زلزال المغرب: دم ودمار

سيمر وقت طويل قبل أن تتكشف خسائر المأساة التي حلت بالمغرب جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد مساء يوم الجمعة الماضي.

وفيما تستمر عمليات الإغاثة في ظل الحديث عن ارتفاع أعداد الضحايا إلى 2012 قتيلاً و 2059 مصاباً، قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الخسائر الاقتصادية المحتملة لزلزال المغرب بنحو 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد والبالغ نحو 130 مليار دولار.

وفي تقريرها الذي أصدرته، أوضحت الهيئة أن زلزال المغرب وقع على عمق 18.5 كيلومتر ومركزه جبال الأطلس، مشيرة إلى أنه لم تحدث زلازل من هذا المستوى في نطاق 500 كيلومتر من زلزال المغرب منذ العام 1900، في حين كان رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي قال إن شدة الزلزال بلغت سبع درجات على مقياس ريختر وهو الأعنف منذ قرن.

وواصلت حتى اليوم، فرق الإنقاذ عملياتها لإسعاف العالقين تحت الأنقاض، حيث شهدت البلاد حركة نزوح كثيفة من المدن التي ضربها الزلزال والحق أضراراً بآلاف المباني خصوصاً مراكش القريبة من مركز الزلزال، كذلك أحدث دماراً في وسط المدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي.

وفي ما أعلنت السلطات المغربية عن انطلاق عملية إيصال المساعدات للمناطق المتضررة من الزلزال وتقديم المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن إلى سكان المناطق المنكوبة، أعلنت دول عدة وهيئات وجمعيات دولية عن تضامنها مع المغرب. وقد كان لافتاً إعلان الرئاسة الجزائرية عن فتح المجال الجوي أمام رحلات نقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين في زلزال المغرب.

ووجه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات طبية عاجلة لدعم جهود الإغاثة في المغرب، في حين كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعلن عن تضامن بلاده حكومة وشعباً مع الأشقاء في المغرب إثر الزلزال الذي ضرب البلاد.

وتقدم الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني بالتعازي والمواساة للمغرب وأسر الضحايا، وأعرب عن تعاطف وتضامن بلاده مع الرباط.

إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن استعداد بلاده لمساعدة المغرب، مؤكداً أن واشنطن مستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية يحتاجها المغرب لمواجهة هذه المأساة.

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن بلاده تشعر بحزن عميق على ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب، كاشفاً عن استعداد طوكيو لتقديم كل المساعدة الممكنة التي قد يحتاجها المغرب في هذه المحنة.

كما أعلنت الأمم المتحدة استعدادها لمساندة الحكومة المغربية في جهودها لمساعدة السكان المتضررين من الزلزال المدمر.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن حزنه وتضامنه مع حكومة وشعب المغرب عقب الزلزال المدمر.

كذلك أعرب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن استعداده لمساعدة المغرب على التعافي من الزلزال

وقالت منسقة الأمم المتحدة بالمغرب إنها تضع إمكانات المنظمة تحت تصرف الحكومة المغربية لتقديم كل المساعدة في هذه الظروف الصعبة، وأعربت عن الحزن العميق وتقدمت بأحر التعازي للشعب والحكومة المغربيين.