دراسة قطرية للجينوم تساعد في صياغة الرعاية الصحية لملايين الأفراد

  • 2021-10-26
  • 14:10

دراسة قطرية للجينوم تساعد في صياغة الرعاية الصحية لملايين الأفراد

كشف باحثون في دولة قطر عن خريطة عالية الدقة للبنية الجينية للسكان العرب والشرق أوسطيين، مما يوفر رؤىً جديدة لتاريخ البشرية في المنطقة وأنماط الاسلاف التي قد تسهم في تفسير السمات البشرية المحلية وتساعد على درء مخاطر الأمراض. وكشفت الدراسة أن السكان القدامى في شبه الجزيرة العربية لعبوا دوراً محورياً في حكاية الهجرة البشرية المبكرة من أفريقيا أكثر مما كان يُعتقد سابقاً.

وقال رئيس مختبر الجينوم الطبي والسكاني في سدرة للطب، والأستاذ المساعد في الطب الجينومي في وايل كورنيل للطب- قطر د. يونس مكراب: "أسفرت تحليلاتنا الجينية المتعمقة لـ 6218 جينوماً قطرياً عن ايجاد أكبر مجموعة بيانات من هذا النوع من الشرق الأوسط حتى الآن. وعلى الرغم من العدد القليل نسبياً للسكان القطريين، اكتشفنا اعراقاً متنوعة مرتبطة بأوروبا وآسيا وأفريقيا وحتى أميركا الجنوبية. ومن الجدير بالذكر أننا اكتشفنا مجموعة فريدة من عرب شبه الجزيرة كأقدم سكان للشرق الأوسط الحديث، وهذا يوفر إضافة مهمة لمعرفتنا بالتنوع الجيني البشري".

من جهتها، قالت رئيس اللجنة الوطنية لقطر جينوم د. أسماء آل ثاني: "بصفتنا منتجين لأكبر مجموعة بيانات جينومية في المنطقة، تقع علينا في قطر جينوم مسؤولية كبيرة لتسليط الضوء على هذه المنطقة على المستوى العالمي، وسدّ العديد من الفجوات المعرفية الحالية في علم الجينوم في الشرق الأوسط، ويُشكل هذا البحث نموذجاً للدور المحوري الذي نضطلع به".

واعتبر رئيس قسم الأبحاث في سدرة للطب د. خالد فخرو أن "هذا البحث مبني على الوتيرة الهائلة التي يشهدها مجال بحوث الجينوم البشري في قطر، مما يُمكننا من التعرّف على المسارات اللافتة للأصول البشرية المختلفة عبر شبه الجزيرة العربية على مدى آلاف السنين الماضية. ويوماً بعد يوم، يتضح لنا ان المجموعة السكانية في قطر تعتبر نموذجاً يمثل بامتياز التنوّع الموجود في العالم العربي، وسيكون للاكتشافات المستقبلية من هذه الفئة السكانية آثار هائلة على الطب الدقيق لملايين العرب في كل مكان".

وتعتبر نتائج هذه الدراسة معياراً لتوفير الطب الدقيق لشعوب الشرق الأوسط والعالم العربي، لذا، استخدم الباحثون البيانات لبناء لوحة مرجعية لإدراك التنوعات الجينية، وهي الأولى من نوعها على الإطلاق المخصصة للعرب، ومن المتوقع أن تكون هذه الدراسة استكمالاً للمعارف المتوفرة حالياً لزيادة القدرة على اكتشاف الجينات المسببة للأمراض في هذه المجموعات السكانية التي لم تخضع من قبل لدراسات مكثفة.