الصبوري: ابتكار لـ Zwipe في مجال بطاقات الدفع البيومترية في اكتوبر

  • 2021-06-14
  • 08:26

الصبوري: ابتكار لـ Zwipe في مجال بطاقات الدفع البيومترية في اكتوبر

حوار مع المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في Zwipe النروجية

  • رانيا غانم

عندما قررت شركة Zwipe النروجية المتخصصة في مجال البطاقات البيومترية، التوسع وافتتاح مقر إقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اختارت بيروت مقراً لانطلاقتها على الرغم من الظروف الاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد. والسبب وفقاً لـ رمزي الصبوري الذي انضم إلى الشركة للاضطلاع بمهامه كمدير عام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يرد إلى كونها كانت دائماً المحور والمركز الملائم لإطلاق تجارب وابتكارات جديدة ضمن نطاق المصارف والأعمال، فضلاً عن تميز كوادرها البشرية والكفاءات العلمية المواكبة باستمرار للتطورات التقنية العالمية.

ويعمل الصبوري حالياً على إرساء البنى والقواعد الأساسية والمفاوضات المطلوبة مع المصارف والحكومات وتشكيل فريق العمل لإطلاق ابتكار Zwipe في مجال البطاقات المصرفية رسمياً في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

قرار Zwipe بولوج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ينطلق من الفرص والإمكانات الكبيرة الماثلة في تلك المنطقة، على الرغم من أن جزءاً كبيراً منها قد دخل منظومة التكنولوجيا المالية من بابه الواسع على غرار البلدان الغربية المتقدمة.

يؤكد الصبوري في حوار مع "أولاً-الاقتصاد والأعمال" أن الفرص كبيرة في المنطقة العربية، ولاسيما أنه ثمة شريحة كبيرة لم تدخل بعد في المنظومة المالية والمصرفية، خصوصاً في بلدان خارجة من أزمات مثل العراق وليبيا، ويضيف: "ثمة ملاءة مالية وخبرات تقنية عالية تعطينا مؤشرات إيجابية أكثر من أي منطقة أخرى مشبعة".

 

الأولوية للأسواق الواعدة

يشير الصبوري إلى أن استراتيجية Zwipe تتمثل في إعطاء الأولوية للأسواق الواعدة، ومنها السوق المصري التي لديها تطلعات وتوجهات نحو تبني التحول الرقمي والمدفوعات الرقمية في القطاعين العام والخاص. ويقول: "صحيح أن حجم التداول الإلكتروني لا يزال ضئيلاً مقارنة بعدد سكان مصر لكنها أظهرت مرونة عالية في استيعاب التقنيات الجديدة التي تطرح عالمياً وقطعت شوطاً كبيراً في مجال التوعية نحو أهمية تلك الخدمات". ويضيف أن السوقين العراقية والليبية أيضاً من الأسواق الواعدة التي سيتم التركيز عليها، علماً أنها تحتاج إلى الكثير من البرامج التوعوية لإحراز تقدم في مجال التحول الرقمي.

ويعتبر الصبوري أن معظم الأسواق الخليجية وتحديداً السعودية والإمارات والبحرين والكويت قطعت أشواطاً كبيرة في هذا المجال، إذ إن الشريحة العظمى من السكان انخرطوا في المنظومة المصرفية وتواقين لأي ابتكارات في مجال التقنية المالية.

 إقرأ: 
الصيرفة المفتوحة: الفوائد وهواجس المصارف والتحديات

بصمة الإصبع... ابتكار جديد في البطاقات البلاستيكية

تعتبر Zwipe من الشركات القليلة المتخصصة في مجال البطاقات البيومترية، التي منذ نشأتها في العام 2009 سلطت تركيزها على ابتكار حلول واستحداث تقنيات جديدة في مجال بطاقات الدفع البيومترية. وتعمل منذ العام 2017 على تطوير الجيل الثالث من البطاقات البيومترية التي تقرأ بصمة الإصبع لتمرير عملية الدفع بدلاً من إدخال الرقم السري للبطاقة.

ويشرح الصبوري أن الشركة بدأت في العام 2018 التجارب على هذا المنتج، حيث تخللت تلك الفترة العمل على جمع المعلومات واختبار المنتج لاستنباط الشوائب وتحسينها. وبعد سنوات أصبح المنتج جاهزاً للانطلاق تجارياً وسيتاح أمام حملة البطاقات في تشرين الأول/ أكتوبر، بحيث ستعمل المصارف التي تبنت هذه التقنية على استبدال البطاقات القديمة بالبطاقات البيومترية.

ويؤكد الصبوري أن البطاقة تحمل جميع معالم الشريحة الذكية، مضافاً إليها جهاز استشعار صغير لقراءة بصمة الإصبع، لافتاً النظر إلى أن عملية استخدامها سهلة جداً، فبدلاً من أن يضع حامل البطاقة كلمة السر يكتفي بتمرير إصبعه على البطاقة لتتم عملية الدفع بنجاح. ويضيف: "الأهم من ذلك، هو أن البطاقة تعتبر الأكثر أماناً وحمايةً لمعلومات الفرد الشخصية لأنها محفوظة على البطاقة وليس على السحابة، وبالتالي تلغي كل عمليات التزوير المالية والاحتيال والقرصنة، لاستحالة تزوير بصمة الإصبع".

ويعتبر الجيل الثالث من البطاقات الأحدث عالمياً، ويتميز بكون العمر التقريبي للبطاقة يتخطى الخمس سنوات، فضلاً عن أنها لا تحتاج إلى بطارية لدى استخدامها، باعتبار أنها تشحن بمجرد ملامسة البطاقة لجهاز نقطة البيع.  

