"صندوق النقد الدولي" يشطب 1.4 مليار دولار من الديون المتأخرة على السودان

وافق صندوق النقد الدولي على شطب 1.4 مليار دولار من الديون المتأخرة على السودان بالإضافة إلى منح الخرطوم قرضاً جديداً بقيمة 2.47 مليار دولار.

وفي هذا السياق، قالت رئيسة بعثة الصندوق المسؤولة عن السودان كارول بيكر إن الصندوق قرر بعد موافقته على أهلية السودان للحصول على تخفيف لأعباء الديون من خلال المبادرة المعزّزة المعنية بالبلدان الفقيرة المثقلة بالديون، شطب 1.4 مليار دولار من مستحقّات الديون المتأخّرة على هذا البلد.

وأضافت بيكر أنّ الصندوق وافق أيضاً على منح السودان قرضاً بقيمة 2.47 مليار دولار يمتدّ تنفيذه على 3 سنوات و3 أشهر، وذلك بموجب "التسهيل الائتماني الممدّد".

وأوضحت أن "التسهيل الائتماني الممدّد" يتيح تقديم مساعدة مالية للبلدان التي تعاني من صعوبات مزمنة في ميزان مدفوعاتها، لافتة النظر إلى أنه في مقابل حزمة المساعدات هذه، سيتعيّن على السلطات السودانية أن تركّز إصلاحاتها على التعزيز المستمرّ للمالية العامة وشبكة الأمان الاجتماعي، وعلى تحسين الحوكمة لتعزيز نموّ يقوده القطاع الخاص.

وتعتبر القرارات التي أصدرها الصندوق لصالح السودان مساعدة لهذا البلد على تقوية مرونته الاقتصادية، وتعزيز نموّ أكثر قوّة وشمولية، والحدّ من الفقر، ورفع مستويات المعيشة فيه، مشيراً إلى أنه يتوقّع كذلك استقلالية أكبر للبنك المركزي وإقرار إطار لسياسة نقدية فعّالة.

مبادرة إعفاء ديون البلدان الفقيرة

وجاءت الموافقة على التسهيلات الائتمانية الجديدة بعد يوم واحد من قرار صندوق النقد والبنك الدوليين قبول السودان في مبادرة إعفاء ديون البلدان الفقيرة "الهيبك".

وفي هذا السياق، قال صندوق النقد والبنك الدوليين إن دخول السودان لمبادرة "الهيبك" سيتم فيها تخفيض الدين العام الخارجي بشكل لا رجعة فيه، مشيرين إلى أن تطبيق الآليات الخاصة بالمبادرة سيخفّض ديون السودان إلى 30.9 مليار دولار من جملة أصل الدين البالغ 56.2 مليار دولار.

وتوقع الطرفان في بيان مشترك أن يتم توفير 4.6 و17 و1.7 مليار دولار من قبل الدائنين الرسميين المتعددي الأطراف والثنائيين والتجاريين على التوالي، موضحين أن نادي باريس قدم ضمانات تمويل لتخفيف عبء الديون عن البلاد، حيث تُعد فرنسا والنمسا وأميركا وبلجيكا وإيطاليا من أكبر دائني النادي للسودان.

ورجحا انخفاض عبء الدين الخارجي للسودان من 56 مليار دولار إلى 6 مليارات دولار بمجرد وصوله إلى نقطة الإنجاز، مشيرين إلى أن هذا اكبر تخفيض للديون تحصل عليه دولة واحدة طوال تاريخ المؤسستين.

أميركا: 120 مليون دولار لتمويل إعفاء ديون السودان

من جهتها، رحبت وزارة الخزانة الأميركية بإعلان "صندوق النقد الدولي" إعفاء السودان من متأخرات بقيمة نحو 1.4 مليار دولار، مما يمهد الطريق للمرحلة الأولى من تخفيف أعباء الديون في إطار مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون.

وتعهدت الوزارة في بيان بالإسهام بما يصل إلى 120 مليون دولار في شكل منح، لتمويل إعفاء صندوق النقد الدولي من ديون السودان في المرحلة الأولى بموجب المبادرة.

وأشارت إلى أن السلطات السودانية ملتزمة بتنفيذ إصلاحات اقتصادية صعبة، ولكنها ضرورية مع انتقال البلاد إلى الحكم الديمقراطي، بما في ذلك توحيد سعر الصرف وتعزيز الحوكمة والشفافية.

وأكدت أن الولايات المتحدة كانت من أوائل المدافعين عن السودان لتطبيع العلاقات مع المؤسسات المالية الدولية، ومساعدته في الحصول على إعفاء من الديون.