"كيبكو": 1.7 مليار دولار سيولة نقدية ولا التزامات حتى 2023

  • 2020-04-26
  • 17:47

"كيبكو": 1.7 مليار دولار سيولة نقدية ولا التزامات حتى 2023

خفض التصنيف جزء من موجة تقييمات سلبية في الخليج وحول العالم

  • الكويت – "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"
على اثر قرار وكالة "ستاندرد آند بورز" بخفض تصنيفها الائتماني، أعادت شركة مشاريع الكويت القابضة "كيبكو" التأكيد على المتانة المالية التي تحظى بها وسيولتها القوية المرتفعة، وأوضحت الشركة أنها ستتولى سداد سندات بقيمة 500 مليون دولار تستحق خلال العام الحالي من خلال مواردها الذاتية وأنه لن يكون هناك أي دين مترتب عليها خلال السنوات الثلاث المقبلة. 

 

خفض التصنيف مردّه إلى تراجع أسعار الأسهم

نتيجة عمليات البيع الواسعة بسبب كورونا

مبررات خفض التصنيف 

ولفتت "كيبكو" النظر إلى أن "ستاندرد آند بورز" كانت قد أكدت تصنيفات سابقة للشركة في 31 آذار/مارس الماضي، أي قبل أقل من أربعة أسابيع من قرارها الأخير بخفض تصنيف الشركة، إلا أنه ونتيجة لسقوط أسعار الأسهم نتيجة لعمليات البيع الواسعة بسبب المخاوف من آثار وباء كورونا فإنها شهدت تراجعاً في سهم بنك برقان بنحو 29 في المئة وهو مواز لمعدل انخفاض أسعار الأسهم في المصارف الكويتية، إلا أن "ستاندرد آند بورز" استندت في رأيها الى وضع شركة OSN للترفيه المنزلي عبر الإنترنت وكذلك وضع شركة الخدمات الاستثمارية في البحرين وشركة الخليج المتحدة القابضة. 

صعوبات قصيرة الأمد 

وقالت "كيبكو" إن موجة الخروج من الأسهم التي هبطت بأسهم شركاتها واعتبرتها "ستاندرد آند بورز" مبرراً لخفض تصنيف الشركة مع نظرة مستقبلية سلبية هو حدث غير مسبوق منذ مدة طويلة، كما إن هناك اتفاقاً على أن سببه مؤقت وناتج عن فيروس كورونا، وبالتالي فإن أثره لن يكون طويل الأجل بل قصيراً إلى متوسط الأجل ولا يمثل بالتالي تراجعاً طويل الأمد في قيمة أسهم شركات المجموعة على اعتبار أن كلاً من بنك برقان ومجموعة التأمين الخليجية و"كامكو إنفست" أعلنت كلها عن نتائج إيجابية عن العام الماضي. 

أخيراً أكد بيان "كيبكو" أن الأداء المالي لشركات المجموعة والإدارة الفاعلة والدعم القوي من الشركاء كانت كفيلة بمساعدة الشركة على تجاوز الصعوبات القصيرة الأمد الحالية ومتابعة مسيرة النمو والأداء المالي الجيد. 

وكانت وكالة "ستاندرد آند بورز" خفضت في 21 نيسان/أبريل الحالي التصنيف الائتماني لشركة مشاريع الكويت القابضة "كيبكو" إلى 'BB+/B' كما قامت بخفض الأفق المستقبلي للشركة من مستقر إلى "سلبي"، وتعدّ "كيبكو" من أكبر الشركات القابضة الخليجية المدرجة في البورصة مع استثمارات واسعة في الخدمات المالية والاستثمارات والعقار والترفيه وتتوزع استثماراتها بشكل رئيسي بين الاسواق العربية وتركيا.

 

1.17 مليار دولار سيولة نقدية 

وقيمة محظفة الشركة 3.8 مليارات دولار

 

ستاندرد آند بورز تقرّ بقوة كيبكو

إستندت "ستاندرد آند بورز" في قرارها الى ما اعتبرته تراجع معدل الدين إلى القيمة السوقية للشركة (LTV Ratio) من 32 في المئة في نهاية العام الماضي إلى 45 في المئة خلال الفترة الأخيرة، كما أخذت الوكالة في الاعتبار التأثير المباشر لسقوط أسعار الأسهم في الأسواق العالمية والخليجية نتيجة للتأثير السلبي لإجراءات احتواء وباء كورونا على الاقتصاد العالمي وحركة التجارة والاستثمار وأسعار أسهم الشركة.
إضافة إلى ما سبق، أخذت "ستاندرد آند بورز" الوضع المالي لشركة OSN للعروض التلفزيونية المنزلية وشركة الخليج المتحدة القابضة واللتان سيزيدان في نظرها الضغط على مالية "كيبكو" ومعدل المديونية إلى القيمة السوقية.