 

حان الوقت لتوحيد السياسات المصرفية

لا تزال البطاقات المصرفية تشكل نحو 80 في المئة من حجم الدفع الإلكتروني العالمي، على الرغم من انتشار المدفوعات عبر تطبيقات الهواتف والمحافظ الذكية. وفي هذا السياق، يؤكد الصبوري أنه في محادثاته مع المصارف سؤال أساسي يطرح، وهو لماذا البطاقة المصرفية طالما هناك تقنيات الدفع على الهواتف الذكية التي ترافق المستخدم بشكل دائم؟ ويشرح أن تطبيقات الدفع عبر الهواتف والمحافظ الرقمية أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام شركات الفنتك منذ عشر سنوات أو أكثر، ولاسيما أن شركات مثل "آبل" و"غوغل" أنشأت منصات الدفع الخاصة بها، وحتى بعض البلدان أنشأ المحافظ الرقمية الخاصة بهم. وكان الاعتقاد السائد بأن البطاقات البلاستيكية ستضمحل وتختفي بما يوفر الكثير من التكلفة على مصدري البطاقات. لكن اللافت، أن شركة آبل أصدرت منذ شهرين بطاقة اسمها Apple card بما يؤشر إلى أهميتها بالنسبة الى الشركة.

ويؤكد الصبوري أنه ثمة عوائق كثيرة تحول دون استخدام المحافظ الرقمية خارج إطار حدود الدولة في 90 في المئة من الأوقات، نظراً إلى أن المحفظة لا تزال محددة بأطر وسياسات ومعايير تنطبق فقط على البلد التي صدرت منه وليس عالمية. ويضيف: "حان الوقت لتوحيد المعايير، إذ لا يمكن لبلد أن يملي قواعد وسياسات غير موجودة في مصرف مركزي لبلد مجاور، وينبغي أن تصبح الابتكارات الرقمية في مجال المدفوعات عالمية وعلى المصارف المركزية أن تنتهج قواعد وسياسات موحدة". ويؤكد أنه في ظل العوائق أمام المحافظ الرقمية، تأتي البطاقات البلاستيكية لتكون حلاً لجميع المشاكل ويمكن استخدامها في أي بلد كان.

ويشرح أنه ثمة تجاوب من قبل جميع المصارف حول تبني هذه البطاقة الجديدة، ولاسيما أن للبطاقة أهمية خاصة لدى المصرف لأنها تحمل اسمه وهي طريقة تسويقية غير مباشرة "طرحت الكثير من الابتكارات على المصارف التي كانت تلقى القبول أو الرفض، لكن بطاقة Zwipe القبول عليها مرتفع جداً حتى الآن".

  قد يهمك: 
بول من فيناسترا: على المصارف أن تتعاون مع شركات الفنتك لتسريع وتيرة التحول الرقمي

قبول حكومي ومصرفي

يتفاوض الصبوري مع الحكومات والمصارف سوية لإطلاق المنتج الجديد من Zwipe نظراً إلى حاجة القطاعين العام والخاص لتلك الخدمة التي تساهم في حماية المدفوعات وتحصينها إلكترونياً. ويشير إلى أن المنتج يهم المصرف وحامل البطاقة وجميع المؤسسات الأخرى سواء مستشفى أو جامعة أو تاجر تجزئة، لأنها تؤمن الحماية والأمان للأطراف كافة وتبعد خطر التزوير والاحتيال. ويضيف: "خلال مسيرتي المهنية، تعرفت على الكثير من الابتكارات والتطورات التقنية، لكن البطاقة البيومترية من Zwipe هي أسهل تقنية، لأن الابتكار غالباً ما يترافق مع حاجة إلى استثمارات ضخمة وبرامج تقنية معقدة ينبغي على المصارف تبينها، لكن هذه التقنية لا يتخللها أي تعقيدات وهي مجدية. صحيح أن Zwipe خصصت استثمارات ضخمة للوصول إلى هذه التقنية لكنها توفرها للمصرف بأقل كلفة وتعقيدات ممكنة".

 

 

استنباط التحديات وحلها

وعن التحديات، يؤكد الصبوري أن zwipe عملت على حل جميع التحديات المتوقعة قبل طرح منتجها تجارياً، لافتاً بالدرجة الأولى إلى حلها معضلة الاستثمارات التي ينبغي على المصارف والمؤسسات المالية ضخها لتبني التقنية، بحيث جعلتها متاحة للجميع بكلفة لا تذكر. وقد أجرت الشركة جميع الدراسات واستطلاعات الرأي المطلوبة في الأسواق حول تقبلها من قبل المستخدمين، وأظهرت النتائج أن 80 في المئة من المستطلعين أظهروا رغبتهم في تبينها.

الهدف مجتمع غير نقدي

ويخلص الصبوري إلى القول إنه لا يزال ثمة رحلة طويلة أمامه لبلوغ مجتمع غير نقدي في منطقة الشرق الأوسط، لكنه واثق بأنه عبر Zwipe والمنتجات المبتكرة التي تقدمها ومن بلده لبنان سيتمكن من تحقيق هذا الهدف. ويختم بالقول: "كان موضوع الاحتيال والقرصنة أحد الأسباب الرئيسية التي يضعها بعض الأفراد كحجج لعدم استخدام البطاقات البلاستيكية ولا سيما القطاع العام، لكن بعد إصدار هذه البطاقة ستنتفي حججهم، وأتطلع لأن تتجاوب الحكومات مع منظومة الدفع الإلكتروني وتتبنى طرق الدفع هذه لبلوغ مجتمع غير نقدي".