عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية: التزام بالابتكار لتلبية احتياجات القطاع
عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية: التزام بالابتكار لتلبية احتياجات القطاع
- دبي- زينة أبوزكي
شكّل قطاع الرعاية الصحية وتطويره حجر الزاوية الأساس في مواجهة الأمراض والمحافظة على صحة الإنسان ورفع متوسط معدل العمر. وفي هذا الإطار، يتحدث الرئيس التنفيذي لشركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية أكرم بوشناقي حول رؤيته لمستقبل الشمولية الصحية في الجنوب العالمي النامي في حوار خاص مع "أولاً– الإقتصاد والأعمال"..
هل لكم أن تخبرونا عن الغرض الأساسي لشركة عبداللطيف جميل للرعاية الصحية، أهدافها وخدماتها وأسواقها؟
تأسست عبداللطيف جميل للرعاية الصحية كشركة تجارية، في العام 2020 على يد عائلة جميل بهدف سد الفجوة العالمية المستمرة في فرص الوصول للرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. وعائلة جميل ليست غريبة عن هذا القطاع، وتأسيس الشركة بالأساس ليعكس التزام العائلة الراسخ بالابتكار الذي يمكن رؤيته بجلاء في مساعيها ومبادراتها الخيرية العالمية.
وعملت شركة عبداللطيف جميل للرعاية الصحية جاهدة على توسيع نطاق هذا الالتزام والانتقال به إلى الفضاء التجاري لتلبية الاحتياجات الملموسة في عالم اليوم، من أجل غد أفض، وهي في سبيل ذلك، تركز على نشر تقنيات الرعاية الصحية في الجنوب العالمي، بما في ذلك أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب شرقي آسيا.
وتهدف رسالتنا إلى تسريع الوصول إلى حلول الرعاية الطبية الحديثة لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها بطريقتين: أولاً، من خلال فتح و/ أو تنمية أسواق جديدة لتوزيع الحلول الحالية من خلال شراكات التوزيع الدولية مع مصنعي المستحضرات الصيدلانية ومعدات التشخيص والعلاجات والأجهزة الطبية وما إلى ذلك. وثانياً، من خلال الاستثمار المدروس في مستقبل التكنولوجيا الطبية والحيوية باعتبارها المحرك الأساسي في تسريع تحول بعض من أكثر العلوم إثارة في العالم إلى فضاء التسويق التجاري. في كثير من الأحيان، وكلما استطعنا، نعمل على الجمع بين هذين النهجين اللذيّن يشكلان معاً معبراً للاستثمارات والتوزيع (المستقبلي) إلى أسواقنا المستهدفة.
ما هي نقاط القوة الرئيسية للشركة؟
نحن نحظى بدعم قوي من عبد اللطيف جميل، وهي واحدة من أعرق الشركات العائلية وأنشطها في مجال الأعمال والاستثمارات المتنوعة في المنطقة، ومن خلال هذا الدعم السخي، بما يتضمنه من قوة مالية وشبكة مترامية من الشركاء والخبرة الراسخة، تمكنت عبداللطيف جميل للرعاية الصحية من تبؤّ مكانة فريدة كشريك موثوق في دعم الابتكارات والفرص الواعدة في عالم الرعاية الصحية. إلى جانب ذلك، نعمل على بناء فريق من الخبراء ضمن هيئات عالمية عديدة، ولدينا بالفعل مجلس استشاري يضم نخبة من أعظم عقول الطب والتكنولوجيا، وكلها جهود تنطلق من إيماننا الراسخ بأنه يمكننا جعل الرعاية الطبية الحديثة أكثر شمولاً، هذا فضلاً عن خبرة عائلة جميل في العمل مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وإمبريال كوليدج لندن، وكذلك مستشفى عبد اللطيف جميل لإعادة التأهيل في جدة، الذي افتتح في العام 1997، وكان أول من قدم حلولاً مبتكرة لإعادة تأهيل مرضى إصابات العمود الفقري عن طريق أنظمة "سايبرداين" وتقنية الهياكل الخارجية للأطراف المساعدة، واليوم تحولت المستشفى إلى مركز علاجي تدريبي لدول مجلس التعاون الخليجي. وهذه التجربة، التي تنطلق من إيمان مشترك بضرورة تحقيق الشمولية في مجال الرعاية الصحية، قد أتت ثمارها بالفعل من خلال الشراكات التي نقيمها والاستثمارات التي نقوم بها.
