صناعة الساعات السويسرية: أداء قوي في 2023

أنهت صادرات الساعات السويسرسة العام 2023 على نمو بنسبة 5.5 في المئة في كانون الأول/ ديسمبر. وكانت هذه أعلى زيادة للصادرات خلال النصف الثاني من العام الماضي، إذ نمت بنسبة 3.6 في المئة في المتوسط. وبالنسبة إلى العام ككل، سجل القطاع ارتفاعاً بنسبة 7.6 في المئة مقارنة بالمستوى المرتفع أصلاً المُسجّل في العام 2022، إذ بلغت قيمة صادرات الساعات السويسرية النهائية 26.7 مليار فرنك.

وكان كانون الأول/ ديسمبر شهراً قوياً بشكل خاص بالنسبة إلى الساعات الثنائية المعدن والتي شهدت ارتفاعاً في قيمتها بنسبة 21.8 في المئة وزيادة في الحجم بنسبة 28.5 في المئة، وجاء حجم الصادرات مدفوعاً أيضاً بالمنتجات المصنوعة من المعادن الثمينة (+8.9) في المئة، واستمرت فئة المواد الأخرى بدعم عدد الوحدات المصدرة بارتفاع شهري قدره 6.1 في المئة. كنتيجة لذلك، انتهى العام بزيادة في الأحجام بنسبة 7.2 في المئة (+1.1 مليون وحدة مقارنة بالعام 2022)، إلى 16.9 مليون وحدة.

نمو عالمي

على مستوى العام 2023، سجّلت معظم الأسواق زيادة في وارداتها من الساعات السويسرية خلال العام الماضي. ومن ضمن قائمة أول أكبر 30 سوقاً للساعات السويسرية، فقط كوريا الجنوبية، وقطر والبحرين سجلت تراجعاً في حجم وارداتها من هذه الساعات بنسبة 7.3 في المئة، و9.3 في المئة و0.2 في المئة على التوالي.

وتصدّرت الولايات المتحدة، أكبر مستورد للساعات السويسرية تقليدياً، قائمة الدول مع 4.1 مليارات فرنك، وبزيادة نسبتها 7.0 في المئة مقارنة بالعام 2022، وتلتها الصين مع زيادة بنسبة 7.6 في المئة إلى 2.7 مليار فرنك، وحلّت هونغ كونغ ثالثة مع 2.5 مليار فرنك وبزيادة 23.4 في المئة، وحلّت الإمارات في المركز التاسع عالمياً مع 1.2 مليار فرنك، وبزيادة نسبتها 12.2 في المئة مقارنة بالعام 2022.

واستأثرت آسيا بأربعة مراكز مع ما مجموعه نحو 8.6 مليارات فرنك، أي ما نسبته 44.1 في المئة من حصة أول 10 أسواق البالغة نحو 19.47 مليار فرنك، وأوروبا بأربعة مراكز مع 5.4 مليارات فرنك، أي ما نسبته 27.98 في المئة من مجموع أول 10 أسواق. أما الولايات المتحدة فاستأثرت منفردة بنحو 21.3 في المئة من إجمالي اول عشر أسواق وبلغت حصة الإمارات نحو 6.49 في المئة.

على مستوى القارات، تصدرت آسيا القائمة مع نحو 6.7 مليارات وحدة و12.6 مليار فرنك، أي ما نسبته 49.1 في المئة من إجمالي صادرات ساعات اليد البالغة قيمتها 25.5 مليارات فرنك، علماً أن حصة الشرق الأقصى منها بلغت 4.135 مليارات وحدة تقريباً مقابل 7.798 مليارات فرنك، وما نسبته 30.3 من حصة آسيا.

وبلغت حصة أوروبا 6.491 مليارات وحدة بقيمة 7.3 مليارات فرنك، أي ما نسبته 29.6 في المئة من إجمالي الصادرات، فيما سجلت أفريقيا 143.5 مليون وحدة بقيمة 162.6 مليون فرنك، وما نسبته 0.6 في المئة من الإجمالي، وبلغت حصة أميركا 3.318 مليارات وحدة بقيمة 4.9 مليارات فرنك، وما نسبته 19.0 في المئة من الإجمالي منها 16.7 في المئة حصة أميركا الشمالية منفردة.

