رحل خليفة وبقي الأثر
رحل خليفة وبقي الأثر
- "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"
رحل رئيس دولة الامارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تاركاً خلفه بعد 18 عاماً من الحكم، ارثاً ثميناً من العطاء والانجازات لشعبه ووطنه. وعلى خطى والده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اوجز المغفور له المنهج الذي اختارته الدولة منذ بداية التأسيس وحتى مرحلة التمكين، لينقل الدولة الفتية الشابة الى مصاف البلدان المتقدمة في مؤشرات الاستقرار والازدهار. وصارت الامارات ثاني كبرى الاقتصادات في المنطقة العربية، بعدما قفز حجم اقتصادها من نحو 147 مليار دولار العام 2004 إلى 422 ملياراً حالياً.
بصماته كثيرة، من ضمنها الاستمرار في مجتمع الرفاه والإنجاز والتنمية والاستقرار. وفي عهده تقدمت الامارات بخطى سريعة نحو اقتصاد المستقبل، مسطرة الكثير من الانجازات يتصدرها إطلاقها خطة واضحة تحدد مسارات الخطط الاقتصادية للخمسين عاماً المقبلة.
وبرهنت الإمارات كذلك على قدرتها في مواجهة مختلف التحديات، عبر إصرارها على استضافة أكبر حدث تجاري عالمي رغم تحديات جائحة كورونا ونجحت على مدار الأشهر الماضية بتنظيم إكسبو دبي 2020 للمرة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتجمع العالم مجدداً على رقعة جغرافية واحدة.
ودشّنت الدولة في ظله، مبادرات وخطط نوعية تعزيزاً لتوجهات الإمارات للسنوات الخمسين المقبلة وفي صدارتها 3 محركات رئيسية تتضمن: اتفاقات التكامل الشاملة مع دول عدة ورفع مستويات الشراكة والاقتصادي والتبادل التجاري مع اكثر من عشرين دولة رئيسية في العالم، وباتت البنية التحتية في دولة الإمارات أحد أبرز مظاهر التطور الاقتصادي والاجتماعي وأهم روافد التنمية الحضارية. ولعل خير شاهد عليها، بناء اعلى برج في العالم حمل اسم خليفة.
وتميّزت مسيرة الراحل بتسريع الخطط لتنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد المفرط على عائدات الطاقة، وبإطلاق أضخم استراتيجية صناعية تفوق قيمتها 300 مليار درهم (80 مليار دولار) لتطوير الصناعة وتوسيعها، كما أصبحت الإمارات وجهة رئيسية للاستثمارات العالمية في ظل التطور والإصلاحات في بيئة الاعمال والاستثمار والأسواق المالية ومركزاً مهماً للتكنولوجيا ورواد التقنية، كما حافظت الدولة لسنوات عدة على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً لدخلها القومي. وفي عهده اعتمدت الإمارات ميزانية اتحادية ضخمة لمدة خمس سنوات تنتهي العام 2026.
باختصار، رسخ خليفة بن زايد نموذجاً إماراتياً عالمياً في التنمية، وأثرى في حياته مناحي العمل العربي والخليجي المشترك بشكل ملموس وفعال، وحققت الدولة مؤشرات وقفزات استثنائية في شتى مجالات الحياة أوصلتها إلى المقدمة، واسست لمرحلة أكثر تقدماً وعصرية.
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال