"مصدر" و"هواوي" تُطلقان جهوداً مشتركة لتحقيق الحياد المناخي
"مصدر" و"هواوي" تُطلقان جهوداً مشتركة لتحقيق الحياد المناخي
- دبي_ إياد الديراني
شكل توقيع مذكرة التفاهم بين "مصدر" الإماراتية و"هواوي"، على هامش معرض "جيتكس" حدثاً استثنائياً بدلالات عدة، وهو من دون أدنى شك، يؤسّس لمسار ونموذج عمليّ واضح لكل من يعمل على تحقيق الحياد الكربوني في المنطقة والعالم، ويساهم في تسريع المسار الوطني الإماراتي نحو تحقيق الحياد المناخي. وتركّز المذكرة على التعاون بين الطرفين لتخفيض البصمة الكربونية المتعلقة بالبنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات في مدينة مصدر الإماراتية. والأهم ربما في هذا الحدث، هو تجسيده الرؤية المشتركة لكل من "مصدر"، وهي واحدة من أهم المجمعات الحضرية المُستدامة في الامارات والعالم، و"هواوي" التي تعدّ أكبر شركة اتصالات وتكنولوجيا معلومات في العالم.
لكن ما هي الرسائل الخمس البالغة الأهمية التي تنطوي عليها المذكرة، وما هي الدلالات التي حملتها، وكيف تنظر "هواوي" إلى فلسفة الانبعاثات الصفرية؟
أولاً، يدرك الطرفان بشكل واضح أي "مصدر" وهواوي"، أن السنوات المقبلة ستشهد نمواً للمدن الضخمة، خصوصاً مع الانتقال المتسارع للسكان حول العالم إلى بيئات حضرية، ولهذا، فهما يعملان على وضع خطط استباقية تستند إلى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. والسؤال المطروح أمام "مصدر" و"هواوي" وكل الحريصين على تهيئة المدن للتحوّلات الجذرية المقبلة، هو كيف يمكن للتكنولوجيا المساعدة على هذا الانتقال السكاني بشكل ناجح من خلال التكنولوجيا وتحقيق الاستدامة في آن معاً. والأهم كيف يمكن للمدن الذكية لعب دور إيجابي وبنّاء تحضيراً للتغيرات السكانية المقبلة؟ وتأتي هذه الأسئلة المشروعة في ظل التقارير التي تؤكد أن أكثر من 55 في المئة من سكان العالم يعيشون في المناطق الحضرية، وهي نسبة من المتوقع أن ترتفع إلى نحو 68 في المئة في العام 2050، وفقاً لتوقعات شعبة السكان في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة. وللتوضيح، من المرجح أن يبلغ عدد سكان العالم في العام 2050 نحو 9.8 مليارات، وسيعيش نحو 6.7 مليارات منهم في المدن بينما سيعيش باقي الـ 3.1 مليارات في المناطق النائية، وهذا يعني أن شخصين من أصل كل ثلاثة في العالم، سيعيشون في المدن بحلول العام 2050، وهذه أرقام مُقلقة، لا تغيب لحظة عن تفكير القادة حول العالم.
ثانياً، شكل اختيار "جيتكس" من جانب "مصدر" و"هواوي" للإعلان عن توقيع مذكرة التفاهم، خطوة موفقة، لأن المكان يحتضن أهم حدث تكنولوجي عالمي من نوعه والذي تزوره كُبرى الشخصيات والقادة من حول العالم، والزمان هو الدورة الـ 43 من هذا المعرض – الملتقى الذي يجمع قادة تكنولوجيا الاتصالات والمعلوماتية من كل أرجاء العالم. ولا شك إن "مصدر " التي اختارت هذا التوقيت تعلم جيداً معانيه بالنسبة للإمارات من جهة وبالنسبة لشركة هواوي من جهة أخرى، وهي لا شك تريد إطلاق التعاون من منصة عالمية، تصل رسائلها إلى كل المعنيين في العالم.
ثالثاً، اختار الطرفان، أي "مصدر" و"هواوي"، شخصيتين تتمتعان بخبرة عميقة في عالم الاستدامة والتكنولوجيا في آن معاً لتمثيلهما في هذا الحدث. فقد مثّل مدينة مصدر، المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني المستدام محمد البريكي. والبريكي يمتلك خبرة طويلة في عالم المدن الذكية وكل ما يتعلق بالاستدامة وتحقيق الحياد الكربوني. أما "هواوي، فقد تمثّلت من خلال النائب الأول لرئيس القطاع العام في هواوي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى صفدر نذير. ونذير واحد من القلائل الذين يعلمون بعمق معاني المدن الذكية وأهميتها وأدق تفاصيلها وتأثيراتها الإيجابية على المجتمعات والدول في المنطقة والعالم، وقد تناوب الطرفان في الإجابة على أسئلة الصحافيين الذين مثّلوا الامارات والمنطقة والعالم في مؤتمر صحفي خُصّص للإعلان عن مذكرة التفاهم.
رابعاً، يدل هذا الحدث بشكل قاطع على أن الامارات تدرك بعمق أهمية الاتجاه نحو اقتصاد أقل اعتماداً على النفط، وذلك من خلال تنويع قدرات مدنها الذكية، ولهذا فنحن نشهد تسارعاً في تبنّي المدن الذكية في الامارات وهو الأمر الذي نشهده أيضاً في سائر بلدان الخليج العربي وبعض بلدان شمال أفريقيا، ولهذا يأتي توقيع مذكرة التفاهم بين "هواوي" و"مصدر" تحديداً في هذا السياق.
خامساً، تهدف مذكرة التفاهم بين "مصدر" و"هواوي" إلى تبادل المعارف وبناء القدرات لدعم مسارات التنمية صفرية الانبعاثات، والمساهمة في تقليل البصمة الكربونية للبنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات في مدينة مصدر، كما تهدف إلى تشجيع تبنّي أنظمة المعلومات والاتصالات منخفضة الانبعاثات من خلال "إطار عمل مقرات العمل صفرية الانبعاثات" الذي أصدرته "هواوي" في وقت سابق من هذا العام لمساعدة المؤسسات على ترشيد استهلاك الطاقة في أنظمة وعمليات تقنية المعلومات والاتصالات والتخطيط لتحوّلها نحو مصادر الطاقة النظيفة.
صفر انبعاثات
ثمة نقطة أخيرة تستحق التوقف عندها في هذا السياق، وهي ورقة "إطار عمل مقرات العمل صفرية الانبعاثات" التي أصدرتها "هواوي"، إذ شهدت مشاركة "هواوي" في جيتكس، نشر نتائج دراسة موسّعة قد تساهم في إعادة صياغة مستقبل مقرات العمل الرقمية الذكية صفرية الانبعاثات الكربونية في دول منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
ويسلط التقرير الخاص بالدراسة الضوء على المفاهيم والحلول المبتكرة والمسارات العملية في مقرات العمل الذكية، ويوفر دليلاً شاملاً يدعم جهود تخطيط وبناء وتشغيل مقرات العمل الذكية على مدار دورة حياتها. ويرسم التقرير مساراً لتطوير مقرات العمل الذكية، ويحدد مواصفات مقرات العمل الذكية المستقبلية، ويقدم نموذجاً ومخططاً أولياً لمقرات العمل الذكية صفرية الانبعاثات. ويستكشف التقرير أيضاً إمكانية مساهمة هذه المقرات في دعم تحقيق التنمية الاقتصادية بسرعة وجودة عاليين، وفي تحقيق استراتيجية "صفر كربون"، وإنشاء عالم ذكي ومتصل بالكامل.
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال