هل يُنقذ إسبينوزا شركة "نيسان" قبل فوات الأوان؟

  • 2025-04-07
  • 11:49

هل يُنقذ إسبينوزا شركة "نيسان" قبل فوات الأوان؟

  • خطار زيدان

جاءت استقالة الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان" ماكوتو أوشيدا من منصبه في شهر آذار/مارس 2025 الماضي بعد فترة من الأداء المالي الضعيف ومحاولات فاشلة لإنقاذ الشركة، سواء من خلال خطط لم تنجح أو محاولات الاندماج مع شركات أخرى، وقد تم على الأثر تعيين إيفان إسبينوزا الذي كان يشغل منصب رئيس التخطيط، كرئيس تنفيذي جديد للشركة اعتباراً من 1 نيسان/أبريل الحالي، للاستفادة من خبراته الطويلة في "نيسان"، ولقيادة جهود التحول الاستراتيجي وتعزيز قدرات الشركة التنافسية وإعادتها إلى مسار الربحية بعد تراجع درامي في أدائها في الفترة الأخيرة.

ومن أبرز الخطوات التي تم اتخاذها أخيراً الاتفاق الذي تم بين "نيسان" و"رينو" على تقليص حصصهما المتبادلة من 15 في المئة إلى 10 في المئة، ما يمنح "نيسان" مرونة مالية أكبر ويقلل من الاعتماد المتبادل بين الشركتين، ويمنحها مرونة أكبر في اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتوجيه مسارها المستقبلي بشكل مستقل. كما قررت "نيسان" عدم الاستثمار في وحدة السيارات الكهربائية التابعة لـ "رينو"، "أمبير"، والتي كانت قد التزمت سابقاً باستثمار 600 مليون يورو فيها، إضافة إلى خططها في خفض نحو 9,000 وظيفة عالمياً، مع تقليص القدرة الإنتاجية بنسبة 20 في المئة، بهدف تحقيق وفورات تصل إلى 400 مليار ين (نحو 2.6 مليار دولار) بحلول السنة المالية 2026.

كما تتضمن خطة "نيسان" إغلاق مصنع في تايلاند بحلول حزيران/يونيو 2025، مع احتمال إغلاق مصانع أخرى لم تُحدد بعد. وأعلنت "رينو" أيضاً عن نيتها شراء الحصة الأكبر التي تمتلكها "نيسان" في مشروعهما المشترك في الهند، شركة "رينو نيسان أوتوموتيف إنديا" (RNAIPL)، ومن المتوقع إتمام الصفقة في نهاية النصف الأول من العام الحالي، وبذلك ستتوقف "نيسان" عن تصنيع السيارات في الهند، وستركز على المبيعات والخدمات فقط، بينما ستواصل "رينو" تصنيع سيارات "نيسان" في مصنع المشروع المشترك في ولاية تاميل نادو، جنوب الهند، بطاقته الإنتاجية التي تبلغ أكثر من 400 الف سيارة سنوياً، لكنه يعمل حالياً بثلث قدراته فقط.

وتخطط "نيسان" لإطلاق ثمانية طرازات كهربائية جديدة في الصين خلال الفترة المقبلة، بدءاً من سيارة السيدان الكهربائية N7، التي ستكشف عنها في معرض شنغهاي للسيارات في نيسان/إبريل 2025، ويتم تصنيعها بالتعاون مع شريكها المحلي "دونغ فينغ"، إضافة إلى نيتها تقليص وقت تطوير المركبات، ما يسمح لها بالاستجابة بسرعة أكبر لتغيرات السوق واحتياجات المستهلكين. 

وتسعى "نيسان" من خلال هذه التغييرات إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وتحقيق الاستدامة المالية من خلال خفض التكاليف وإعادة هيكلة العمليات، كما تسعى إلى التركيز على السيارات الكهربائية وتطوير طرازات جديدة، ما قد يساعدها على استعادة حصتها السوقية ومواكبة التحول العالمي نحو التنقل الكهربائي، وكل ذلك على أمل استعادة مكانتها كواحدة من الشركات الرائدة في صناعة السيارات.

 

هل ستنجح "نيسان" بالعودة إلى توازنها؟

 

لا شك أن التحديات الحالية المتمثلة بالمنافسة الصينية القوية، والتحول نحو السيارات الكهربائية، وزيادة الرسوم الجمركية الأميركية، تتطلب المزيد من الاستثمار في البحث والتطوير، وتعزيز الابتكار والتقنيات الجديدة وتقديم منتجات متميزة وأكثر تنوعاً، تلبي توقعات العملاء، كما إن مستقبل تواجد "نيسان" في السوق الأميركية يتطلب جهوداً إضافية بعد فرض الإدارة الأميركية رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات السيارات، خصوصاً أنها تعتمد بشكل كبير في هذه الأسواق على صادراتها من المكسيك، من خلال تنويع أكثر في الطرازات الهجينة والكهربائية، وتقوية إنتاجها المحلي، كما إن بناء تحالفات جديدة مع شركات تقنية وشركات سيارات أخرى يمكن أن يفتح فرصاً للنمو والتوسع في أسواق جديدة. فهل سينجح الرئيس التنفيذي الجديد في مهامه، ولو جاء متأخراً نوعاً ما، أو أن الشركة ستبقى في دائرة الخطر بانتظار حلول موجعة أكثر؟