وبلغت حصة اوقيانيا 233.3 مليون وحدة بقيمة 427.4 مليون فرنك، وما نسبته 1.6 في المئة من إجمالي الصادرات.

الشرق الأوسط

بلغت حصة الشرق الأوسط نحو 1.1 مليار وحدة بقيمة 2.4 مليار فرنك، أي ما نسبته 9.4 في المئة من حصة آسيا.

ومع احتلال الإمارات المركز التاسع عالمياً، تصدرت قائمة بلدان الخليج المستوردة للساعات السويسرية مع ما مجموعه 1.2 مليار فرنك، أي نحو 50 في المئة من صادرات الساعات السويسرية. وحلت السعودية في المركز الثالث عشر عالمياً والثاني في المنطقة مع 354.2 مليون فرنك، وبزيادة بنسبة 2.6 في المئة مقارنة بالعام 2022، وما نسبته نحو 14.7 في المئة من إجمالي واردات المنطقة من الساعات، وحلّت قطر في المركز الواحد والعشرين عالمياً والثالث على صعيد المنطقة مع 261.6 في المئة على الرغم من التراجع مقارنة مع العام 2022 وهو العام الذي استضافت خلاله قطر بطولة كأس العالم في كرة القدم.

وجاءت الكويت في المركز الخامس والعشرين عالمياً والرابع على مستوى المنطقة مع 179.6 مليون فرنك وبزيادة نسبتها 7.8 في المئة مقارنة بالعام 2022، وحلّت البحرين في المركز السابع والعشرين عالمياً والخامس على مستوى المنطقة مع 146.4 مليون فرنك.

وإذا ما شملت تركيا بمنطقة الشرق الأوسط، فقد حلت عالمياً في المركز العشرين مع 282.0 مليون فرنك، وبزيادة نسبتها 14.8 في المئة مقارنة بالعام 2022.

مليونا ساعة Moonswatch

سبق صدور نتائج صادرات الساعات السويسرية، إعلان كبرى المجموعات عن نتائجها المالية للعام 2023. فقد حققت مبيعات SWATCH Group زيادة بنسبة 12.6 في المئة مقارنة مع العام 2022، وذلك وفقاً لأسعار الصرف الثابتة.

وأثبتت ساعة Swatch مرة جديدة أنها الرقم الصعب ضمن العلامات المملوكة من المجموعة، فعلى الرغم من بيئة العملات الصعبة والاستثمارات المتزايدة في التسويق، حافظ قطاع الساعات والمجوهرات (بما في ذلك الإنتاج) على هامش التشغيل القوي نفسه كما في العام 2022، وذلك عند نسبة 17.2 في المئة. وكانت أرقام صادرات القطاع التي زادت بنسبة 11.9 في المئة نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أعلى بكثير من تلك التي نشرها اتحاد صناعة الساعات السويسرية، عند نسبة 7.9 في المئة، مما يرفع مكاسب الحصة السوقية للعلامات التجارية التابعة للمجموعة في جميع المناطق، وبخاصة في قطاع الأسعار المنخفضة بفضل علامة Swatch.

وفي آسيا، حقق القطاع نمواً مزدوجاً كما سجلت أوروبا نمواً في المبيعات بنسبة 10 في المئة. وفي أميركا الشمالية، استمر اتجاه النمو القوي، مع تحطيم العلامات التجارية Omega و Tissot و Swatch الأرقام القياسية. وظل الطلب على  MoonsWatch، المجموعة الأيقونية غير المحدودة من Omega و Swatch مرتفعاً جداً طوال العام، ووصلت أرقام المبيعات إلى آفاق جديدة في جميع أنحاء العالم، إذ سجلت مليوني قطعة وفق بعض المصادر.

