الإمارات تطلق مبادرة "الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية" لجذب الكفاءات والشركات الرقمية العالمية

  • 2022-07-07
  • 09:00

الإمارات تطلق مبادرة "الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية" لجذب الكفاءات والشركات الرقمية العالمية

أطلقت حكومة الإمارات مبادرة "الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية" العالمية لجذب 300 شركة رقمية، خصوصاً تلك التي تركز على تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات، وتزويدها بأساسيات دخول السوق اللازمة للانطلاق والتوسع من داخل دولة الإمارات، ورفد الاقتصاد الوطني بـما يقارب 500 مليون دولار.

وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية تقوم على الانتقال بالمسيرة التنموية لدولة الإمارات إلى آفاق غير مسبوقة، مع دخول حقبة الخمسين عاماً المقبلة، وفي إطار "مئوية الإمارات 2071 " الساعية إلى أن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم.

وتهدف المبادرة إلى التعريف بالجانب الاقتصادي والاستثماري في دولة الإمارات، والاستفادة من الميزات التنافسية الفريدة لدولة الإمارات ومكانتها العالمية كمركز رائد للأعمال والاستثمار والابتكار لدعم نمو الاقتصاد القائم على المعرفة، إلى جانب إبراز مكانتها الرائدة كأحد أنشط المراكز الاقتصادية والاستثمارية حول العالم، وأسرعها نمواً وأكثرها استدامة.

وتواكب المبادرة رحلة دولة الإمارات إلى الخمسين عاماً المقبلة، وتسهم في خلق معايير إبداعية وتنافسية جديدة محفزة كنقطة جذب رئيسية للمواهب والخبرات والمستثمرين من كل أنحاء العالم ضمن منظومة اقتصادية تتمتع بأعلى معايير التنافسية العالمية.

وتستهدف المبادرة استقطاب الشركات من جميع أنحاء العالم، خصوصاً تلك التي تركز على تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات، وتزويدها بأساسيات دخول السوق اللازمة للانطلاق والتوسع من داخل دولة الإمارات. وهذه الشركات لديها مطورون ومبرمجون ومستشارون ذوو مهارات عالية في مجال الذكاء الاصطناعي، والألعاب، وعلوم البيانات، والبرمجيات. ومن الأهمية بمكان استضافة المواهب داخل الدولة ضمن جهود استقطاب واستبقاء أفضل العقول وأصحاب الأفكار الخلاقة من كل أنحاء العالم.

كما تسلط المبادرة الضوء على الفرص الواعدة التي تقدمها الإمارات كدولة عالمية منفتحة على الإبداع والابتكار والتجارب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الجديدة، وبالاستفادة من بنيتها التحتية المتطورة والتسهيلات التشريعية المتقدمة والكفاءات الماهرة والمواهب المبدعة التي تجتمع فيها من كل دول العالم.

الزيودي: المبادرة تقدم مجموعة شاملة من الإجراءات لتسهيل انتقال الشركات إلى الإمارات

وأكد وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية رئيس لجنة الاستثمار الأجنبي المباشر ثاني بن أحمد الزيودي أن دولة الإمارات تدخل حقبة جديدة من التطور وفق رؤية واضحة واستراتيجيات متكاملة، لتوفير الممكنات اللازمة لاحتضان أصحاب الكفاءات العالمية الشركات القائمة على مفاهيم وتطبيقات الاقتصادات الجديدة، خصوصاً تلك التي تركز على الابتكار والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة، بهدف تشجيعها للانتقال إلى الإمارات.

وأضاف الزيودي أن المبادرة ستشجع أكثر من 300 شركة تكنولوجيا عالمية على الانتقال إلى دولة الإمارات، حيث تقدم المبادرة مجموعة شاملة من الإجراءات لتسهيل انتقال الشركات إلى الدولة بما فيها تلك المتعلقة بعمليات التأسيس لتسريع الحصول على التراخيص، وإصدار التأشيرات، والإقامة الذهبية، ودعم الانتقال السلس والسريع للإدارة والموظفين، والحصول على التمويل المصرفي والحوافز الإيجارية التجارية والسكنية اللازمة.

ولفت النظر إلى أن الإمارات تعمل بجهود متضافرة ومتكاملة بين الجهات الاتحادية والمحلية للارتقاء بمكانتهل لتكون المركز الابتكاري الرائد في العالم مستقبلاً، مشيراً إلى ضمان الشركات الرقمية الواعدة في العالم كي تحصل على جميع المزايا التي توفرها البيئة الاستثمارية الجذابة والصديقة للأعمال.

وأوضح أن العديد من الشركات العالمية تتواصل مع دولة الإمارات بشكل مباشر وتبحث فرص الاستفادة من المزايا الفريدة للدولة وجذب مواهبها وأفكارها ومشاريعها ذات النمو المرتفع إلى الدولة، مؤكداً انضمام 7 شركاء استراتيجيين للمبادرة مع توقعات بانضمام المزيد، وهم "سوق أبوظبي العالمي" و"مركز دبي المالي العالمي"، و"المنطقة الحرة في دبي الجنوب" و"مركز دبي للسلع المتعددة"، و"مدينة دبي للإنترنت"، و"بنك الإمارات دبي الوطني" و"WIO".

الزفين: المبادرة تهدف إلى جذب أفضل الشركات والمواهب في قطاع التكنولوجيا

من جهته، عبّر الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مدينة دبي للطيران" ودبي الجنوب" خليفة الزفين عن سعادته الانضمام لخطة "NEXTGEN" للاستثمار الأجنبي المباشر، مشيراً إلى أن هذه المبادرة المهمة التي أطلقتها وزارة الاقتصاد الإماراتية تهدف إلى جذب أفضل الشركات والمواهب في قطاع التكنولوجيا لتعزيز اقتصاد الإمارة.

وأضاف الزفين أن رؤية "دبي الجنوب" تتماشى مع المبادرات الحكومية كافة، مؤكداً مواصلة دعمها الكامل لتلبية احتياجات الشركات، وتسهيل إجراءات تأسيس أعمالها، لتحقيق أهداف هذه المبادرة.

الزعابي: الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها كوجهة مفضّلة للاستثمار الأجنبي المباشر

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة "سوق أبوظبي العالمي" أحمد جاسم الزعابي إن  دولة الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها كوجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر، بفضل منظومتها الحيوية الشاملة للأعمال واستقرارها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، مشيراً إلى أن "سوق أبوظبي العالمي" تلعب دوراً أساسياً في تعزيز المشهد المالي المزدهر في الدولة، من خلال لوائحها التنظيمية الرائدة، وما تقدمه من حلول وخدمات مبتكرة لتمكين مجتمع الوساطة المالية وجذب المزيد من السيولة والاستثمارات للدولة.

ولفت النظر إلى أن السوق تمكنت من تقديم مبادرات تحويلية والتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، مثل المختبر التنظيمي والنظام الكامل للمحاكم الإلكترونية الرقمية، وكذلك أول إطار عمل تنظيمي للأصول الافتراضية للمنطقة وخارجها.

وأضاف أن "سوق أبوظبي العالمي" تعتزم مواصلة جهودها والمساهمة بفاعلية في ترسيخ مكانة أبوظبي ودولة الإمارات كمركز رائد لجذب استثمارات رؤوس الأموال ونموها من خلال الإدارة الحكيمة للمخاطر ودعم النمو الاقتصادي الطويل الأجل والمستدام لشركات الجيل التالي من الاستثمارات الاجنبية، معتبراً أن  مشاركة "سوق أبوظبي العالمي" في هذه الحملة تعدّ خطوة تقدمية، بما يتوافق والتزامها بالعمل جنباً إلى جنب مع الجهات الحكومية في الدولة والهيئات التنظيمية والقطاع الخاص لتطوير نهج شامل، يعزز مكانتها العالمية مركزاً استثمارياً مبتكراً.

أميري: المركز نجح بإرساء دعائم أكبر منظومة للتكنولوجيا المالية

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لسلطة "مركز دبي المالي العالمي" عارف أميري إن المركز نجح بإرساء دعائم أكبر منظومة للتكنولوجيا المالية وأضخم مجتمع للابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويضم اليوم نحو 600 شركة تمثل 60 في المئة من شركات التكنولوجيا المالية في المنطقة، مشيراً إلى أن ذلك يشتمل على 34 شركة من منطقتي أوروبا وجنوب آسيا، تأكيداً على مكانة "مركز دبي المالي العالمي" كخيار مفضل للشركات وقدرته على مساعدتها في دخول الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

وأضاف أميري أن المركز يقدم لهذه الشركات أكثر خدمات الابتكار شمولاً في المنطقة وتشمل التعليم، والمشاركة في برامج الحاضنات والمسرعات، وتراخيص التشغيل واللوائح التنظيمية التي تتميز بكفاءة عالية من حيث التكلفة، إلى جانب وصول يسير إلى الموارد وأرفع الخبرات الفنية وخيارات التمويل.

وذكر أنه تماشياً مع استراتيجية "مركز دبي المالي العالمي 2030"، يدعم المركز النمو الاقتصادي المستدام ويميز دبي كمركز عالمي للمؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية وشركات الابتكار.

