لبنان: توقعات بحركة سياحية ناشطة ترتكز على المغتربين والمقيمين

  • 2021-06-09
  • 09:00

لبنان: توقعات بحركة سياحية ناشطة ترتكز على المغتربين والمقيمين

بيار الأشقر: المؤسسات الفندقية في لبنان تعمل بهدف البقاء لا الربح

  • زينة أبو زكي


من المتوقع أن يكون موسم الصيف في لبنان ناشطاً سياحياً على الرغم من كل الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها.

وتستند هذه التوقعات الى عوامل عدة أهمها انخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار ما يجعل لبنان من أرخص الوجهات السياحية في المنطقة ولاسيما بالنسبة الى المغتربين اللبنانيين، كذلك، فإن هذا الانخفاض والقيود على السفر في ظل كورونا، يشكلان عائقاً أمام سفر اللبنانيين المقيمين الى الخارج، الأمر الذي قد يعزز السياحة الداخلية، خصوصاً في المناطق خارج بيروت.

"أولاً – الاقتصاد والأعمال" حاور نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، واستطلع آراء بعض الفنادق لجس النبض السياحي في لبنان خلال موسم الصيف الحالي.

ارتفاع نسب الإشغال بسبب اقفال بعض الفنادق    

يؤكد الأشقر أن الحركة السياحية الناشطة التي يشهدها لبنان حالياً ترتكز على المغتربين اللبنانيين بالدرجة الأولى، خصوصاً المتواجدين في الخليج العربي (450 الفاً)، وأفريقيا (250 ألفاً).

وفي حديثه إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، يوضح الأشقر أن ارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق إلى ما بين 50 الى 60 في المئة، يعود إلى استمرار إقفال قسم كبير من الفنادق التي تضررت من انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس الماضي، والبالغ عددها 153 فندقاً، علماً أن هذه الفنادق لا تزال تنتظر شركات التأمين للحصول على التعويضات اللازمة لإجراء عمليات الترميم المطلوبة.

ويشير الأشقر الى أن هذا الواقع أدى إلى نقص ما يقارب 1500 غرفة في فنادق بيروت، قد تستفيد منه الفنادق الموزعة في المناطق اللبنانية المختلفة.

700 الف لبناني نحو السياحة الداخلية

يؤكد الأشقر أن الفائدة الكبيرة من النقص الحاصل في العاصمة، سيصبّ في مصلحة المناطق سواء الساحلية أو الجبلية، مشيراً إلى أن أبرز تلك المناطق على سبيل المثال البترون التي تعد الأولى في جذب السائح الداخلي، لكنه يوضح أن محدودية الطاقة الاستيعابية لفنادق ومنتجعات البترون والبالغة 500 غرفة يجعل الطلب يفوق العرض، والأمر نفسه ينطبق على باقي المناطق خارج بيروت مثل جزين وإهدن وغيرها.

أما السبب الثاني المؤثر في الحركة السياحية الداخلية بالنسبة الى الأشقر، فهو عدم قدرة اللبناني على السفر إلى الخارج ما يحول نحو 700 الف لبناني نحو السياحة داخل لبنان والتعرف على مناطقه السياحية ومنها على سبيل المثال إهدن والبقاع وغيرها وهي أيضاً لا تمتلك الكثير من الغرف الفندقية، وهنا نشهد دوراً تلعبه منصة Airbnb في تأمين الإقامة ما بين الفلل والشقق والشاليهات، وهكذا يسوحون في بلدهم ويتعرفون عليه ويدعمون المؤسسات السياحية في المناطق النائية ويساعدونها على البقاء.  

وفي ما يتعلق بالقدرة على الانفاق في ظل الظروف التي يمر بها لبنان يقول الأشقر: تتراوح أسعار الغرف الفندقية في لبنان اليوم ما بين 200 الف و2 مليون ليرة لبنانية، والمتوسط هو الـ 400 الف ليرة أي في حدود 25 دولاراً، علماً أن هذه الأسعار في الماضي كانت في حدود 150 دولاراً وكان سعراً مقبولاً أما اليوم الواقع تغير، وهناك انخفاض في القدرة الشرائية نتيجة المشاكل التي تواجهها الطبقة الوسطى مع خسارة قسم كبير منها وظائفه، في حين خسر القسم الثاني أمواله وتجمدت أموال القسم الثالث، لذلك المقارنة مع السنوات الماضية باتت مستحيلة حيث خفت المداخيل والأرباح بشكل كبير، لافتاً النظر إلى أن المؤسسات الفندقية في لبنان اليوم تعمل ليس بهدف الربح بل بهدف البقاء.

تحصيل الأجرة بالدولار يعيد لبنان إلى الخريطة السياحية العالمية

وعن قرار وزارة السياحة بالسماح للفنادق بتحصيل أجرة الغرف من الأجانب بالدولار، يؤكد الأشقر على أهمية اتخاذ هذا القرار لضرورة بقاء لبنان على الخريطة السياحية العالمية، موضحاً أن السائح الذي كان يقوم بالحجز على المنصات العالمية مثل Booking.com و Expedia  بالدولار وعندما يصل إلى المؤسسة يدفع باللبناني على سعر صرف 1500 وكانت المؤسسات مجبرة أن تقبض باللبناني وتدفع عمولة تلك المنصات بالدولار والتي أصبحت أعلى من سعر الغرفة ما يعني أنها بدلاً من أن تجني أرباحاً تدفع خسائر، وكان من المستحيل الغاء تعاملنا مع هذه المنصات لعدم خروج لبنان من الخريطة السياحية العالمية. وهكذا سمح لنا القرار أن نقبض من الأجنبي بالدولار الفريش وهو أمر يساعد المؤسسات الفندقية على ادخال النقد الأجنبي إلى البلد والمحافظة على استمرارية المؤسسات والوظائف وتحقيق دورها كقاطرة للاقتصاد الوطني. 

وعن وجود حركة سياحة خارج إطار اللبناني المقيم والمغترب يقول الأشقر: لا شك أن الشرائح السياحية التي تأتي إلى لبنان اليوم موزعة على رجال الأعمال وموظفي المؤسسات الدولية والجمعيات غير الحكومية، أما بالنسبة الى السياح الذين يأتون بهدف السياحة فهناك بعض العراقيين والأردنيين ولكن مقارنةً بالأعداد السابقة تبقى قليلة جداً.

 روتانا: نتوقع أن تصل نسب الإشغال إلى 90 في المئة

من جهتها، تشير هلا مسعد المدير العام لفندق روشة أرجان من روتانا، الى أن النشاط في الفندق بدأ بالتحسن منذ عيد الفطر السعيد الماضي واستمر بالتحسن. وتضيف: "نأمل أن يمتد النشاط على شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، ونتوقع أن تلامس نسب الإشغال الـ 90 في المئة ما لم يحدث أي خضة أمنية في البلد".

وعن رواد الفندق تقول مسعد: "هم في معظمهم من السياح العراقيين مع بعض المصريين، الأردنيين والسوريين، أما بالنسبة الى المغتربين اللبنانيين فهناك عدد قليل منهم الذين عادةً ما يفضلون المنتجعات البحرية".

وعن التحديات التي تواجه الفنادق في لبنان، تقول مسعد إن التحدي الأول هو في الموارد البشرية وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن البلد يعمل بأدنى نشاطه منذ سنة ونصف، ونحتاج الى الكثير من المجهود والتدريب كي نستعيد النشاط والجودة في الخدمات. أما التحدي الثاني فيكمن في اليد العاملة الأجنبية التي تركت لبنان، علماً أن هناك أقساماً في الفنادق تحتاج لهذه اليد العاملة الأجنبية التي باتت غير متوفرة، حيث من الصعب استبدالها باليد العاملة اللبنانية. وتضيف مسعد أن التحدي الثالث فهو هجرة الكفاءات في القطاع وحتى في التوظيف نظراً الى الرواتب.

أما التحديات الأخرى، بالنسبة إلى مسعد،  فهي مالية ومنها تثبيت سعر الصرف، "وإذا نظرنا إلى مدخول الفندق مقارنةً بالمصاريف التي تدفع بالدولار الفريش، نجد أنها ليست بالنسب ذاتها وهو ما يصعب المحافظة على ربحية الفندق. وهناك مشكلة بين العائدات والمصاريف حيث إنه على سبيل المثال، الصيانة كلها بالدولار، ونحن نقبض باللبناني، كما إن هناك أيضاً صعوبة في البلد الذي أصبح يعمل بالاقتصاد النقدي، فالفندق مجبر أن يدير عمليات الشراء بالنقدي والمصارف حددت سقوف سحب العملة النقدية وهذه مشكلة إضافية مع فقدان تسهيلات المصارف. وتخلص مسعد الى القول: "نحن نعتبر في هذه الظروف أن كل يوم عمل هو مكسب لنا للمحافظة على أرزاق الـ 100 عائلة التي تعتاش من الفندق، ونسعى جاهدين للمحافظة عليها ولكن لا نعرف إلى متى؟ وتختم: "نحن متفائلون ولدينا أمل كبير بلبنان ومقوماته وطاقاته البشرية".

موفنبيك: كلفة السياحة في لبنان أصبحت مقبولة للمغترب والأجنبي

بدورها، تقول نور حيدر مديرة الاتصال في فندق ومنتجع موفنبيك بيروت إن موسم الصيف في موفنبيك بيروت دائماً من أفضل فترات السنة لكونه من أفضل المنتجعات في بيروت. وتضيف: نأمل أن يكون هذا الصيف جيداً لعوامل عدة منها انتشار اللقاح ضد فيروس كورونا، وفتح المطارات وإزالة معظم الدول لقيود السفر".

أما بالنسبة الى اسعار الغرف، تقول حيدر: "نحن نحافظ على أسعارنا بالليرة اللبنانية لجميع المقيمين والمغتربين اللبنانيين، وفيما يخص الضيوف فهم يتوزعون على جميع الجنسيات، فلدينا بعض الأجانب ولكن معظم المقيمين من المغتربين اللبنانيين والسياح العراقيين". وتلفت حيدر الانتباه إلى أن كلفة الإقامة والسياحة في لبنان أصبحت مقبولة بالنسبة إلى الأجانب، "ونحن في فندق موفنبيك بيروت لدينا أسعار خاصة للمقيمين لفترات طويلة ولأعضاء مجموعة Accor التي تنتمي إليها فنادق موفنبيك، هذا بالإضافة إلى أسعار خاصة لوكالات السياحة والسفر".