وحقق التعاون الجديد بين Blancpain و Swatch الذي أطلق في أيلول/ سبتمبر مع مجموعة Scuba Fifty Fathoms، نجاحاً كبيراً على مستوى العالم ساهم في ارتفاع الطلب على ساعة Fifty Fathoms الأصلية من Blancpain.

خطوة طموحة

على الرغم من تسجيل أعمال الساعات والمجوهرات لدى مجموعة LVMH نمواً عضوياً في الإيرادات بنسبة 7 في المئة في العام 2023 إلى 10.9 مليارات يورو، إلا أن حصتها من مجمل إيرادات أعمال المجموعة لا تزال متدنية مع ما نسبته 12.6 في المئة من مجموع الإيرادات البالغة قيمتها 86.153 مليار يورو وفق النتائج المالية للمجموعة. وتأتي التغييرات الإدارية الأخيرة داخل LVMH مع تعيين فريدريك أرنو الابن الأكبر لمالك ورئيس المجموعة برنارد أرنو على رأس وحدة الساعات التي تضم كلاً من علامات Bvlgari، وHublot، وZenith وTAG Heuer إحدى الخطوات الطموحة لتطوير قطاع الساعات، وذلك بعدما نجح أرنو الابن في إعادة إطلاق TAG Heuer خلال توليه منصب الرئيس التنفيذي فيها إيرادات قياسية وفق بيان المجموعة بالتزامن مع احتفالها بالذكرى الستين لمجموعتها Carrera. وكانت LVMH، بعد ضمها شركة Tiffany & Co. أعادت افتتاح متجرها The Landmark في نيويورك لتبدأ بذلك فصلاً جديداً في تاريخها، لكن عملية التحول لم تؤت ثمارها بعد على الرغم من رفعها مستوى تجارة المجوهرات بالتجزئة في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، بحسب المجموعة.

لكن جوهرة تاج وحدة الساعات والمجوهرات لدى LVMH تبقى علامة Bvlgari التي سجلت نمواً قوياً، مدفوعاً، بشكل أساسي بالمجوهرات الراقية، ولاسيما مع نجاح مجموعة Mediterranea، كما حقق خط Serpenti الأيقوني الذي احتفل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإطلاقه أداءً مميزاً، سواء في المجوهرات أو في الساعات النسائية وحصد الجوائز ضمن الجائزة الكبرى لصناعة الساعات في جنيف. ولا تزال Hublot إحدى علامات الساعات الناجحة لدى المجموعة وقد عيّنت خلال العام الماضي كضابط الوقت الرسمي لكأس العالم للسيدات FIFA في أسترالياـ في حين لا تزال Zenith ترسم لنفسها خطاً كانت ملامح ناجحة بدأت ترتسم لدى تولي جوليان تورناري منصب الرئيس التنفيذي للعلامة قبل تعيينه أخيراً في المنصب نفسه لدى TAG Heuer.

تفوّق المجوهرات

ارتفعت مبيعات صانعي الساعات المتخصصين لدى Richemont بنسبة 3 في المئة، مما يعكس الأداء المتفوق في مجال البيع بالتجزئة، ولاسيما لدى A. Lange & Söhne وIWC وJaeger-LeCoultre وVacheron Constantin، وهو ما عوض الانخفاض المزدوج في مبيعات الجملة، كما ورد في النتائج المالية للمجموعة، وكما الحال بالنسبة إلى مجموعة LVMH، فالأداء الأقوى والأفضل كان لدى علامات المجوهرات التابعة لمجموعة Richemont، إذ استمرت دور المجوهرات الثلاث التابعة للمجموعة Buccellati، وCartier وVan Cleef & Arpels في تحقيق الأداء الأقوى، مسجّلة أعلى زيادة في المبيعات بلغت نسبتها 12 في المئة، مدعومة بمبيعات المجوهرات الخالصة والساعات، وتقدمت المبيعات في جميع القنوات والمناطق تقريباً.