السعودية تريد تحويل "اكسبو" 2030 إلى احتفاء بعولمة المملكة وإنجازاتها
السعودية تريد تحويل "اكسبو" 2030 إلى احتفاء بعولمة المملكة وإنجازاتها
- "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"
بعد جهود استغرقت نحو ثلاث سنوات متواصلة تشعر قيادة المملكة العربية السعودية الآن بأنها باتت أقرب من أي وقت إلى الفوز باستضافة أكبر حدث تجاري عالمي هو "وورلد اكسبو 2030". فالمملكة التي انطلقت في السباق مع أربع دول مرشحة أخرى هي إيطاليا (روما) وكوريا الجنوبية (بوزان) وروسيا (موسكو) وأوكرانيا (أوديسا) وجدت نفسها بعد قليل من بدء السباق تواجه منافسين وحيدين هما كوريا الجنوبية (بوزنان) وإيطاليا (ميلانو) بعد خروج كل من روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب العنيفة الدائرة بينهما، كما إن الشكوك حامت منذ البدء حول حظوظ إيطاليا نظراً لأن الأخيرة استضافت معرض إكسبو في ميلانو في العام 2015.
قد يهمك:
"صندوق الاستثمارات العامة" السعودي يؤسس شركة "لايفيرا" للصناعات الدوائية
أما كوريا الجنوبية فإنها، وفي مقابل التأييد الساحق الذي حصلت عليه السعودية في وقت مبكر من مختلف دول العالم، لم تستطع أن تجد ما يكفي من الدول لتتبنى طلبها ربما بسبب عدم جاذبية الاختيار الكوري نفسه (ميناء بوزان) الصناعي وبعده الجغرافي وعدم تمتعه بما يكفي من الميزات السياحية، أو لضعف حظ العرض الكوري أمام العرض السعودي السخي الذي تتوافر فيه مقومات كبيرة للنجاح واجتذاب الزوار.
وشهد اليومان السابقان الفصل الأخير للعروض المنافسة التي سيتم التصويت عليها في نوفمبر المقبل، إذ اغتنم ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مناسبة زيارته الرسمية لباريس لرعاية حفل استقبال كبير لمناسبة ترشيح المملكة لاستضافة معرض وورلد إكسبو للعام 2030، واعتبرت بعض وسائل الإعلام المناسبة احتفالاً غير مباشر بترجُّح حظوظ السعودية بالفوز في تنظيم المناسبة العالمية. في المقابل، قرر رئيس كوريا الجنوبية السفر إلى باريس لبذل محاولة أخيرة لدعم ترشيح بلاده أمام الجمعية العمومية لمكتب المعارض الدولية المنعقد في باريس يومي 20 و21 من هذا الشهر.
السعودية تلتقط الفرصة
وكانت المملكة بدأت حملتها العالمية لدعم طلبها تنظيم معرض "وورلد إكسبو 2030" عبر حفل كبير جرى في الجناح السعودي في ختام معرض "وورلد إكسبو -دبي" في 28 مارس 2020. وتبع ذلك إعلان الأمير محمد بن سلمان في منتصف 2021 عن أن المملكة استكملت ملف الترشيح لاستضافة المعرض. وتميزت الخطة السعودية بعد ذلك بسرعة التحرك والمبادرة وذلك بهدف استقطاب أكبر قدر من التأييد المبكر لترشيح المملكة، التي وظفت علاقاتها الواسعة بدول العالم وتمكنت من استقطاب أكثر من 60 دولة مؤيدة منذ الأسابيع الأولى للتقدم بالترشيح ثم "كرّت المسبحة" كما يقال، فإذ بها تحصل بصورة رسمية أو غير رسمية على تأييد واسع يتوقع ان يضمن فوزها بفرصة تنظيم المعرض عند التصويت المرتقب في أواخر هذا العام. وتواصلت السعودية مع كل الدول الإسلامية والعربية والأفريقية كما أرسلت وفداً رسمياً كبيراً إلى ملتقى دافوس لهذا العام ضم شخصيات رفيعة على رأسها وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود وسفيرة السعودية في واشنطن ووزراء الاتصالات والتكنولوجيا والصناعة والثروة المعدنية والاقتصاد والتخطيط.
