إكسبو 2020: التأجيل عاماً والإبقاء على التسمية الرسمية
إكسبو 2020: التأجيل عاماً والإبقاء على التسمية الرسمية
الموعد الجديد المقترح بين مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2021 ونهاية آذار/مارس 2022
- دبي - سليمان عوده
يتحدد بعد 16 يوماً المصير النهائي لمعرض "إكسبو 2020" في دبي، في ظل اتجاه واضح إلى تأجيل هذه التظاهرة العالمية عاماً كاملاً بسبب جائحة كورونا، وعجز بعض الدول، لوجيستياً وتنظيمياً عن التحضر لموعد الافتتاح المنتظر.
وأعلن المكتب الدولي للمعارض، وهو منظمة حكومية دولية تشرف على المعارض عالمياً، أنَّ الإمارات تقدمت رسمياً بطلب تأجيل "إكسبو 2020" الذي كان مقرراً أن ينطلق في تشرين الأول/أكتوبر بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا عبر العالم، واقترحت الإمارات في خطاب إلى المكتب الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً ، موعداً جديداً للمؤتمر بين الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2021 و31 آذار/مارس 2022.
وفي رسالة تلقاها الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديميتري كريكنتزس، خاطب وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد المكتب كاشفاً عن رغبة دولة الإمارات في الإبقاء على تسمية المعرض رسمياً باسم "إكسبو 2020" في حال موافقة الدول الأعضاء على قرار التأجيل.
ويستلزم اتخاذ القرار النهائي بتأجيل المعرض موافقة غالبية ثلثي الدول الأعضاء في المكتب، بحسب ما تنص المادة ٢٨ من النظام الداخلي للمكتب الذي يضم 170 دولة، وذلك بناءً على توصية في هذا الشأن من اللجنة التنفيذية للمكتب، وتعقد اللجنة المؤلفة من 12 بلداً اجتماعاً افتراضياً عن بعد يوم الحادي والعشرين من نيسان/أبريل الحالي للبت بالطلب، وتضم اللجنة حالياً فرنسا (الرئاسة) وفنلندا وهنغاريا وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وموناكو ونيوزيلندا وروسيا والسنغال وإسبانيا وسويسرا.
السلامة أولاً
وكشف نائب رئيس إدارة الاتصال في "إكسبو 2020" محمد الأنصاري لموقع "أولّاً-الاقتصاد والأعمال" أن الإمارات "ملتزمة بالعمل يداً بيد مع الشركاء والمشاركين الدوليين، من أجل تنظيم إكسبو دولي يحقق نتائج إيجابية تصبّ في مصلحة الجميع وتحقيق استضافة مميزة"، وقال: "هذه الأوقات التي تمرّ بها دول العالم غير مسبوقة، وإذا تمّ تصويت الدول الأعضاء بالتأجيل، وموافقة المكتب الدولي للمعارض على التأجيل لمدة عام، فإن ذلك سيمكّن جميع الدول من تعزيز مشاركتها".
وأضاف الأنصاري أن كورونا أصاب كل أشكال الحياة اليومية في مختلف بلدان العالم بالضرر، الأمر الذي فرض تأجيل العديد من الأحداث العالمية والاقتصادية والرياضية والإبداعية والاجتماعية، لافتاً إلى أن "إكسبو 2020" يدرس التأجيل، آخذاً في الاعتبار الأمور الإنسانية، انطلاقاً من رسالته المتمثلة في تعزيز التواصل الإنساني وإعلاء القيم البشرية. وتابع: "ما زال إكسبو 2020 والمشاركون ملتزمون التزاماً قوياً بتنظيم معرض دولي يحقق أولوياتنا المشتركة والملحة، وتحتاج الإنسانية الآن إلى الاتحاد أكثر من أي وقت مضى لكي نتذكر ما يجمعنا، ويظل هذا هو الطموح المشترك لجميع المشاركين في هذه النسخة من إكسبو الدولي".
