تعاون بين "المركز الدولي للزراعة الملحية " في دبي وأوزبكستان لتطوير النظم البيئية المتدهورة في منطقة بحر الآرال

كشف المركز الدولي للزراعة الملحية "إكبا" في دبي عن تعاون يهدف إلى دعم المجتمعات الريفية القليلة الموارد وتطوير النظم البيئية المتدهورة في منطقة بحر الآرال، بدعم من "صندوق أبو ظبي للتنمية"، وذلك في إطار الجهود الدولية لدعم الإنتاجية الزراعية واستدامة الموارد في ظل تحديات التغيرات المناخية.

ويأتي تنفيذ التعاون من خلال مكتب "إكبا" الإقليمي لآسيا الوسطى وجنوب القوقاز في طشقند - أوزبكستان، بالشراكة مع وزارة التنمية المبتكرة ووزارة الزراعة في أوزبكستان، ويستهدف المشروع بشكل خاص المجتمعات الهشة التي تعيش في المناطق المتدهورة في كاراكالباكستان في أوزبكستان.

وتم توقيع مذكرة تفاهم بين "صندوق أبوظبي للتنمية" ووزارتي التنمية المبتكرة، والزراعة، في أوزبكستان وكذلك توقيع اتفاقية تعاون بين "صندوق أبوظبي للتنمية" و"المركز الدولي للزراعة الملحية"، ومن المتوقع أن يفيد المشروع بشكل مباشر نحو 15 ألف مزارع ورعاة زراعيين وأسرهم (أي نحو 75 ألف شخص)، وتطوير قدرات نحو 150 عاملاً إرشادياً، بالإضافة إلى إنشاء أو تعزيز ما يصل إلى 15 جمعية تعاونية للمزارعين.

ويمتد المشروع من العام 2022 إلى العام 2026، وقد تمّ تصميمه لتعزيز قدرة المجتمعات الزراعية على التكيّف مع تغير المناخ وتطوير قدرتها على التكيّف مع تدهور الأراضي وغير ذلك من العوامل غير المؤاتية الأخرى.

وسيتم تحقيق ذلك من خلال أمور عدة من بينها إدخال المحاصيل المقاومة للإجهاد، وأفضل الممارسات في إدارة المحاصيل والتربة والمياه، ونظم الزراعة المتكاملة.

وفي إطار المشروع، سيُنشئ "المركز الدولي للزراعة الملحية" وحدة لإنتاج البذور لتلبية احتياجات المزارعين من البذور العالية الجودة، حيث يشكل عدم الحصول على المحاصيل المتنوعة المقاومة للمناخ وبذورها المحسنة أحد القيود الرئيسية على الزراعة.

وبالإضافة إلى ذلك، سيُشرِك المشروع المنظمات المحلية والدولية لدعم سياسات التنمية الزراعية الوطنية، حسبما هو محدد في "استراتيجية تنمية الأغذية الزراعية في أوزبكستان 2019 – 2030"، وسيسهم في جهود البلاد لتحسين الأمن الغذائي والتغذية بين المجتمعات الريفية الهشة والعديد من أهداف التنمية المستدامة، بما فيها أهداف التنمية المستدامة الرقم 1، 2، 5، 13، 17.

السويدي: التعاون يأتي في إطار حرصنا على توفير الدعم للمؤسسات البحثية والعلمية

وفي هذا السياق، قال المدير العام لـ"صندوق أبوظبي للتنمية" محمد سيف السويدي إن التعاون مع "المركز الدولي للزراعة الملحية" يأتي في إطار حرص الصندوق على توفير الدعم للمؤسسات البحثية والعلمية من خلال دعم المشاريع النوعية التي تعمل على تحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية.

وأضاف السويدي أن المشروع الجديد يشكل خطوة مهمة لتعزيز استدامة منظومة الأمن الغذائي في عدد من مناطق كاراكالباكستان، وتساهم الشراكة الرائدة في سرعة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتأمين مخزون استراتيجي من المحاصيل الزراعية لسكان تلك المناطق، وتوفير العديد من فرص العمل، كما يدعم المشروع حماية البيئة من تأثيرات التغير المناخي، وضمان استدامة الموارد الطبيعية.

عبد الرحمانوف: التغيرات في حالة البيئة الطبيعية تسبب مشاكل بيئية محلية وإقليمية وعالمية

من جهته، أوضح وزير التنمية المبتكرة الأوزبكي إبروكيم عبد الرحمانوف أن التغيرات في حالة البيئة الطبيعية بسبب التأثير البشري، وكذلك التأثير البشري القوي على المكونات الحية وغير الحية، تسبب مشاكل بيئية محلية وإقليمية وعالمية.

وأعرب عبد الرحمانوف عن امتنانه لقيادة "صندوق أبو ظبي للتنمية" و"المركز الدولي للزراعة الملحية"، اللذين يقدمان حلولاً بيئية وزراعية واقتصادية لمعالجة مشكلة بحر الآرال، التي تعتبر أخطر نقطة للأزمة البيئية في المنطقة.

شكوروف: المشروع مهم للغاية سيدمج العلوم الزراعية والبحوث من أجل أنشطة التنمية

أما مستشار وزير الزراعة الأوزبكي أليشر شكوروف فقال إن المشروع مهم للغاية سيدمج العلوم الزراعية والبحوث من أجل أنشطة التنمية عبر سلسلة القيمة بأكملها، كما سيعمل المشروع على تعزيز الزراعة المقاومة للمناخ من خلال التقنيات والابتكارات والمعرفة القائمة على العلم، مشيراً إلى أن أنشطة نموذج أعمال تعزيز الإنتاجية للمزارعين توفر إمكانية الوصول إلى تعزيز الغلة وإنتاجية التربة والمياه وتحسين الحزم والحلول بفعالية، لذلك ستعمل شراكتنا ذات المنفعة المتبادلة مع إكبا من خلال هذا المشروع على تحسين القدرات البحثية لمؤسسات البحوث الزراعية.

الزعابي: المركز يعمل مع الشركاء المحليين في أوزبكستان منذ 2006 لتنفيذ مجموعة كبيرة من المشاريع

بدورها أشادت المديرة العامة لـ"المركز الدولي للزراعة الملحية" طريفة الزعابي بدور "صندوق أبوظبي للتنمية" لسعيه الدائم من أجل دعم مشاريع التنمية الزراعية والتي لها أطيب الأثر في تطوير إمكانات المجتمعات الريفية وتحسين جودة الحياة لديهم، لافتةً النظر إلى أهمية المبادرة، كما إن المركز يعمل مع الشركاء المحليين في أوزبكستان منذ 2006 لتنفيذ مجموعة كبيرة من المشاريع والأنشطة التي تهدف إلى تنويع المحاصيل والتكيّف مع تغير المناخ وتطوير القدرات.