يمكنك متابعة:
"منتدى الاستثمار الفرنسي السعودي": 24 مذكرة تفاهم واتفاقات استثمارية بـ2.9 مليار دولار
يجب القول إن الفوز السعودي المرجح بفرصة تنظيم "وورلد إكسبو 2030" لم يأت فقط من التنظيم الجيد وتوظيف مكانة المملكة وعلاقاتها الواسعة، بل جاء نتيجة للتحولات الكبرى التي تشهدها يومياً والتوظيفات الضخمة التي خصصتها في حقول تطوير البنى التحتية وبناء مناطق رائدة في التصميم والاستدامة مثل نيوم والبحر الاحمر وتحديث المدن السعودية وتنمية السياحة والسعة الفندقية وتحسين جودة الحياة وتبني الاعتدال والانفتاح والشفافية في عمل الإدارات الحكومية والمؤسسات، كما إن "وورلد إكسبو" الذي ستنظمه "الهيئة الملكية لمدينة الرياض" بالتنسيق مع الإدارات السعودية المختصة سيقطف ثمار الاستثمارات الهائلة التي يتم ضخها حالياً في مشاريع تطوير الرياض وتحويلها إلى مدينة عالمية. وعلى سبيل المثال، فإن مشاريع تطوير العاصمة تتضمن بناء أكبر مطار في العالم وإحدى أضخم شبكات المترو والنقل المديني وأكبر حديقة عامة في العالم هي حديقة الملك سلمان، كما ستستفيد مناسبة "وورلد إكسبو" السعودية من توقع إنجاز مشاريع ضخمة سيتزامن اكتمالها مع افتتاح المعرض، ومن أهم هذه المشاريع مدينة القدِّيّة الترفيهية الضخم ومشروع تطوير الدرعية وغيره ورفع طاقة استيعاب القطاع الفندقي بنحو 120,000 غرفة فندقية جديدة، مما سيحول الرياض خلال فترة المعرض إلى نقطة جذب عالمية يتوقع أن تستقطب نحو 35 مليون زائر، علماً أن الحكومة السعودية تتوقع أن يتضاعف عدد سكان الرياض من 8 ملايين حالياً إلى نحو 16 مليوناً بحلول العام 2030، وهذا الزخم السكاني والنشاط الاقتصادي الذي يولده في مختلف القطاعات سينعكس بعوائد ضخمة على المعرض وعلى الدول والصناعات والشركات العارضة.
استثمارات ضخمة
ويتوقع أن يتطلب بناء المعرض نفسه نحو 8 مليارات دولار، إلا أن تهيئة البنى التحتية وعمليات تطوير منطقة المعرض والعاصمة الرياض قد تتطلب أكثر من 400 مليار دولار على حد قول المشرفين على ملف المعرض، إلا أن هذه الاستثمارات كافة ملحوظة أصلاً في نطاق عولمة مدينة الرياض وتحويلها إلى مدينة حديثة توفر أفضل مستويات جودة الحياة وأفضل إطار لاستقرار الشركات العالمية العاملة في المنطقة والتي أعطيت العاملة منها في السعودية حتى نهاية العام 2024 لاقامة مقرات اقليمية لها في السعودية.
كما يتوقع أن تضيف السعودية على المعرض العالمي لأول مرة توفير تطبيقات متكاملة على "الميتاڤـيرس" تتيح للذين لا يستطيعون السفر إلى المملكة المشاركة عن بعد بفعاليات المعرض وحضوره بالكامل والتجول في أجنحته والاطلاع على مساهمات الدول وحتى التحاور مع العارضين واستكشاف فرص الأعمال والتواصل في المستقبل، ويتوقع منظمو المعرض أن يستقطب نحو مليار زائر افتراضي بتقنية الميتاڤـيرس.
ويتوقع أن يستمر معرض "وورلد اكسبو 2030" في حال اقامته في الرياض من 1 أكتوبر 2030 حتى 31 مارس 2031 أي خمسة أشهر، وسينظم المعرض تحت عنوان: "حقبة التغيير" ليعكس بذلك التغييرات الهائلة التي ستكون المملكة قد حققتها على مدى 15 عاماً وليعكس في الوقت نفسه واقع أن المعرض يتزامن مع إنجاز المملكة لمعظم برامج وأهداف رؤية المملكة 2030 والتحول الوطني واستعدادها لدخول المرحلة التالية من خطط بناء المستقبل.
الأكثر قراءة
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال
-
صندوق النقد الدولي يحذر من النمو المتسارع للديون العالمية: لإجراءات عاجلة تكبح نموها
-
"بيورهيلث القابضة" الإماراتية تسجل صافي أرباح بقيمة 1.4 مليار درهم في 9 أشهر