ماذا يعني اعتلاء النفط عرش 100 دولار للبرميل؟
ماذا يعني اعتلاء النفط عرش 100 دولار للبرميل؟
- أحمد عياش
أفرك عينيّك جيداً! ما تشاهده من طوابير السيارات أمام محطات الوقود كي يأتيها الدور كي تملأ خزاناتها هو في بريطانيا، وليس في لبنان مثلاً أو سورية. هل هذا معقول؟ فعلاً هذا ما حصل أخيراً في بريطانيا العظمى لكن لأسباب لا علاقة لها بعنوان هذا المقال، إلا ان هناك خيطاً رفيعاً يصل ما بين مشهد الطوابير في البلدان المشار اليها آنفاً، فما هو يا ترى؟
قد يهمك:
السندات الخضراء: توقعات بإصدارات سنوية بقيمة تريليون دولار في 2023
قبل أسابيع قليلة وفي تقرير نقلته وكالة رويترز، قال بنك أوف أميركا إن أسعار النفط قد تصل إلى 100 دولار للبرميل خلال الأشهر الستة المقبلة "إذا كان لدينا شتاء أكثر برودة من المعتاد، والذي يمكن أن يكون المحرك الأكثر أهمية لأسواق الطاقة العالمية في الأشهر المقبلة"، وأضاف التقرير:" إذا تبين أن درجات الحرارة في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي أقل من المعايير الموسمية، فإن الطلب على النفط سوف يرتفع ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار".
وقبل تقرير البنك الأميركي، قالت شركة بوفا للأبحاث العالمية في حزيران/يونيو الماضي إن التوقعات بانتعاش قوي للطلب يفوق العرض في الأشهر المقبلة قد تؤدي إلى وصول أسعار النفط لفترة وجيزة الى 100 دولار للبرميل في السنة المقبلة.
إذاً، ما هو تفسير غضب الولايات المتحدة بالأمس عندما تخطى سعر برنت مستوى 80 دولاراً للبرميل وهرعت واشنطن الى منظمة "أوبك" لمعالجة تكلفة الوقود؟
يمكنك الاطلاع:
البورصة السعودية تستعدّ لاستقبال عشرات الطروحات الأولية
قد يكون الجواب مرتبط آنياً بزيادة الطلب وشح الإمدادات، الامر الذي استدعى المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الى القول إن واشنطن هي على اتصال مع "أوبك" بشأن أسعار النفط لفحص جميع الأدوات لمعالجة تكلفة النفط، وقد تزامن تصريح المتحدثة باسم البيت الأبيض مع انطلاق اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لأوبك الأربعاء في 29 سبتمبر/ أيلول لدراسة وضع السوق وتقديم نتائج إلى الوزراء في اجتماعهم أوائل اكتوبر/تشرين الأول حيث قال الأمين العام لـ "أوبك" محمد باركيندو في كلمة الافتتاح، إن الزيادات التدريجية لإنتاج الدول المصدرة للنفط تلبي ارتفاع الطلب على النفط ، مشيراً الى إعادة 400 ألف برميل يومياً إلى السوق كل شهر لمواصلة المساهمة في التوازن بين الحاجة لزيادات تدريجية لمعالجة الطلب، بينما تحول دون حدوث فائض محتمل للمعروض.
ما يتعلق بردة فعل الإدارة الأميركية من بلوغ سعر البرميل ما فوق 80 دولاراً، وبدء "أوبك" زيادة الإنتاج وطرحه في الأسواق، قد يبدو مجرد بالون اختبار لما ذهب اليه.
محللو بنك أوف أميركا بقولهم "إن مخاطر الطقس في فصل الشتاء سرعان ما تصبح المحرك الأكثر أهمية لأسواق الطاقة"، كما يقول غولدمان ساكس إن الارتفاع القياسي الحالي في أسعار الطاقة في أوروبا، يمكن أن يكون علامة على التأثيرات المقبلة في أسواق السلع الأساسية، كما كتب محللو بنك الاستثمار في تقرير جديد نقلته بلومبيرغ أن "ديناميكيات تسعير الطاقة الأوروبية تقدم لمحة عما تخبئه أسواق السلع الأساسية الأخرى، مع اتساع العجز واستنفاد المخزونات مما يؤدي إلى ارتفاع تقلبات الأسعار".
هكذا، ووسط توقعات ان يصل سعر برميل النفط مستوى 100 دولار خلال الربع الأول من العام المقبل، يعني هذا أن أي زيادة كبيرة في الإنتاج من جانب المجموعة ستعتمد على منتجين لديهم طاقة فائضة، مثل السعودية والامارات. وقال بنك "باركليز" البريطاني الدولي إن تعافي الطلب سيفوق وتيرة تحركات "أوبك" لتقليص قيودها لـ"أسباب من بينها محدودية قدرة بعض المنتجين في المجموعة لزيادة الإنتاج، ومن المرجح أن يبلغ المخزون أدنى مستوى في عقود".
في المشهد الحالي، اجتاحت رياح الفوضى بريطانيا، خامس أكبر اقتصاد في العالم، في الأسابيع الأخيرة، بعدما أُصيبت سلاسل الإمداد بالإجهاد تحت وطأة نقص سائقي الشاحنات، فيما أدت زيادة أسعار الغاز الطبيعي بالجملة في أوروبا إلى إفلاس شركات الطاقة.
في موازاة ذلك، كانت سوق البترول قوية في الاسبوع الاخير من سبتمبر/ ايلول، غير إنها تعرضت لضغوط بيع آخر الشهر إلى جانب إنتاج النفط الخام. ومع ذلك، فإن الخطوة التي قامت بها الصين، أكبر مستورد للنفط الخام والسلع الأساسية في العالم، كانت في رأي محللين بلا شك تهدف إلى تخفيف ضغوط الأسعار التصاعدية على ارتفاع تكاليف استيراد النفط، ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يكون لها التأثير المطلوب.
للاطلاع على أداء قطاع الاتصالات العماني في الربع الثاني:
بعد عامين من التراجع... نمو أرباح قطاع الاتصالات في عمان بالربع الثاني
في مقال سابق، أشرنا الى ارتفاع واردات النفط السعودية 53 في المئة عن العام السابق إلى 8.06 ملايين طن بما يعادل 1.96 مليون برميل يومياً. فيما أشارت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية الى ان واردات الولايات المتحدة من النفط من المنطقة انخفضت بشكل ملحوظ على مدى السنوات العشر الماضية نتيجة لطفرة الغاز الصخري في أميركا الشمالية. وعلى النقيض من ذلك، ارتفع الطلب على النفط في آسيا، ومع تعميق العلاقات الاقتصادية، ازدهرت العلاقة بين الصين والخليج لتصبح علاقة اليوم أكثر بكثير من مجرد النفط الخام.
ضمن الصورة الكاملة، يبدو ان العالم عموماً، ومنطقة الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية خصوصاً، مقبل على تغييرات اساسية في اسواق النفط، ما يعني ان تربع سعر البرميل عرش الـ 100 دولار وما فوق سيعني الكثير في التحولات الاقتصادية المقبلة بعد ركود شديد الوطأة بسبب جائحة كورونا.
الأكثر قراءة
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال
-
صندوق النقد الدولي يحذر من النمو المتسارع للديون العالمية: لإجراءات عاجلة تكبح نموها
-
"بيورهيلث القابضة" الإماراتية تسجل صافي أرباح بقيمة 1.4 مليار درهم في 9 أشهر