رئيس العمليات في كارفور – مصر: كورونا يغير معادلة التسوق

في ظل جائحة كورونا كثير من أوجه الحياة تتغير ويتخلى معها البشر عن الكثير من العادات والتقاليد، وبدا ذلك جلياً في توجه المستهلكين نحو المنصات الالكترونية للحصول على البضائع الأساسية عوضاً عن الذهاب إلى مراكز التسوق ومنافذ البيع بالتجزئة، ومع تنامي الطلب أعادت الشركات ترتيب أولوياتها بحيث بات توفير الأغذية والمنتجات في صدارة أولوياتها.

الرئيس التنفيذى للعمليات في مجموعة ماجد الفطيم للتجزئة – كارفور مصر، قطاع الشرق وشرق أفريقيا هيرفيه ماجيديه يشرح في حديث إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" تأثيرات جائحة كورونا على قطاع التسوق وتجارة التجزئة، والسيناريوهات المستقبلية المحتملة موضع تركيز الشركة داخل مصر من أجل اتخاذ القرارات المناسبة وتحويل هذه الأزمات إلى فرص.

التسوق الالكتروني ينتصر

مما لا شك فيه أن جائحة كورونا أدت إلى تغيير أساليب التسوق  يلخصها ماجيديه بقوله: "شهدنا انخفاضاً في عدد العملاء في مختلف فروع كارفور في مصر بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 50 في المئة مقارنة بالفترة السابقة، في مقابل ازدياد الطلب عبر الإنترنت في متاجر كارفور الإلكترونية بنسبة تفوق ستة أضعاف مستوى الطلب المعتاد، كذلك شهدنا تغيرات في السلوكيات الشرائية للعملاء حيث اتجه البعض إلى تخزين المواد الغذائية بشكل أكثر من المعتاد".

ويتابع: "بالإضافة إلى ذلك، تشير مبيعاتنا إلى ارتفاع الطلب بشكلٍ ملحوظ على أصناف معيّنة مثل منتجات الصحة والنظافة، والمأكولات الصحية والأجهزة الإلكترونية، ما دفعنا إلى تعزيز جهودنا في العمل والتنسيق مع شبكة موردينا لضمان توفير هذه المنتجات بأسعار مدروسة قدر الإمكان. ومن التأثيرات البارزة على قطاع التسوق خلال هذه الجائحة تتعلق بتعزيز معايير التنظيف العميق والتعقيم الصارمة والتي يتم اعتمادها في متاجر كارفور كافة لضمان توفير بيئة آمنة لزملائنا وعملائنا، بالإضافة إلى الحرص على اتخاذ الإجراءات الوقائية كافة المتوافقة مع أعلى المعايير العالمية وإرشادات وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية".

دراسة عن كثب

عن السيناريوهات المستقبلية المحتملة التي تدرسها كارفور – مصر بالنسبة الى القطاع لاتخاذ القرارات في ضوئها، يقول ماجيديه: "نقوم بمراقبة الوضع الراهن ودراسته عن كثب وباستمرار من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل سريع لضمان صحة وسلامة زملائنا وعملائنا. وفي ظل جائحة كورونا، تقوم مجموعة كبيرة من فريق عمل كارفور- مصر حالياً بالعمل عن بُعد، في حين نواصل عملنا على تطوير مراكزنا المتعددة التي تتولى استقبال وتنفيذ الطلبات عبر الإنترنت من أجل تحقيق كفاية عالية من حيث عدد الطلبات وإجراءات التوصيل، كما نحرص دائماً على توريد جزء كبير من الأغذية والمنتجات عبر موردين محليين وإقليميين، لذلك لم نواجه أي مشكلات في سلسلة التوريد، رغم الطلب المرتفع، كما إننا مازلنا ملتزمين بدعم موردينا وتزويد عملائنا بأفضل الخيارات الغذائية الطازجة الممكنة وبأفضل الأسعار رغم التحديات الحالية".

ويضيف:"افتتحنا مراكز توزيع جديدة لتخفيف الضغط على متاجرنا واستقبال عدد أكبر من الطلبات عبر متاجرنا الإلكترونية"، كاشفاً عن إطلاق مراكز أخرى عدة قبل نهاية الشهر الحالي، بما في ذلك مركز دارك ستور"، وهذا يجعل من كارفور الأكثر انتشاراً والأقرب إلى المستهلكين من ناحية مراكز التوزيع، وسنطلق قريباً خدمة "استلمها بنفسك" في مصر، والتي توفر للعملاء المزيد من المرونة والراحة عند طلب البقالة عبر الإنترنت، من خلال توفير فرصة استلامها بأنفسهم من متاجر مختارة لدى كارفور في مصر، وبحسب المواعيد التي تناسبهم.

رفع المخزون

في ظل الاحتياطات الإضافية التي اتخذها العملاء في حياتهم اليومية للحدّ من انتشار الفيروس والسلوكيات الأكثر حذراً من قبلهم في موازاة زيادة التسوق عبر الانترنت في الأسابيع الماضية مقارنةً بالفترة السابقة لها ثمة خطوات مهمة وضرورية لإيجاد الحلول المناسبة من أجل الاستجابة لهذا الطلب المرتفع، وعن هذا الجانب، يقول ماجيديه: "نقوم بتجديد مخزوننا ونضيف موارد جديدة إلى مراكز التوزيع الخاصة بنا لضمان التوصيل إلى عملائنا، وتواصل متاجرنا التقليدية والإلكترونية العمل بشكل طبيعي، حيث نؤكد تواجد مخزون كامل لضمان حصول العملاء على ما يحتاجونه من السلع الأساسية وبأسعار مقبولة، كما إن سلسلة التوريد الخاصة بنا مجهّزة بشكل جيد لضمان توفر المنتجات الأساسية بشكل دائم، وإننا ملتزمون بالحفاظ على أسعارنا عند مستوياتها خلال هذه الفترة في المتاجر كافة، وإذ يميل الناس حالياً لشراء سلع إضافية، فإننا نشجع عملاءنا على التسوق بمسؤولية بناءً على احتياجاتهم، إذ إن المخزون يكفي للجميع".

