المؤسسات السياحية في لبنان تتجه إلى الإقفال الكامل..هل من مغيث؟
المؤسسات السياحية في لبنان تتجه إلى الإقفال الكامل..هل من مغيث؟
- بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"
أطلقت النقابات السياحية في لبنان نداء الاستغاثة الأخير في محاولة منها لإنقاذ القطاع السياحي الذي هو في مرحلة الموت السريري وبانتظار رحمة المعنيين في الدولة لاتخاذ الخيار إما بإطلاق رصاصة الرحمة أو إعادة انعاش هذا القطاع، الذي وصلت مساهمته في العام 2011 إلى نحو 25 في المئة من الناتج الوطني.
وأمهل اتحاد النقابات السياحية الحكومة والسلطات المعنية شهراً للإعلان عن "اليوم الأسود للسياحة في لبنان"، ربماً إيماناً منه بالمغتربين الذين من الممكن أن ينقذوا، ولو جزئياً، الموسم السياحي مع فتح مطار بيروت الدولي.
نحو 310 آلاف عامل مهددين بخسارة وظائفهم
فالقطاع السياحي الذي يعمل فيه أكثر من 160 ألف موظف مسجلين في صندوق الضمان الاجتماعي مهددين بخسارة وظائفهم، بالإضافة إلى أكثر من 150 ألف موظف موسمي من طلاب الجامعات مهددين بتحصيلهم العلمي.
إقرأ أيضاً: كم بلغ إيراد الغرفة الفندقية في لبنان؟ وتعرّف على الأرقام الصادمة للقطاع السياحي
القطاع الذي واجه الأزمات منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 بقي صامداً حتى اليوم بعد أن تخلت الدولة عنه. سنة 2008 أدخل القطاع السياحي 5 مليارات دولار و7.2 مليارات دولار سنة 2009 ما جعله يشكل 25 في المئة من الدخل الوطني ليصل إلى رقم قياسي سنة 2010 بعدد السياح ومساهمة بـ 30 في المئة، ومن بعدها توالت الازمات وبدأ المنحى التراجعي سنة 2011 مع اقفال الحدود. سنة 2012 تراجع القطاع السياحي بأكثر من 50 في المئة. سنة 2013 سجل القطاع التراجع الأكبر في عدد السياح الذي سجل 40 في المئة والخسائر التي قدرت بـ 4 مليارات دولار. العام 2015 تراجع عدد السياح والانفاق السياحي لتبلغ خسائر القطاع أكثر من ملياري دولار ولينخفض الإشغال الفندقي إلى ما دون 50 في المئة، وتسجل بيروت نسبة الإشغال الأدنى على مستوى المنطقة. في العام 2017 ومع الجهود التي قامت بها الوزارة والنقابات السياحية والاستقرار الأمني والسياسي عاد الأمل مع تسجيل أعلى نسبة سياح منذ سبع سنوات تخطى عددهم المليوني سائح بزيادة 13 في المئة عن 2016 وزيادة 6 في المئة في الإنفاق. وفي سنة 2018 عاد الوضع للتدهور من جديد واستمر العام 2019 مع الاحتجاجات الشعبية وعدم الاستقرار المالي لتأتي العام 2020 رصاصة الرحمة بعنوان كورونا الضربة كانت قاضية والتعويل كان على خطة هزيلة تضم اقتراحات واعفاءات ضريبية، اجتماعات ووعود اختفت ووضعت الخطة في الدرج.
لم يكن السبب أبداً الشارع الذي طالب بحقوقه بل الدولة في إهمالها القطاع على مدى السنين هو من أوصل القطاع إلى مرحلة الموت السريري، تطلق صرخة رحمة واتخاذ الخطوات والاجراءات لمرة واحدة في قصة حياة أو موت.
الأشقر
بيروتي
الرامي
عبود
من جهته، قال رئيس نقابة شركات السفر والسياحة في لبنان جان عبود كنت اتمنى أن أكون اليوم أمامكم أطلق مع زملائي برامج موسم صيف 2020 وعروضات شركات الطيران ومكاتب السفر والسياحة، إلاّ أنني وللأسف أجد نفسي أمام قطاع يحتضر، أمعن المعنيون بنحره، وها هم يجهزون عليه بقراراتهم العشوائية غير المدروسة ومن دون التنسيق مع أهل القطاع غير آبهين بصرخاتنا التي أطلقناها أمامهم في أكثر من مناسبة غاسلين أيديهم من جريمة تشريد أكثر من 500 الف عائلة وإقفال أكثر من 600 شركة ومؤسسة تتعاطى أعمال السفر. وطالب عبود بتحرير أموال شركات الطيران والسماح بتحويلها إلى الخارج، وتخصيص قطاع السياحة والسفر بسعر موحد ومدعوم للدولار الأميركي أسوة بالقطاعات الحيوية الأخرى، تخصيص مكاتب السفر والسياحة ببطاقة إئتمان دولية تجيز الدفع خارج لبنان محصورة بنشاط القطاع وذلك للمحافظة على عمل المكاتب وإلتزاماتها الدولية، تكليف لجنة تضم وزراء الخارجية والسياحة والإقتصاد والمال والنقل بالإشتراك مع نقابة اصحاب مكاتب السفر والسياحة وسائر النقابات المعنية بالشأن السياحي، هدفها وضع خطة سريعة تهدف إلى تحفيز مكاتب السفر العالمية والسياح على حد سواء واستقطابهم إلى لبنان.
اللبان
أما رئيس نقابة الشقق المفروشة في لبنان زياد اللبان، فأشار إلى "الواقع المرير الذي يمرّ به قطاع الشقق المفروشة والضرائب التي يتحملها اصحاب هذه المؤسسات ولاسيما أن هذا القطاع معروف منذ زمن في لبنان وهو اليوم يعاني من الكثير من الصعاب والمشاكل"، وأيّد الخطوات التي سيتخذها الاتحاد لما فيه مصلحة العاملين فيه من اصحاب مؤسسات الى المستخدمين والعمال.
دقدوق
بدوره، رأى رئيس نقابة اصحاب شركات تأجير السيارات محمد دقدوق، أن "السياسة المالية المعتمدة اوصلت البلاد الى ما هي عليه وقطاع تأجير السيارات تأثر مثل غيره من القطاعات السياحية ولاسيما في ما يتعلق في الالتزامات المصرفية والمالية وانعكاساتها السلبية على استمرار هذه المؤسسات في ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد"، وطالب الدولة بإلغاء رسم تسجيل السيارة وروسوم الميكانيك ورسم المئة الف رسم ترخيص تأجير السيارة وبدعم القطاع السياحي.
بعلبكي
وأعلنت رئيسة نقابة الأدلاء السياحيين اليسار بعلبكي، باسم الأدلاء السياحيين وقفة تضامن ودعم مع المؤسسات السياحية مشيرة الى أن هناك 150 مرشداً سياحياً يعتاشون من هذه المهنة أي 150 عائلة ستبقى عاطلة عن العمل بلا مدخول والمهنة مهددة بالزوال وايدت التحرك الذي سيقوم به اتحاد النقابات السياحية.
البيان الختامي
وطالب المجتمعون بإقرار الخطة المحالة من قبل وزير السياحة على طاولة مجلس الوزراء فوراً، وإقرار المراسيم التطبيقية لهذه الخطة وإحالة مشاريع القوانين المطلوبة لتطبيق مضمون الخطة على مجلس النواب، وإقرار "الدولار السياحي" أسوةً ببقية القطاعات وإيجاد سياسة داعمة لتذاكر السفر لتنشيط السياحة الوافدة الى لبنان.
وأمهل القطاع السياحي الحكومة والسلطات المعنية مدة شهر بالتمام والكمال لتنفيذه هذه المطالب، مع إعلان رؤساء النقابات السياحية وضع إستقالاتهم في تصرف أعضاء النقابات، لتحرير تحركاتهم التصعيدية في المرحلة المقبلة، وأعلنوا عن إجتماع إستثنائي ومؤتمر صحافي يعقد صباح 3 آب/ أغسطس المقبل للإعلان عن تاريخ اليوم الأسود للسياحة في لبنان وعن الخطوات التالية: إقفال كل المؤسسات السياحية على كامل الأراضي اللبنانية. وضع جميع أصحاب المؤسسات والموظفين والعاملين في المؤسسات السياحية تحت مسؤولية الحكومة لعدم قدرة المؤسسات للإيفاء بإلتزاماتها. الإعلان الرسمي عن وقف كل المؤسسات السياحية تسديد أي من إلتزاماتها وموجباتها لخزينة الدولة. الدعوة الى تظاهرة ضخمة لكل العاملين في القطاع السياحي باعتصام مفتوح أمام وزارتي السياحة والاقتصاد حتى تحقيق المطالب.
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال