الإمارات: بدء التشغيل التجاري لثاني محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية

  • 2022-03-24
  • 10:52

الإمارات: بدء التشغيل التجاري لثاني محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية

بدأت "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" اليوم الخميس التشغيل التجاري لثاني محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية، وإضافة 1400 ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لشبكة كهرباء دولة الإمارات، ليصل مجموع ما تنتجه المحطتان الأولى والثانية في "براكة" إلى 2800 ميغاواط، مما يسهم في تعزيز أمن الطاقة ودعم جهود الدولة الرامية لتحقيق أهداف الاستدامة.

ومن خلال هذا الإنجاز، قطعت "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" والشركات التابعة لها نصف الطريق نحو الوفاء بالتزاماتها الخاصة بتوفير ما يصل إلى ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، ودعم النمو الاقتصادي على نحو موثوق من خلال إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والمساهمة بشكل كبير في تحقيق أهداف مبادرة الدولة "الاستراتيجية للحياد المناخي 2050".

ومع التشغيل التجاري للمحطة الثانية، أصبحت محطات "براكة" أول مشروع للطاقة النووية السلمية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، وتقود أكبر الجهود من بين كافة القطاعات في المنطقة لخفض البصمة الكربونية، حيث توفر آلاف الميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية يومياً.

وتدعم "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" على نحو متزايد استراتيجية الدولة لتنويع محفظتها من الطاقة من خلال الانتقال نحو المصادر الصديقة للبيئة، كما تسهم في قيادة الجهود الرامية لتحقيق أهداف مبادرة الدولة "الاستراتيجية للحياد المناخي 2050"، من خلال الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية والمساهمة في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وتوفر الحلول لهذه الظاهرة.

وعند تشغيلها بالكامل، ستوفر محطات براكة الأربع ما يصل إلى 25 في المئة من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية، وستحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل الانبعاثات من 4.8 مليون سيارة كل عام.

وتسهم محطات "براكة" في ضمان أمن الطاقة في دولة الإمارات من خلال إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة، إلى جانب تعزيز الاستقرار الاقتصادي والازدهار الاجتماعي، حيث ستنتج المحطات 85 في المئة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في إمارة أبوظبي بحلول العام 2025، مما يجعلها أكبر مساهم في خفض الانبعاثات الكربونية في أبوظبي بنسبة 50 في المئة بحلول منتصف العقد.

محمد الحمادي: محطات "براكة" تعدّ من أهم ركائز التنمية المستدامة في دولة الإمارات

وفي هذا السياق، قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" محمد إبراهيم الحمادي إن محطات "براكة" تعدّ من أهم ركائز التنمية المستدامة في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن  بدء التشغيل التجاري للمحطة الثانية يضاعف من إنتاج محطات "براكة" للكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، ويُسرع كذلك من عملية خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة من أجل الوصول للحياد المناخي بحلول 2050.

وأضاف الحمادي أن التشغيل التجاري للمحطة الثانية في "براكة" يأتي بعد أقل من عام على التشغيل التجاري للمحطة الأولى، مشيراً إلى أن هذا ما يؤكد القدرات المميزة لدولة الإمارات في إدارة المشاريع الكبرى، وتطوير قاعدة معرفية مؤسسية، من أجل تعزيز عملية الإنجاز وفق أعلى المعايير، وتقديم نموذج يحتذى به للدول الأخرى الراغبة في تنويع محفظة مصادر الطاقة لديها باستخدام تقنية موثوق بها ومستدامة.

الناصري: محطة جديدة ومكملة لمسيرة تطوير محطات "براكة" للطاقة النووية  

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "براكة الأولى" التي تمثل المصالح المالية والتجارية لمشروع محطات "براكة" ناصر الناصري إن هذا الإنجاز يعدّ بمثابة محطة جديدة ومكملة لمسيرة تطوير محطات "براكة" للطاقة النووية، مع التشغيل التجاري لثاني المحطات، حيث يتم تزويد شركة "الإمارات للماء والكهرباء" بكمية إضافية من الكهرباء في إطار اتفاقية شراء الطاقة الموقعة في 2016.

وأكد الناصري التزام الشركة بإنتاج الطاقة بكفاءة لضمان حصول مختلف القطاعات في جميع أنحاء دولة الإمارات على كهرباء الحمل الأساسي على نحو مستمر، ولمدة ستين عاماً، لافتاً النظر إلى أن بيع الكهرباء التي تنتجها محطات "براكة" يدعم برنامج شهادات الطاقة الصديقة للبيئة في أبوظبي، مما يسمح لمزيد من الشركات بحيازة أوراق اعتماد الاستدامة وتحفيز نمو اقتصاد الدولة الخالي من الانبعاثات الكربونية.

وأوضح أنه تم التشغيل التجاري للمحطة الثانية في "براكة" بدعم مستمر من شركة "مياه وكهرباء الإمارات" وشركة أبوظبي للنقل والتحكم "ترانسكو" اللتان تتوليان ضمان توصيل الكهرباء الصديقة للبيئة من محطات براكة إلى جميع أنحاء دولة الإمارات على نحو آمن ومستدام، إلى جانب حفاظ الشركتين على بنية تحتية عالمية المستوى لشبكة الكهرباء في الدولة، تضمن التوزيع الموثوق للكهرباء التي تنتجها المحطات.

علي الحمادي: بداية التشغيل التجاري للمحطة الثانية جاءت نتيجة للخبرة التشغيلية عالمية المستوى لفرق العمل

ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "نواة للطاقة" التابعة لـ"مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" والمكلفة بتشغيل وصيانة محطات "براكة" علي الحمادي إن بداية التشغيل التجاري للمحطة الثانية في "براكة" تأتي نتيجةً للخبرة التشغيلية عالمية المستوى لفرق العمل المكونة من الكفاءات الإماراتية والخبرات العالمية، الذين امتلكوا مهارات وخبرات في قطاع الطاقة النووية على مر السنين، لتوفير كهرباء موثوقة وصديقة للبيئة ومستدامة على نحو آمن وعلى مدار الساعة، من محطتين متطابقتين تعملان في وقت واحد.

وأكد الحمادي التزام الشركة بتشغيل محطات "براكة" وفق اللوائح المعمول بها في دولة الإمارات، وطبقاً لأفضل الممارسات العالمية، وذلك خلال مسيرتها المستمرة للتميز التشغيلي. "

تجدر الإشارة إلى أن المحطة الثانية في "براكة" انضمت إلى المحطة الأولى التي بدأت التشغيل التجاري في نيسان/إبريل 2021، في وقت وصل إنجاز المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحله النهائية، حيث تجري الاستعدادات التشغيلية للمحطة الثالثة، في حين وصلت النسبة الكلية للإنجاز في المحطات الأربع إلى أكثر من 96 في المئة، بعدما تقدم العمل فيها بشكل ثابت منذ بدء العمليات الإنشائية في العام 2012.

 

وتضم محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي 4 مفاعلات من الطراز المتقدم "APR-1400". وفي إطار رؤيتها للطاقة الصديقة للبيئة من خلال برنامج سلمي للطاقة النووية، توفر "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية للكفاءات الإماراتية الشابة فرص اكتساب المهارات والخبرات والتجارب التي تمكنهم من أن يصبحوا القادة المستقبليين لقطاع الطاقة النووية السلمية المتنامي في دولة الإمارات.

 

وام/بسام عبدالسميع/إسلامة الحسين