إعادة ترتيب أولوياتنا

ومع الوضع الراهن غيّرت أزمة كورونا ترتيب أولوياتنا بحيث تحتل صحة وسلامة زملائنا وعملائنا الصدارة، ونجري دورات تدريبية لتوعية الزملاء وتوفير الإرشادات اللازمة لفريق العمل كافة، ليتمكنوا من تحديد أي أعراض تتطلب رعاية طبية والإبلاغ عنها، وكإجراء وقائي إضافي، نتحقق من درجة حرارة جميع زملائنا يومياً عند وصولهم إلى العمل، كما اتخذت كارفور، إلى جانب معايير التعقيم الصارمة التي تعتمدها، مجموعة من الإجراءات الوقائية في متاجرها لضمان سلامة عملائنا وزملائنا، بحسب ماجيديه.

إضافة إلى ذلك،"من أهم أولويتنا في الوقت الحالي تأمين المواد الغذائية ومختلف السلع الضرورية في ظل الطلب المرتفع، لذلك نعمل على تجديد مخزوننا بشكل أكثر تكراراً مع إضافة موارد جديدة إلى مراكز التوزيع الخاصة بنا، كما يعمل زملاؤنا، سواء في المتاجر أو مراكز التوزيع التابعة لنا، بأقصى طاقتهم على مدار الساعة لتلبية مستوى الطلب غير المسبوق، ملتزمين بأداء مهامهم بكل عزيمة وإصرار".

الحفاظ على الموظفين

وبعد تأمين سلامة العملاء ومستلزماتهم الغذائية، ثمة خطوة لا تقل أهمية وهي تحدي الحفاظ على العمالة وسلامة الموظفين، وفي هذا الإطار يشير د. ماجيديه إلى أن "عدداً كبيراً من موظفينا خلال هذه الفترة يعملون عن بُعد، بإستثناء الذين لديهم مهمات أساسية تتطلب تواجدهم داخل المتاجر ومراكز التسويق لدى كارفور، ويواصلون اعتماد إجراءات السلامة المعمول بها، ويلتزمون بلوائح منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض لحماية أنفسهم وحماية عملائنا، كذلك اعتمدنا برنامجاً لإعادة التوزيع، ويشمل إعادة تأهيل أكثر من ألف موظف يعملون في المنشآت الترفيهية ودور السينما التابعة لشركة "ماجد الفطيم" في أنحاء المنطقة كافة بهدف ضمهم إلى كارفور على أساس مؤقت للمساعدة على تلبية الطلبات عبر الإنترنت وتعبئة المواد الغذائية وتجديد المخزون".

في الأزمات فرص

وعلى الرغم من التأثيرات الكبيرة التي طرأت على القطاعات كافة بسبب جائحة كورونا، يرى ماجيديه أن المرحلة الحالية خلقت فرصاً استثمارية جديدة مُجدية للقطاع بشكل عام حيث شهد قطاع البيع بالتجزئة تطوراً ملحوظاً من حيث ارتفاع الطلب على المواد والسلع الأساسية، وخصوصاً الغذائية منها. ونتيجة لذلك، قمنا بتحويل جهودنا للاستثمار في ابتكار وتوفير حلول جدية لمواكبة الطلب المتزايد، من خلال افتتاح مراكز توزيع جديدة لإتمام الطلبات عبر الإنترنت وتوصيلها إلى العملاء. ويضيف: "نتابع عن كثب الوضع في مصر، وفي الوقت الحالي خططنا مستمرة على ما هي عليه وسنواصل التحرك قدماً بما يحقق مصالح زملائنا وعملائنا وشركتنا بأفضل شكل ممكن".

حلول "ذكية"

وعن رؤيته لجهة ابتكار آليات حديثة لاستقطاب العملاء وتسويق المنتجات لمرحلة ما بعد كورونا، يقول ماجيديه: "مع تعزيز خدماتنا الرقمية وتطوير عملية تسوق العملاء عبر متاجرنا الإلكترونية، سنواصل تركيز جهودنا لتقديم حلول مميزة وذكية، وتحسين تجربة العملاء، وضمان توفير مختلف السلع والمنتجات بأعلى جودة وأفضل الأسعار، كذلك نؤكد التزام فريق العمل لدى كارفور في خدمة عملائنا والمجتمعات المحيطة خصوصاً خلال هذه الأوقات الاستثنائية، ونشكر ونقدر تفهّم العملاء لكافة الجهود التي نقوم بها من أجل تعزيز خدمة التوصيل لدينا لتحقيق أعلى درجات الكفاية من حيث الجودة والوقت".

ويضيف: "نلتزم بتقديم الدعم الكامل والمتواصل لزملائنا وعملائنا وشركائنا، ولاسيما خلال هذه الظروف الاستثنائية، وهذا الأمر أولوية قصوى ومسؤولية تأخذها الشركة على عاتقها".

دعم الحكومة

ويختم ماجيديه متحدثاً عن دعم الحكومة للقطاع حتى الآن قائلاً: "نثني في كارفور على دعم الحكومة لقطاع التجزئة في هذه المرحلة الحرجة، فكانت الحكومة داعمة للغاية لقطاع التجزئة من خلال مختلف إجراءاتها، بما فيها تحديد ساعات العمل ووضع قواعد النظافة والتعقيم الصارمة".