500 مليار دولار خسائر أكبر 5 شركات نفط وغاز في العالم

عاشت شركات النفط والغاز العام الماضي أحد أسوأ الأعوام في تاريخها الحديث. وقد أظهرت البيانات المجمعة من قبل موقع Finblod تسجيل أكبر 5 شركات نفط في العالم انخفاضاً مهماً في مجموع إيراداتها وصل إلى 1.14 مليار دولار من 1.65 تريليون العام 2019، أي بتراجع نسبته نحو 30.9 في المئة وقيمته نحو 500 مليار دولار.

وانعكست قدرة الصين على استعادة نشاطها الاقتصادي في وقت مبكر بعد ظهور الجائحة على أداء شركات النفط الغاز الصينية، حيث حلّت شركتا PetroChina وSinopec في المركزين الأول والثاني على التوالي من حيث حجم الإيرادات، على الرغم من تسجيلهما خسائر في إيراداتهما مقارنة مع العالم الماضي.

وحققت شركة PetroChina إيرادات بقيمة 280.7 مليار دولار مقارنة مع 347.8 مليار دولار العام 2019، أي بتراجع نسبته 19.28 في المئة. وحلّت Sinopec الصينية ثانية مع إيرادات بقيمة 271.1 مليار دولار، وبتراجع نسبته 37.32 في المئة مقارنة بالعام 2019 حيث حققت 432.5 مليار دولار.

وحلّت Aramco السعودية ثالثة مع إيرادات بقيمة 229.70 مليار دولار من 294.85 العام 2019، أي يتراجع نسبته 22.09 في المئة. واحتلت BP المركز الرابع مع إيرادات بقيمة 180.0 مليار دولار، وبتراجع نسبته 39.38 في المئة من 296.97 العام 2019. أما Exxon Mobil فحلت خامسة مع إيرادات بقيمة 178.20 مليار دولار من 275.54 مليار دولار وبتراجع نسبته 35.30 في المئة. وتعدّ خسائر الأخيرة من الأسوأ في تاريخ الشركة الحديث، وفق Finbold.

حرب أسعار

وتعتبر إيرادات شركات النفط والغاز المحققة العام 2020 من الأسوأ في تاريخ الشركات الحديث، إذ أبطأت الجائحة الطلب، خصوصاً نتيجة الإغلاق المتكرر والحجر المنزلي وتراجع السفر جواً إلى مستويات متدنية جداً، كذلك تسبب انخفاض سعر النفط انخفاضاً قياسياً في ظل انهيار الطلب على الطاقة، وهبوط هوامش التكرير وسط عروض مرتفعة على السلعة في تراجع إيرادات هذه الشركات. بالإضافة إلى تراجع تأثير النشاط الصناعي بشكل كبير بسبب شروط التباعد الاجتماعي المفروضة، وترافق ذلك مع تعطل حركة الشحن والطلب بشكل مستمر. وقد انعكس الأخير، بموازاة مع حرب أسعار بين بعض كبار المنتجين مثل روسيا والسعودية هبوطاً حاداً في سعر النفط.

إلى جانب الجائحة، واجهت الشركات كذلك منافسة متزايدة وحملات للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. وعلى الرغم من تأثير الجائحة أيضاً على قطاع الطاقة المتجددة، إلا أن شروطاً أفضل مثل الدعم الحكومي ترجم في توفير الصناعة المزيد من الطاقة.

استمرار تدني الاستهلاك

على صعيد آخر، بدا واضحاً بعد الهبوط مطلع العام 2020، تعافي قطاع النفط والغاز خلال الربع الثالث من العام الماضي بعد فتح الاقتصادات على أثر بدء التلقيح، وأيضاً الردّة في أسعار النفط ضمن أوبك وشركائها. وعلى الرغم من اعتبار تفوق العرض على الطلب السبب الرئيسي خلف انهيار السعر، إلا أن المنتجين يقومون بإدارة إنتاجهم مقابل إبطاء نشاط اكتشاف آبار جديدة.

وتشير التقديرات إلى بقاء الاستهلاك في الأعوام القليلة المقبلة من دون الاتجاه السائد قبل الجائحة، إلا أنه من المرجح أن تؤثر الجائحة على الاستهلاك على مدى أطول بسبب التحول في سلوك المستهلك؛ فعلى سبيل المثال، قد لا تتعافى حركة السفر العالمي جواً قريباً بسبب لجوء الناس إلى الاجتماعات عن بعد، وكذلك قد يزيد الاتجاه نحو العمل من المنزل من تراجع الطلب على الغازولين.

خسائر أكبر 5 شركات نفط وغاز في العالم في 2020