صوان يقود الانتقال الحذر لـ "شل" من النفط إلى مرحلة الطاقة النظيفة

حظي تعيين اللبناني وائل صوان بمنصب الرئيس التنفيذي لشركة "شل" العالمية وهي أحدى أكبر شركات النفط والغاز وثاني أكبر شركة نفط وغاز خاصة في العالم بتعليقات حارة من الصحف الغربية ومن مدراء تنفيذيين يعملون في قطاع الطاقة، أو عرفوا صوان أو عملوا معه في مواقع متعددة في مجموعة "شل".

وشدّدت صحيفة "فايننشال تايمز" في مقال خصّصته لهذا التطور على أنها "المرة الأولى التي تتصدر فيها قيادة شركة شل شخصية غير أوروبية، إذ نشأ صوان في منطقة الخليج في دولة الإمارات قبل انتقاله للدراسة في جامعة ماكغيل الكندية ونيله شهادة الماجستير في الكيمياء من تلك الجامعة، كما إنه ترأس لفترة مديدة لعمليات الغاز المسال في قطر، وهذه الخلفية المزدوجة، أي جنسية صوان اللبنانية الكندية ثم تجربته الطويلة في أسواق حول العالم، اعتبرتها أوساط الصناعة النفطية في حد ذاتها تحولاً غير مسبوق ومؤشراً بارزاً على المسار المستقبلي للشركة".

واضافت "فايننشال تايمز" أن "صوان يتسلم زمام شركة شل في مرحلة تواجه الشركة التي تحقق أرباحاً كبيرة تحديات كبرى في المستقبل القريب وهذه التحديات تتعلق بتحقيق الانتقال السلس بأعمال الشركة نحو الطاقة النظيفة مثل الغاز والهيدروجين".

وعلّق أحد الزملاء السابقين لـ صوان على شخصيته بالقول: أعتقد أن وائل سيكون مختلفاً عن سابقه في أمور عدة فهو مستعد لاتخاذ القرارات القاسية الضرورية، وقال قيادي في "شل" يعمل مع صوان منذ 23 عاماً، إن وائل قائد فذّ فهو محفّز على العمل في علاقاته مع العالمين لكنه صارم وصاحب قرار، وهذا المزيج سيثبت كونه مهماً جداً لنقل شركة "شل" إلى المرحلة التالية من تطورها، وأضاف: "أعتقد إنه الشخص المثالي لقيادة شركة شل في هذه الحقبة".

وشددت شركة "شل" في تقديمها للرئيس الجديد على أنه لعب دوراً مهماً في بلورة استراتيجيتها الرامية للتحول من صناعة النفط التقليدية إلى صناعات الطاقة النظيفة، وقال رئيس مجلس إدارة الشركة وأحد كبار المالكين أندرو مكنزي إن صوان لن يكتفي بتطوير خطة التحول التي وضعها الرئيس السابق بل سينتقل إلى وضع أهدافها موضع التطبيق. ويشغل وائل صوان حالياً موقع رئيس قطاع صناعات الغاز المتكاملة والطاقة المتجددة في مجموعة "شل" وهو يحمل بالتالي خبرة كبيرة ستعينه في تأمين خطة الانتقال.

ونوهت شركة "شل" بأن صوان وخلال فتره عمله التي امتدت لـ 25 عاماً في شركة "شل" تنقل حول العالم ولمع اسمه بصورة خاصة عندما تولى إدارة شركة الغاز المسال التابعة للمجموعة في قطر ما بين العامين 2012 و2015 والتي أصبحت إحدى أفضل الوحدات المنتجة التابعة للشركة. وبعد نجاحه في قطر، أرسلت شركة "شل" وائل صوان إلى نيو أورلينز في الولايات المتحدة ليقود عمليات استخراج النفط في مياه المحيط العميقة. وتميّز صوان في مهمته إذ تمكّن من تحقيق قفزة كبيرة في الأداء المالي للشركة الأميركية التابعة عبر تركيز صارم على الإنتاجية والانضباط في الانفاق الرأسمالي.

وكان وائل صوان الذي يبلغ من العمر 48 عاماً انضم إلى شركة "شل" في العام 1997 وهو يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي في مجلس الإدارة منذ ذلك الحين.

يذكر أن شركة "شل" حققت في العام 2021 عائدات بلغت نحو 272 مليار دولار وذلك بعد انخفاض كبير في تلك العائدات في العام 2020 إلى 183 مليار دولار وذلك في مقابل عائدات قياسية في العام 2019 السابق لجائحة كورونا بلغت نحو 344.1 مليار دولار.

تأسست "شل" العام 1907 ويقع مقرّها الرئيسي في لندن بالمملكة المتحدة، بعد نقله من العاصمة الهولندية أمستردام في العام 2014 وهي شركة مساهمة عامة إلا أن من بين أبرز مساهميها شركة "بلاك روك" التي تملك نحو 17.4 في المئة من رأس المال وشركة "كابيتال غروب" التي تملك نحو 14.99 في المئة من الشركة ومجموعة "فانغارد" مع حصة تقارب 14.29 في المئة.