المالك: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تزخر بفرص هائلة في شتى القطاعات

وقال المدير العام لـ"مدينة دبي للانترنت" عمار المالك إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تزخر بفرص هائلة في شتى القطاعات نظراً الى حجم وتنوع أسواقها، مشيراً إلى أن الرؤى والاستراتيجيات التي وضعتها القيادة الإماراتية في مجالات سهولة ممارسة الأعمال واستقطاب الاستثمارات الأجنبية نجحت في بناء بيئة أعمال تنافسية اجتذبت أفضل المواهب والكفاءات من جميع أنحاء العالم مما رسخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً للأعمال.

وعبّر المالك عن فخره بالدور المحوري الذي ساهمت به "مدينة دبي للإنترنت" على مدار أكثر من عقدين في بناء بيئة أعمال شاملة تدعم مختلف قطاعات التكنولوجيا، مؤكداً سعي المدينة لمواصلة جهودها في التعريف بمكانة الدولة وبيئة الأعمال فيها واستقطاب المزيد من الشركات من الأحجام كافة.

حمزة: المبادرة ستعمل على استقطاب الشركات المبتكرة من جميع أنحاء العالم إلى الإمارات

من جانبه، قال المدير التنفيذي للمنطقة الحرة التابعة لـ"مركز دبي للسلع المتعددة" أحمد حمزة إنه باعتبارها المنطقة الحرة الأسرع نمواً في العالم مع أكثر من 21000 شركة مسجلة فإن المركز تسعده الشراكة مع وزارة الاقتصاد في هذه المبادرة الاستراتيجية.

وأضاف حمزة أنه من خلال تسهيل عمليات تأسيس الأعمال وتسيير الخدمات الرئيسية، ستعمل مبادرة "الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة" على استقطاب الشركات المبتكرة وذات التقنية العالية من جميع أنحاء العالم إلى دولة الإمارات، والتي تواصل إظهار جاذبيتها التجارية كمركز عالمي للأعمال.

القاسم: المبادرة ستساهم في استشراف المرحلة المقبلة من زخم النمو في الإمارات

من جانبه، عبّر نائب رئيس تنفيذي أول، رئيس الأعمال المصرفية للشركات والمؤسسات لدى "بنك الإمارات دبي الوطني" أحمد القاسم عن سعادته أن يكون البنك من أوائل شركاء هذه المبادرة الفريدة والهادفة لاستقطاب الكوادر البشرية الماهرة والمتمرسة إلى دولة الإمارات، لوضع بصمتهم في مسيرة النمو والتطور الاقتصادي في المنطقة.

وأضاف القاسم أن باعتبار البنك بنكاً محلياً رائداً يلتزم باستمرار بدفع عجلة الابتكار في المنطقة، فإن هذه المبادرة تنسجم مع استراتيجيته الطويلة الأجل، مبدياً ثقته بأنها ستساهم في استشراف المرحلة المقبلة من زخم النمو والابتكار المتصاعد في دولة الإمارات.

باتل: نقدم للمستثمرين منصة مصرفية رقمية قوية لدعم احتياجاتهم المالية والاستثمارية

وقال الرئيس التنفيذي لمنصة "WIO" جايش باتل إن المنصة تتشرف بأن تكون شريكاً مصرفياً استراتيجياً لوزارة الاقتصاد في البرنامج، مشيراً إلى أنها تقدم للمستثمرين منصة مصرفية رقمية قوية لدعم احتياجاتهم المالية والاستثمارية مع إمكانية الوصول إلى منظومة استثمارية متكاملة، وذلك تماشياً مع جهود دولة الإمارات الرامية لأن تصبح عاصمة الاستثمار الرائدة على مستوى العالم.

الجدير بالذكر أن دولة الإمارات تعدّ من أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة، إذ يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتسارع النمو الاقتصادي إلى 4.2 في المئة في العام 2022. وفي أبريل من هذا العام، احتلت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كأفضل منظومة للشركات الناشئة وريادة الأعمال، وفقاً لـتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2022، بالإضافة إلى كونها الدولة الأفضل على مستوى المنطقة في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

وكركيزة أساسية في حملة جذب المواهب، يقدم البرنامج الوطني للمبرمجين تأشيرات ذهبية لـ 100 ألف مبرمج. وتهدف دولة الإمارات أيضاً إلى تأسيس 1000 شركة رقمية جديدة وزيادة الاستثمار في الشركات الناشئة من 400 مليون دولار تقريباً إلى 1.3 مليار دولار، وستكمّل مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة هذه الجهود وتسرّعها.