واعتبرت "ستاندرد آند بورز" أن شركة "كيبكو" تتمتع بسيولة مرتفعة، وهو ما يعكسه امتلاكها لأرصدة نقدية بقيمة 1.17 مليار دولار، وبالإضافة إلى كونها ملتزمة بسداد سندات بقيمة 500 مليون دولار من مواردها الذاتية، فإنه لا يوجد على الشركة أي التزامات مالية تستحق قبل العام 2023، وقدرت الوكالة القيمة الإجمالية لمحفظة كيبكو بنحو 3.83 مليارات دولار كما في 31 آذار/مارس الماضي. 

 

"الفتوح للاستثمار" كمساهم رئيسي

مستعدة للدعم متى ما اقتضت الحاجة

 

ونوّه تقرير "ستاندرد آند بورز" بالتزام "كيبكو" بتعزيز سيولة الشركة وخفض معدل الدين إلى القيمة السوقية إلى ما دون 45 في المدى القصير، كما سجّل أيضاً أن كيبكو تحظى بدعم كامل من المساهم الرئيسي، شركة الفتوح للاستثمار، التي يمكنها عند الحاجة توفير تمويلات نقدية سواء على شكل قروض من الشركاء أو أي شكل من أشكال المساهمة المالية التي تكتسب صفة رأس المال الإضافي، كما إن إدارة "كيبكو" تسعى الى بيع جزء من شركة OSN إلى شريك استراتيجي وبالتالي تحقيق سيولة تعزز وضعها النقدي.  
وأشارت "ستاندرد آند بورز" إلى أنها قد تعيد التأكيد تصنيفها الأخير للشركة، وتمتنع عن أي خفض إضافي في حال تمكنت "كيبكو" من خفض معدل الدين إلى القيمة السوقية إلى ما دون 30 في المئة خلال الأشهر 12 المقبلة.

 

من غير الطبيعي إصدار التصنيفات السلبية

مع تجاهل معطياتها الجوهرية والطويلة الأمد

 

الحاجة لمنهج تصنيفات متوازن

يذكر أن وكالات التصنيف الائتماني أصدرت منذ انفجار أزمة الكورونا ثم تراجع أسعار النفط سلسلة من قرارات خفض التصنيف الائتماني طالت كافة دول الخليج ودول اخرى في العالم ومصارفها، كما إنها انتقلت الى تصنيف الشركات المساهمة بدءاً بشركة "كيبكو"، مما يعني أنها قد تشمل في موجة قرارات خفض التصنيف عدداً متزايداً من الشركات الخليجية. 
وغني عن القول، إن هذه القرارات ووجهت بنقد متزايد من عدد من المحليين ومن الشركات الذين يعتبرون أن الأزمة العالمية الناجمة عن وباء الكورونا تعتبر حدثاً غير مسبوق وأقرب إلى ظروف الحرب أو القوة القاهرة وأن من غير الطبيعي بالتالي إصدار التصنيفات السلبية للشركات مع تجاهل معطياتها الجوهرية والطويلة الأمد والتركيز فقط على صعوبات قصيرة الأمد لإصدار أحكام قد تؤذي الشركات والسوق على المدى الطويل لأنها تخلق مناخاً سلبياً وتحرم الشركات من الموارد المالية التي تحتاجها لتجاوز الوضع الاستثنائي، ولو اعتبرت وكالات التصنيف أنها تتعامل مع ظروف قاهرة لن تستمر، فإن منهج تقييم الشركات والدول يمكن أن يصبح أكثر اعتدالاً وتوازناً خصوصاً ان معظم بلدان العالم هبت لنجدة اقتصاداتها عبر تنفيذ برامج تحفيز وضخ سيولة نقدية في الاسواق بأكثر من 8 تريليونات دولار حتى الآن ادراكاً منها لإستثنائية المرحلة ولتفادي انهيار اقتصادي عالمي غير مسبوق.