الرئاسة موافقة
ورحبت دول عدة، ولا سيما منها تلك الممثلة في اللجنة التنفيذية للمكتب الدولي للمعارض مثل فرنسا والسنغال وإندونيسيا بطلب التأجيل. وقال المفوض العام لفرنسا إريك لانكيه إن بلاده "تتفق مع القرار الداعي إلى وجوب النظر في أفضل الخيارات لنا كأسرة إكسبو"، وقال مفوض السنغال مالك ديوب: "نتطلع إلى الالتقاء في دبي عندما تصبح الظروف مناسبة للاحتفال بما أثق أنه سيكون حدثاً دولياً لا مثيل له"، وعلق دودي إدوارد، المفوض العام لإندونيسيا، قائلاً: "تأمل إندونيسيا أن توافق الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض على التأجيل، ويمكننا جميعاً أن نتطلع إلى غد أفضل وأكثر إشراقاً في 2021".
وقوبل طلب التأجيل بارتياح أيضاً في أوساط العديد من الدول الأعضاء المشاركة التي أعربت عن دعمها دولة الإمارات في طلبها تأجيل افتتاح المعرض عاماً كاملاً ريثما ينتهي العالم من التصدي لجائحة كورونا. وخلال اجتماع لجنة تسيير المعرض قبل أيام، عبّر بعض الدول الأعضاء عن حاجته إلى هذا التأجيل، بغية التغلب على تحدي كورونا. وقال جاستين مكغوان، المفوض العام لأستراليا في "إكسبو 2020" إن قرار التأجيل "سيمنحنا عاماً إضافياً لنجعل هذه النسخة من إكسبو الدولي أكثر إلهاماً. وقال المفوض العام للبرازيل سيرجيو سيغوفيا إن المسار لم يتغير، لكنه أصبح أطول قليلاً فحسب، حيث سيظل إكسبو حدثاً رائعاً يبرز أفضل ما تقدمه الإنسانية، والبرازيل تدعم من كل قلبها قرار السعي للتأجيل حتى العام 2021"، وأعلنت كولومبيا بلسان خوان بابلو كافلييه إن "التأجيل" سيعكس بشكل أفضل أهداف كل الدول المشاركة في هذا الحدث العالمي.
البطاقات صالحة
أي تغييرات قد تحملها النسخة المؤجلة من "إكسبو 2020" في حال الموافقة على طلب الإمارات والدول المشاركة بترحيل الموعد إلى العام المقبل؟ تقول سوماتي راماناثان، مديرة تسويق الوجهات في "إكسبو 2020"، إن المعرض "سيكون عند انعقاده احتفالاً بمرونة وتفاؤل العالم بشأن المستقبل، حيث ستجتمع جميع الدول معاً في أول الاحتفالات العالمية بعد فترة عصيبة"، وقالت إن إكسبو وأكثر من 200 دولة مشاركة سيظلون على التزامهم الجماعي بتقديم معرض يليق بعصره وأوانه، فالآن، وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج البشرية إلى الاجتماع لتذكر ما يوحدها، ويبقى ذلك الطموح الجماعي لجميع المشاركين في المعرض".
وأعلن مكتب "إكسبو 2020" أن التذاكر التي تمّ شراؤها قبل 30 آذار/مارس ستحتفظ بقيمتها الكاملة، ولكن ستتم إعادة إصدارها مرة ثانية للحفاظ على صلاحية تواريخ إكسبو الجديدة في حال تأجيله، إذ سيتم الاتصال بأصحاب التذاكر مباشرة فور تلقي القرار النهائي من المكتب الدولي للمعارض بشأن التأجيل، وإخطارهم بالتحديثات الخاصة بالتذاكر التي يجب إعادة إصدارها، بالإضافة إلى معلومات حول كيفية طلب استرداد الأموال إذا لم يتمكنوا من حضور المعرض خلال المواعيد الجديدة.
الجدير ذكره، أن تأجيل هذا الحدث سنة كاملة قد يتيح الفرصة لدول لم تتح لها ظروفها الخاصة استكمال الاستعدادات للمشاركة في الخريف المقبل، ومنها لبنان مثلاً.
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال