أكدت الهيئة العامة للرقابة المالية في مصر رغبة بنك أبوظبي الأول في تقدم عرض شراء إجباري للاستحواذ على نسبة لا تقل عن 51 في المئة من أسهم المجموعة المالية هيرمس القابضة المدرجة في البورصة المصرية، وعلى اثر ذلك أوقفت التداول على السهم. وبحسب المعلومات المتداولة، فإن بنك أبوظبي الأول عرض 19 جنيهاً مقابل كل سهم في الشركة (1.21 دولار)، أي بسعر أعلى بنحو 21 في المئة من سعر المتداول لسهم المجموعة في جلسة أمس الأربعاء.
وفي حال إتمامها ستكون الصفقة واحدة من أكبر صفقات الاستحواذ على مصرف في مصر، كما إن مثل هذه الصفقة المحتملة تكتسب أهمية استراتيجية بالغة على مستويات عدة. فإن إتمامها من شأنه أن يوسع حضور البنك في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، ولاسيما وأن المجموعة المالية هيرمس تعدّ واحدة من أكبر المصارف الاستثمارية في مصر، وهو ما يضمن للمصرف الإماراتي إيرادات ضخمة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، وبذلك، يعزز بنك أبوظبي الأول موقعه كواحد من أكبر المصارف العربية.
تعزيز التواجد في مصر
أما العنصر الأهم، فسيكون في ما تمنحه الصفقة المحتملة من آفاق أمام المصرف الإماراتي لتعزيز حضوره في السوق المصري، إذ سبق له أن استحوذ على عمليات بنك عوده في مصر قبل نحو عام.
كذلك، فقد سبق للمجموعة المالية هيرمس أن استحوذت على بنك الاستثمار العربي، ما مكّنها من التحول إلى مصرف شامل يقدم خدماته للأفراد من خلال البنك. وهذا الواقع، قد يعني على المدى الطويل، التوجه لدمج أعمال عمليات بنك أبوظبي الأول في مجال خدمات الأفراد مع بنك الاستثمار العربي، وإن كان ذلك مرهوناً بمعطيات عدة تبقى قابلة للتغيير.
كذلك، فقد أعاد السوق المصري التأكيد على ما يكتسبه من أهمية استراتيجية للنمو للمصارف ولاسيما تلك العاملة في الخليج، إذ يعول على هذا السوق كمصدر للنمو وتعزيز الإيرادات بالنظر إلى الاستقرار الاقتصادي والطلب المرتفع على الخدمات المصرفية.