"الفا ظبي القابضة" تستحوذ على حصة أغلبية في "ماتيتو"

أعلنت شركة ألفا ظبي القابضة، المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، عن استحواذها على حصة أغلبية في شركة "ماتيتو القابضة المحدودة"، وهي شركة عالمية رائدة في مجال المياه ومعالجة الصرف الصحي.

وتجسّد هذه الصفقة، التي تنتظر الموافقات التنظيمية اللازمة، التزام الشركة بتنويع محفظة أعمالها وتعزيز دورها في تطوير حلول المياه الذكية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها، وذلك تماشياً مع أهداف الأمم المتحدة للاستدامة.

وبموجب عملية الاستحواذ، ستشتري ألفا ظبي القابضة أغلبية أسهم "ماتيتو" من "ميتسوبيشي" و"ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة" و"غلف كابيتال"، في خطوة مهمة تعكس ثقة ألفا ظبي الكبيرة بخبرات "ماتيتو" وإمكاناتها المستقبلية. في المقابل، ستحتفظ عائلة غندور، المساهمة والمؤسسة لشركة "ماتيتو" بدور قيادي في الشركة، ما يضمن الحفاظ على المبادئ الأساسية للشركة المتمثلة في التأثير والاستدامة والابتكار.

حلول سريعة ومستدامة للمياه

وشدد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة ألفا ظبي القابضة حمد العامري على أهمية إيجاد الحلول السريعة والمستدامة للمياه، وأشار إلى أن "شراكتنا مع ماتيتو تعدّ خطوة مهمة في إطار وضع حلول لمواجهة تحدي نقص المياه، حيث نتشارك معها الالتزام بإطلاق حلول رائدة تلبي الاحتياجات الفورية وتضمن مستقبلاً مستداماً للأجيال المقبلة. وأضاف أن "الهدف من هذا التعاون لا على الجانب التجاري والاستراتيجي لأعمالنا فحسب، بل نتطلع من خلال هذه الشراكة إلى تجسيد حرص ألفا ظبي القابضة على الإسهام بفاعلية في دعم عجلة التغيير والتطور في قطاع المياه، والمضي قدماً في تحقيق رؤيتنا الأشمل للنمو المستدام والتأثير عالمياً".

من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي المشارك لشركة ماتيتو طلال غندور، أن "استثمار ألفا ظبي في ماتيتو يؤكد أهمية رسالة الأخيرة والقيم التي تقدمها"، وقال: "نتطلع معاً إلى مواجهة تحديات شَح المياه، ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنطقة الأكثر معاناة من هذه المشكلة على مستوى العالم. وسنعمل، بفضل ما تزخر به "ماتيتو" من خبرات واسعة في 50 دولة، وما تمتلكه من إمكانات في مجال الابتكار والتكنولوجيا، على تعزيز هذه الشراكة وتطوير قدراتنا لتقديم حلول مستدامة للمياه في المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها".

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي المشارك لشركة ماتيتو رامي غندور، على أهمية هذه الشراكة في إطلاق العنان لتعاون بنّاء وواسع النطاق سيسهم في تعزيز إمكانات الشركة وبلوغ آفاق جديدة، وقال: "نحن على استعداد تام لتقديم إسهامات كبيرة في مجال حلول المياه المستدامة، وخصوصاً مع الاهتمام البالغ بالاستدامة في دولة الإمارات وإطلاقها عام الاستدامة، وكذلك استضافة الدولة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28). ونحن على ثقة بأن خبراتنا ومواردنا المشتركة ستتيح لنا المشاركة بفاعلية في دفع عجلة النمو المستدام في قطاع المياه العالمي وتعزيز العائد على المساهمين".

وتشير بعض التقارير إلى انه بحلول العام 2025، قد يعاني ما يقدر بنحو 3.5 مليارات شخص من ندرة المياه في المناطق التي يعيشون فيها. وتُعدّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تضم 7 في المئة من سكان العالم وتحوي 1 في المئة من موارد المياه العذبة، من أكثر المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي على مستوى العالم، إذ يستخدم 83 في المئة من سكانها (نحو 500 مليون شخص في 25 دولة) أكثر من 80 في المئة من إمدادات المياه المتجددة.

ويتوقع البنك الدولي أنه في حلول العام 2050، قد تكلف ندرة المياه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما بين 6 في المئة و14 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي، وتؤكد هذه الإحصاءات المثيرة للقلق الحاجة الملحة إلى حلول مبتكرة واستثمارات مؤثرة في قطاع المياه.

"غلف كابيتال" دعمت نمو "ماتيتو"

عبر تمكين توسعها وتمويلها في أكثر من 50 دولة 

يذكر أن "غلف كابيتال" كانت لعبت دوراً أساسياً في النمو الكبير الذي حققته "ماتيتو"، حيث ساهمت في تمكين توسع الشركة وتمويلها في أكثر من 50 دولة، وفي إنشاء 20 مقراً للشركة على مستوى العالم، وتوظيف قوة عاملة يبلغ عددها 4500 موظف، كذلك فإن الشركة هي من أوائل المستثمرين في مجال المياه النظيفة والاستدامة منذ العام 2006  وقد استقطبت فريقاً متخصصاً يركز على قطاع الاستثمار في الاستدامة.

وتعليقاً على الصفقة، قال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "غلف كابيتال" كريم الصلح: "بدأت رحلتنا مع "ماتيتو" في العام 2006 مع عائلة غندور التي أسست الشركة ومع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وفي العام 2014 مع شركائنا اليابانيين، شركة ميتسوبيشي وشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة". وأضاف أن رؤية "غلف كابيتال" وشركاءها تمثلت في بناء شركة عالمية في مجال حلول المياه المستدامة، وبعد 17 عاماً، أصبحت "ماتيتو" بالفعل شركة رائدة عالمياً في مجال المياه، حيث تعمل في أكثر من 50 دولة. وأضاف أن هذا الاستثمار يعزز سجل "جلف كابيتال" الحافل في بناء شركات عالمية رائدة من منطقة الخليج تقود قطاعها وكذلك السجل الناجح في إتمام عمليات التخارج الإستراتيجية. لقد كانت "جلف كابيتال" من أوائل المستثمرين في قطاع المياه والاستدامة منذ العام 2006، ويوضح هذا التخارج الذي يشكل علامة فارقة في مسيرة "جلف كابيتال"، قدرتها وقدرة فريق عملها على تحديد الاستثمارات العالية الربحية في قطاع الاستدامة، والاستثمار فيها وتنميتها والتخارج منها. وعبّر د.الصلح عن ثقته بأن "ماتيتو" ستزدهر وتصل إلى آفاق جديدة خلال فترة تملك ألفا ظبي القابضة، ونودّ أن نتمنى للمساهمين المؤسسين وفريق الإدارة كل التوفيق في هذه المرحلة التالية من النمو".