقديم تغطية طبية مدعومة لجميع الموظفين الأميركيين المتضررين حتى شهر حزيران/يونيو 2021.

 

المؤسسات الفندقية

 

وعلى خطى عدد كبير من الفنادق العالمية، سرّحت سلسلة فنادق "هيلتون" 2100 موظف من مؤسساتها الفندقية حول العالم، أي نحو 22 في المئة من القوى العاملة فيها، بسبب استمرار آثار فيروس كورونا في خفض الطلب على السفر.

وتعمل سلسلة الفنادق أيضاً على تمديد الإجازات الحالية للعديد من موظفي الشركات لمدة 90 يوماً إضافية، حيث أعلنت عن الإجازات الأولية وعن التخفيضات المؤقتة في رواتب المديرين التنفيذيين ، في أواخر آذار/مارس الماضي.

من جهة ثانية، خفضت سلسلة فنادق "ماريوت" العالمية رواتب كبار موظفيها وعلى رأسهم رئيسها ومديرها التنفيذي آرني سورنسون ورئيسها التنفيذي بيل ماريوت بالإضافة إلى كبار المدراء التنفيذيين بنسبة 50 في المئة لتعويض خسائر الايرادات الناتجة عن جائحة كورونا.

كما حصل الموظفون على إجازات مفتوحة من أعمالهم في "ماريوت" مع توقعات بتأثر عدد كبير من الموظفين بآثار الجائحة خلال الفترة اللاحقة، تجدر الإشارة إلى أن سلسلة فنادق "ماريوت" تضم أكثر من 130 ألف موظف حول العالم.

 

شركات السيارات

 

وفي عالم شركات السيارات الألمانية، أبدت شركة "دايملر" رغبتها بتخفيض قوتها العاملة بنسبة 30 في المئة وإلغاء 30 ألف وظيفة حول العالم بما في ذلك الوظائف الشاغرة مع العمل على خفض تكاليفها الثابتة في أوروبا بنسبة 22 في المئة.

وكانت الشركة قد أعلنت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عن خطة لخفض قوتها العاملة بمقدار 10 آلاف وظيفة حتى العام 2022 لخفض إنفاق الموظفين بمقدار 1.4 مليار يورو.

ومن جهتها، خططت شركة "رينو" الفرنسية لإلغاء 15 ألف وظيفة في جميع أنحاء العالم في الوقت الذي تحاول فيه تجاوز الانخفاض في مبيعات السيارات بشكل كبير بسبب فيروس كورونا.

4600 من هذه الوظائف في فرنسا وحدها، مشيرة إلى أن هذا الرقم قد يكون أقل منذ أن حصلت الشركة على قرض حكومي بقيمة 5 مليارات يورو على أن تقوم في المقابل بإعادة هيكلة مصانعها.

 

المصارف التجارية

 

حدّت جائحة كورونا من نشاطات المصارف حول العالم والتي عملت على تخفيض وظائفها بشكل كبير. وتأثر بنك "ويلز آند فارغو" الأميركي بالآثار الاقتصادية المدمرة لهذه الجائحة حيث خطط لإلغاء عشرات الآلاف من الوظائف بسبب الضغط لخفض التكاليف بشكل كبير على أن يبدأ بتنفيذ ذلك في وقت لاحق من العام الحالي.

ويعتمد البنك على خفض التكاليف لتحقيق الاستقرار في أرباحه النهائية مع تعافيه من مجموعة من الغرامات والتكاليف المتعلقة بإساءات المبيعات التي تمّ الكشف عنها لأول مرة في العام 2016 وتزايد مخصصات خسائر القروض بسبب فيروس كورونا.

من ناحيته، سرّع بنك "إتش أس بي سي" خطط إلغاء 35 ألف وظيفة حول العالم بعد أن أجبرت جائحة كورونا المستجد إدارة البنك على تخصيص 3.8 مليارات دولار لتغطية ديونه المعدومة.

وكان البنك قد أعلن في بداية شهر آب/أغسطس الحالي أن أرباحه قبل الضرائب تراجعت بأكثر من 80 في المئة حيث بلغت 1.1 مليار دولار في الربع الثاني من العام الحالي، وبانخفاض من 6.2 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

 

شركات النقل العام

 

ألغت شركة "أوبر" 6700 وظيفة من شركتها خلال الفترة الماضية في الوقت الذي تواصل فيه التصدي لضغوط فيروس "كوفيد-19" على أعمالها.

وخفّضت الشركة في مرحلة أولى 3700 وظيفة بدوام كامل في حين ألغت 3000 وظيفة جديدة، وتمثّل التخفيضات في الوظائف انخفاضاً بنسبة 25 في المئة في عدد موظفي الشركة منذ بداية انتشار الوباء.

ومن جهتها، قامت شركة "ليفت" لمشاركة خدمات الركاب بالتخطيط لتسريح 982 موظفاً، أي 17 في المئة من قوتها العاملة مع قيامها بإيقاف 288 موظفاً عن العمل في مرحلة سابقة بسبب جائحة كورونا، بالإضافة إلى تخفيض رواتب مدرائها التنفيذيين بنسبة 30 في المئة.

 

شركات الطاقة

 

لعبت شركات الطاقة حول العالم دوراً رئيسياً في استخراج النفط والغاز ومشتقاتهما خلال الفترات السابقة، لكن جائحة كورونا أثرت بشكل سلبي على عمل هذه الشركات مما اضطرها الى تقليص نشاطاتها وتخفيض عدد وظائفها.

وفي هذا الاطار، عملت "بريتش بتروليوم" على تنفيذ خطة لإلغاء 10 آلاف وظيفة بسبب أزمة فيروس كورونا التي أدت إلى تراجع الطلب العالمي على النفط وبالتالي خفض أسعاره.

أما شركة "شيفرون" الأميركية فخفضت عدداً من وظائفها بسبب تراجع مداخيلها وأرباحها وإنفاقها بنسبة 30 في المئة خلال العام الحالي.