الرئيس التنفيذي لـ"بوينغ" يقر بأخطاء الشركة حول حادثة طائرة "ألاسكا إيرلاينز"

أقرّ الرئيس التنفيذي لشركة "بوينغ" الأميركية ديف كالهون بأخطاء الشركة، حيث بقيت أكثر من 170 طائرة متوقفة عن الطيران لليوم الرابع على التوالي في الولايات المتحدة، قاطعاً وعداً للموظفين بأن الشركة ستضمن في المستقبل أن وقوع حادث مثل الذي جرى على متن طائرة "ألاسكا إيرلاينز" في الجو لا يمكن أن يتكرر مرة أخرى.

وقال كبير مسؤولي صناعة الطائرات في الشركة ستان ديل خلال اجتماع مفتوح في مصنع "رينتون" في واشنطن إن "بوينغ" تعترف بالخطورة الحقيقية للحادث بينما ستبدأ عمليات فحص لضوابط الجودة والعمليات.

وشكلت تصريحات كالهون أول اعتراف علني لشركة "بوينغ" بالأخطاء منذ انفصال لوحة المقصورة من جسم الطائرة من طراز "737 ماكس 9" التابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" يوم الجمعة الماضي وترك فجوة كبيرة في جوار مقعد فارغ.

وعبّر كالهون عن صدمته بسبب الحادث الذي أعاد الضغط على شركة "بوينغ" في شأن أسطول طائراتها الصغيرة المضطربة بعد نحو 5 سنوات من أزمة سلامة "ماكس" الكاملة التي أثارتها حوادث مميتة في إندونيسيا وإثيوبيا، مؤكداً أن الشركة ستتعامل مع هذا الأمر أولاً بالاعتراف بخطئها، مشيراً إلى أنها ستتعامل مع الأمر بنسبة 100 في المئة وبشفافية كاملة في كل خطوة تقوم بها.

وكانت شركتا "ألاسكا إيرلاينز" و"يونايتد إيرلاينز" الأميركيتان اللتان تستخدمان الطائرات المتوقفة مؤقتاً، قد عثرتا على أجزاء مفككة في طائرة مماثلة، مما أثار مخاوف من احتمال وقوع مثل هذا الحادث مرة أخرى.

مراقبة الجودة

وفي اجتماع منفصل يوم أمس الثلاثاء، أبلغت "بوينغ" موظفيها أن النتائج يتم التعامل معها على أنها مسألة تتعلق بمراقبة الجودة وأن الفحوصات جارية في شركتي "بوينغ" و"سبيريت آيروسيستمز" الموردة لجسم الطائرة، بسب ما ذكرت مصادر مطلعة على الأمر.

وأفادت الشركة أنها أرسلت أوامر مكتوبة إلى مصانعها ومصانع مورديها لضمان معالجة مثل هذه المشكلات وإجراء فحوصات أوسع للأنظمة والعمليات.

كما أخطر كالهون موظفيه أن الشركة ستتأكد من أن كل طائرة تالية تتحرك في السماء ستكون آمنة في الواقع، مشيداً بطاقم "ألاسكا إيرلاينز" الذي هبط بالطائرة بسرعة، ولم يلحق سوى إصابات طفيفة بالركاب البالغ عددهم 171 راكباً وأفراد الطاقم الستة.

كما أشاد بشركة "ألاسكا إيرلاينز" لإيقاف طائراتها من طراز "737 ماكس 9" بسرعة، مضيفاً أنه يعرف مدى صعوبة هبوط الطائرات، ناهيك عن الأسطول.

وانتقد بعض قادة الصناعة شركة "بوينغ" بشكل خاص لعدم قيامها بتحليق طائراتها بشكل أسرع يوم السبت. ويقول أشخاص مطلعون على الأمر إنها كانت تضع خططاً لإصدار أوامر بإجراء عمليات تفتيش عندما تدخلت إدارة الطيران الفيدرالية بأمر طارئ بإيقاف 171 طائرة.

وأعربت "بوينغ" عن دعمها للإجراء الذي اتخذته إدارة الطيران الفيدرالية، وتناقضت لهجة الشركة يوم الثلاثاء مع التصريحات التي تم انتقادها باعتبارها قانونية بعد تحطم طائرة "ليون إير" 737 ماكس في إندونيسيا العام 2018.

وانخفضت أسهم "بوينغ" 1.4 في المئة يوم أمس الثلاثاء، حيث ألغت "يونايتد" 225 رحلة يومية، أو 8 في المئة من إجماليها، بينما ألغت "ألاسكا إيرلاينز" 109 رحلات، أو 18 في المئة، ومن المتوقع حدوث إلغاءات مماثلة اليوم الأربعاء.

من جهته، قال خبير اتصالات الأزمات المقيم في الولايات المتحدة بول أوستريشر، والذي انتقد شركة "بوينغ" في العام 2019 لأنها استغرقت أسابيع للاعتراف بأخطائها بعد تحطم طائرتي "ليون إير" و"الخطوط الجوية الإثيوبية"، إن كالهون كان يتصرف بسرعة أكبر بكثير، معترفاً بأهمية الشفافية، ويعرب عن بعض الشيء من التعاطف، والالتزام بالإصلاح.

"بوينغ" تقوم بمراجعة تعليمات "FAA" حول عمليات التفتيش والصيانة

من جانبها، قالت إدارة الطيران الفيدرالية يوم أمس الثلاثاء إن شركة "بوينغ" تقوم بمراجعة تعليماتها الخاصة بعمليات التفتيش والصيانة، والتي لا يزال يتعين على الهيئة التنظيمية الموافقة عليها قبل بدء عمليات الفحص، مشيرة ً إلى أنها ستجري مراجعة شاملة وستحدد السلامة العامة الجدول الزمني لإعادة "ماكس" إلى الخدمة.

المركز الثاني

كما أفادت مصادر مطلعة أن "بوينغ" أنهت العام 2023 في المركز الثاني خلف منافستها "إيرباص" في تسليمات الطائرات للعام الخامس على التوالي، بعد أن شهدت تآكل حصتها البالغة 50 في المئة تقريباً من السوق بسبب الأزمة السابقة.