في اطار استراتيجيتها الاستباقية: السعودية تتوج تعهداتها بتعيين الجبير مبعوثاً خاصاً لشؤون المناخ
في اطار استراتيجيتها الاستباقية: السعودية تتوج تعهداتها بتعيين الجبير مبعوثاً خاصاً لشؤون المناخ
- "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"
جاء الأمر الملكي بتعيين وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير مبعوثاً خاصاً لشؤون المناخ مع الاحتفاظ بمهامه الحالية، بمثابة استكمال لتعهد المملكة قبل قمة المناخ (كوب 26) في العام الماضي، بتقليص انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول العام 2060 ولاستراتيجية تصاعدية بدأت المملكة تنفيذها منذ سنوات تخللها اطلاق مبادرة الشرق الاوسط الاخضر من خلال قمة عالمية عقدت في الرياض خلال شهر اكتوبر من العام الماضي.
والجبير ديبلوماسي مخضرم، صاحب خبرة واسعة في الشؤون الإقليمية والدولية، ويملك مروحة واسعة من العلاقات، بحكم كونه وزير دولة للشؤون الخارجية، وقبل ذلك رئيساً للديبلوماسية السعودية وسفيراً فوق العادة للمملكة في واشنطن وفي هيئة الأمم المتحدة في نيويورك.
وان دل هذا التعيين على شيء فإنما يدل على الأهمية التي توليها المملكة لمسألة مكافحة التغيير المناخي والحدّ من الانبعاثات الكربونية والمساهمة في الجهود العالمية في هذا المجال ووضع هذه الجهود في صلب رؤية 2030 والديبلوماسية السعودية واستراتيجية التنويع الاقتصادي.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استضاف القمة الأولى لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الرياض في 2021. وساهمت هذه القمة الفريدة من نوعها في تفعيل أول حوار إقليمي بشأن المناخ في المنطقة. في مارس/آذار الماضي، أعلنت المملكة عن مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" لتحسين جودة الحياة من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتحييد الآثار الناتجة عن النفط وحماية البيئة. وتضمّنت المبادرة اطلاق صندوق اقليمي لضخ استثمارات بأكثر من 10 مليارات دولار لتمويل الحلول التقنية لخفض الانبعاثات الكربونية وتطوير الطاقات النظيفة لاغراض متعددة ولاسيما الطهي المنزلي.
تدعم هذه مبادرة الشرق الاوسط الاخضرعمليات تنسيق الجهود بين المملكة وشركائها الإقليميين والدوليين من أجل نقل المعرفة وتبادل الخبرات، مما يسهم في تحقيق انخفاض كبير في الانبعاثات الكربونية العالمية، بالإضافة إلى تنفيذ أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم عبر زراعة 50 مليار شجرة منها 10 مليارات في المملكة، كما أطلقت المملكة مؤسسة المبادرة الخضراء، وهي منظمة غير ربحية تسعى إلى دعم وضمان تنفيذ أهداف مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر. وتتضمن هذه المؤسسة مشاريع فرعية، منها إقامة: منصة تعاونية لتسريع تنفيذ مفاهيم الاقتصاد الدائري للكربون، مركز إقليمي لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، مركز إقليمي للتنمية المستدامة لمصايد الأسماك، مركز إقليمي للتغير المناخي، مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف.
وتروج الرياض حالياً لاستراتيجية مزدوجة تتمثل في زيادة قدرة إنتاج النفط من أجل التصدير إلى الخارج، مع الدعوة إلى خفض الانبعاثات المحلية بما يتفق مع تعهد السعودية بصافي صفر من الانبعاثات، وشدد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، في لجنة مناقشة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الشهر على أن "هاتين النقطتين لا تناقضان بعضهما بعضاً. وقال الإبراهيم، إن التركيز على تغير المناخ من دون التركيز على أمن الطاقة قد يدفع المزيد من الدول لحرق "أقذر أنواع الفحم في وقت الحاجة". وفي الوقت الذي تدعو السعودية الى الاستمرار في الاستثمار في تطوير الطاقة الانتاجية للنفط والغاز لتلبية الطلب العالمي والحد من تقلبات الاسعار والاختناقات في الامدادات، تعمل بشكل موازي على التركيز على التقنيات الجديدة لتخفيف الانبعاثات الضارة مثل التقاط وتخزين الكربون وانتاج الهيدروجين الاخضر الذي يؤمن مصدراً نظيفاً للطاقة في حال تعميم تطبيقاته ولاسيما في قطاع النقل. واعلن في اواخر العام الماضي عن اتفاقية بين شركة Air products الاميركية وشركة اكوا باور السعودية لتنفيذ اكبر مشروع في العالم لانتاج الهيدروجين الاخضر ضمن مشروع نيوم باستثمار يفوق 5 مليارات دولار على ان يبدأ الانتاج في العام 2026.
الأكثر قراءة
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال
-
صندوق النقد الدولي يحذر من النمو المتسارع للديون العالمية: لإجراءات عاجلة تكبح نموها
-
"بيورهيلث القابضة" الإماراتية تسجل صافي أرباح بقيمة 1.4 مليار درهم في 9 أشهر