الابتكار والتكنولوجيا عنصران حاسمان في التحول الرقمي لأي قطاع؛ فكيف تستفيد منهما عبداللطيف جميل للرعاية الصحية؟
التحول الهائل الذي تحدثه التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات وجميع جوانب الحياة مذهل والصحة هي واحدة من المجالات التي تستفيد من هذا التحول. وعبداللطيف جميل للرعاية الصحية تسعى جاهدة للحصول على أفضل ما في هذه الابتكارات التي يمكن أن تحدث فرقاً ملموساً في حياة الناس، وهذا لا يتأتى إلا من خلال التعاون مع الجهات المبتكرة في مجال الرعاية الصحية، وأولئك الذين يتطلعون إلى كيفية تقديم خدمات الرعاية الصحية دائماً، وإلى علاج مليارات الأشخاص في المجتمعات المحرومة بشكل أفضل.
أحد الأمثلة على هذه الشراكات والعلاقات التعاونية هو شركة هولوآيز اليابانية الناشئة، التي تأسست على يد الجراح الياباني الشهير (ماكي سوجيموتو) وعبقري ألعاب الكمبيوتر (ناوجي تانيجوتشي)، وتمثل إنجازهما الفريد في إنشاء تقنية تتجاوز الفحوصات الثنائية الأبعاد التقليدية، مثل التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث استعانا بالذكاء الاصطناعي لبناء نموذج ثلاثي الأبعاد باستخدام البيانات الفعلية للمرضى. هذه التقنية المبتكرة تمكن الجراحين من استكشاف المشكلات الطبية بشكل حدسي، ولاسيما في الحالات المستعصية، مثل إزالة الأورام، في مساحة ثلاثية الأبعاد، قبل إجراء العملية على المريض الحقيقي، مما يساعد في تحسين النتائج بشكل كبير. يمكن استخدام التقنية ذاتها لتدريب الممرضات وطلاب الطب، ويمكن أن تقدم أيضاً استشارات عبر الواقع الافتراضي بين الأطباء في مدن مختلفة وحتى في جميع أنحاء العالم. وتعتزم عبداللطيف جميل للرعاية الصحية جلب هذه التكنولوجيا الحصرية إلى 2.4 مليون طبيب محتمل في أسواق مختارة في الشرق الأوسط وأفريقيا وقطاعات جديدة في اليابان.
المثال الآخر هو شركة باترفلاي (Butterfly) ومقرّها الولايات المتحدة. نجحت هذه الشركة في ابتكار جهاز هو الأول من نوعه في العالم، وهو جهاز باترفلاي آي كيو+ (Butterfly iQ) للتصوير بالموجات فوق الصوتية، ويتميز بكونه أحادي المجس ويمكن حمله باليد واستخدامه في تصوير كامل الجسم بالموجات فوق الصوتية، وهو ابتكار ثوري يسهم في جلب أحدث تقنيات التصوير الطبي إلى المجتمعات النائية، وغالباً لأول مرة. لا أبالغ عندما أقول إن هذا الجهاز هو بديل المستقبلي للسماعة الطبية، وهو حرفياً نافذة حقيقية على الجسم تدمج أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية في تطبيق واحد!
كان لجائحة كوفيد-19 تأثير غير مسبوق على العديد من القطاعات، بما فيها الرعاية الصحية. كيف تعاملتم مع هذه الآثار وما هي أهم دروسها؟
نعم، كانت للجائحة تداعيات هائلة على جميع الشركات تقريباً، وبدأنا نشعر بها فعلياً عندما أطلقنا عبداللطيف جميل للرعاية الصحية، لذلك كان العمل عن بُعد وعلى نطاق عالمي مع زملائي وشركائنا المحتملين هو القاعدة منذ اليوم الأول. ومن المثير للاهتمام، أن هذا سلط الضوء على الإمكانات الهائلة لاثنين من شركائنا اليابانيين في مجال التكنولوجيا الصحية، وهما ميلودي انترناشيونال (Melody International) وسليسبيكت (Cellspect)، وكلاهما نجح في تطوير حلول كانت قادرة على إظهار كيف يمكن أن تسهم "التكنولوجيا الطبية المسيرة عن بُعد" في إثراء الحقل الطبي.
يشيع الحديث بكثرة عن رواد الأعمال في عالم الأعمال. فهل لدى عبداللطيف جميل للرعاية الصحية أي توجه مستقبلي نحو دعم قدرات الشباب في هذا المجال؟
كما ذكرت، الطريقة الثانية التي نسعى من خلالها إلى تحقيق رؤيتنا للرعاية الصحية الشاملة للجميع تعتمد على الاستثمار الموجه. وتستثمر عائلة جميل بنشاط في الشركات الناشئة القائمة على الأفكار المبتكرة والإبداعية، بهدف تقديم مساهمة إيجابية في تشكيل مستقبل الصحة.. ولدى ذراعها الاستثمارية، شركة جيمكو صندوق موجه لتمويل مشاريع علوم الحياة، ويعمل بشكل وثيق مع عبداللطيف جميل للرعاية الصحية.
ومن خلال هذا الصندوق، ستستثمر عائلة جميل ما يقرب من 400 مليون دولار في تطوير التكنولوجيا الحيوية التي يمكن أن تسهم حقاً في دفع فرص الوصول إلى الرعاية الصحية. ولدى جيمكو كذلك استثمارات معتبرة في مجموعة من الشركات الناشئة الريادية والمنصات الثورية الرامية إلى الابتكار في هذه الصناعة، بما فيها شركة ايفلو بايوساينس (Evelo Biosciences)، وسيلارتي (Cellarity)، ولاروند (Laronde) وإكريكس (EQRx)، وتتطلع إلى المزيد من هذه الشراكات في المستقبل.
كيف تقيمون سوق الشرق الأوسط وشمال، أفريقيا، وما مدى أهمية هذه المنطقة لنمو عبداللطيف جميل للرعاية الصحية ورسالتها؟
تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمثابة "الجبهة الخلفية" التقليدية لـ عبداللطيف جميل، وهي المكان الذي نمتلك فيه خبرة عميقة وشبكات مترامية وشراكات تعاونية قوية، وستكون حجر الأساس الأساسي لنمو عبداللطيف جميل للرعاية الصحية، هذه المنطقة تضم مجموعة متنوعة من الأسواق الثرية وغير الثرية، بمستويات مختلفة من الإمكانات الطبية والاستثمارية، وهي بذلك تمثل فرصة سخية لمصنعي المستحضرات الصيدلانية والعلاجات والأجهزة الحديثة المتوفرة عادةً في نصف الكرة الشمالي، ولاسيما وأن السكان والحكومات في هذه المنطقة يتوقون إلى شركاء أكفاء يمكنهم تلبية متطلبات هذه الأسواق - ما يجعلها المكان الأمثل الذي يمكن أن تضيف فيه تجربتنا فوائد حقيقية.
هل لديكم أي خطط للتوسع في الأسواق أو الخدمات، وما هي استراتيجياتكم الاستثمارية المستقبلية؟
ما زلنا في طور بناء إمكانات عبداللطيف جميل للرعاية الصحية في الوقت الحالي.... ومع ذلك لدينا بالفعل خطط قيد التنفيذ تركز على سد النقص الحاد في تلك الأسواق.على سبيل المثال، في أفريقيا التي تضم أكثر من 60 دولة وأكثر من 1.5 مليار شخص؛ نجد أنه في المتوسط، يوجد طبيب واحد لكل 3324 شخصاً، مقارنةً بطبيب واحد لكل 293 شخصاً في أوروبا. حتى في عالم اليوم الحديث، يحتاج أكثر من 287 مليون شخص إلى السفر لأكثر من ساعتين للوصول إلى مرافق الرعاية الطبية الأولية، ومن بين هؤلاء، هناك 64 مليون امرأة في سن الإنجاب.
ومن الواضح أن معالجة هذا المستوى من التفاوت في الوصول إلى الرعاية الطبية تتطلب جهداً متواصلاً لاستكشاف الأفكار والعلاجات ونماذج الأعمال القائمة على الابتكار المدفوع بالتكنولوجيا، وهذا يحتم علينا النظر في التوجهات القائمة على التكنولوجيا، والتطلع إلى بيئة تنظيمية ناضجة، والعمل على زيادة الطلب على التغطية التأمينية، وبالطبع إقامة شراكات محلية شاملة مع السلطات الصحية والحكومات ومقدمي الرعاية الصحية.
لذلك، نحن نتشارك مع أولئك الذين يشاركوننا رؤيتنا للحياة ومساعينا لحماية الأرواح، ونسعى جاهدين لاحتواء مناطق العالم ذات الاحتياجات غير الملباة والتي تتوفر بها أيضاً فرص تجارية سخية؛ وأعني بذلك الجزء الجنوبي من العالم، لأننا نرى فيه المكان الأنسب الذي يمكننا فيه إضافة قيمة ملموسة لكل من المجتمع وشركائنا.
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال