"الجائحة تخفض أرباح "بوينغ" و"إيرباص
"الجائحة تخفض أرباح "بوينغ" و"إيرباص
بوينغ" تخسر 3 مليارات دولار و"ايرباص" 1.9 في النصف الأول من 2020"
- زينة أبو زكي
كما كان متوقعاً، أتت تقارير أرباح الربع الثاني لشركتي إيرباص وبوينغ قاتمة نتيجة تفشي فيروس كورونا وتداعياته على قطاع النقل الجوي وبالتالي على صانعي الطائرات العملاقين، فخسرت شركة إيرباص 1.9 مليار يورو في الأشهر الستة الأولى من العام 2020 وكشفت عن تدفق نقدي حرّ بقيمة 12.9 مليار يورو، فيما بلغت خسائر بوينغ 3 مليارات دولار، في حين بلغ التدفق النقدي الحر 10.3- مليارات دولار.
"إيرباص" تتخطى "بوينغ" بطلبات وتسليم الطائرات التجارية
سلمت كل من "بوينغ" و"إيرباص" 4 و 49 طائرة تجارية في تموز/يوليو 2020، مقابل 19 و 69 عملية تسليم في الشهر نفسه من العام الماضي، ومع تسليم 74 طائرة فقط هذا العام حتى الآن، تأخرت بوينغ بـ 184 طائرة للفترة نفسها من العام الماضي، في حين سلمت إيرباص ما مجموعه 245 طائرة خلال الفترة ما بين كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو، مقارنة بـ 458 طائرة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
"بوينغ" ومعضلة طائرة 737 ماكس
ولا يقتصر التراجع في عمليات تسليم طائرات "بوينغ" على تداعيات انتشار فيروس كورونا فحسب، بل إن "بوينغ" عانت من التقلص في عمليات التسليم لأشهر عدة في أعقاب تحطم 737 ماكس والتعليق اللاحق لعمليات التسليم والتأجيل، حيث تمّ تعليق تسليم طائرات 737 ماكس منذ آذار/مارس 2019. وبسبب COVID-19 ، اضطر المصنعان إلى إغلاق مرافق الإنتاج مؤقتاً وتسريح آلاف الموظفين والاعلان عن تخفيضات كبيرة في معدل الإنتاج، وكانت "بوينغ" سلمت 380 طائرة خلال العام 2019 ، بينما سجلت إيرباص رقماً قياسياً سنوياً جديداً، حيث سلمت أكثر من 863 طائرة. قبل ذلك، احتفظت "بوينغ" بتصدرعمليات التسليم على إيرباص منذ العام 2012.
4 طائرات فقط لـ "بوينغ" في تموز/يوليو
في تموز/يوليو، سلمت "بوينغ" أربع طائرات فقط ، بما في ذلك طائرة واحدة 767-300F وطائرة 777F وطائرتان 787-9، وتمّ تعليق إنتاج 737 ماكس من كانون الثاني/يناير من هذا العام حتى نهاية أيار/مايو. في 27 أيار/مايو، أعلنت شركة Boeing أنها استأنفت إنتاج 737 MAX في رينتون، علماً أن بناء الطائرات يسير بمعدل منخفض.
وتتوقع "بوينغ" أن يرتفع معدل إنتاج 737 ماكس تدريجياً إلى 31 طائرة شهرياً في حلول بداية العام 2022، مع زيادة أخرى بحسب ما يسمح به طلب السوق.
وأعلنت شركة Boeing أيضاً أنه سيتم تخفيض معدل إنتاج 787 من 14 طائرة شهرياً (المعدل في بداية العام) إلى ست طائرات فقط خلال العام 2021، وسيتم تخفيض معدل إنتاج 777 / 777X المجمع إلى اثنين شهرياً في العام 2021 - لم تتغير افتراضات معدل الإنتاج لبرنامجي 747 و 767.
وقبل تعليق إنتاج 737 MAX الأخير، كانت شركة Boeing تقوم بتصنيع الطائرة النفاثة بمعدل مخفض قدره 42 طائرة في الشهر، في حين أن إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) قد صرّحت مراراً أنه ليس لديها جدول زمني لعودة الطائرة إلى الخدمة، فمن المتوقع أن يطول بقاء 737 ماكس على الأرض.
وتأمل شركة Boeing حالياً في إعادة تشغيل طائرات 737 MAX تجارياً في حلول أوائل العام 2021، ولكن على ما يبدو ستمر بضع سنوات قبل أن تتمكن Boeing من تحقيق معدل الإنتاج الشهري المخطط له في الأصل وهو 57 طائرة.
عمليات تسليم طائرات ايرباص
في تموز/يوليو، سلمت إيرباص طائرتين من طراز A220 و 47 A320 neo، ولم يتم تسليم طائرات ذات جسم عريض. وقبل COVID-19 ، كانت إيرباص تستهدف زيادة معدل A320 بنسبة 5 في المئة إلى 63 طائرة في الشهر اعتباراً من العام 2021، وكانت تناقش أيضاً زيادة أخرى في سلسلة التوريد الخاصة بها والتي كان من الممكن أن ترفع معدل الإنتاج إلى 67 طائرة في الشهر، أو 804 في السنة في حلول العام 2023، وكان من شأن هذا أن يضع الشركة في متناول ما مجموعه تسليم 1000 طائرة سنوياً، إلا أن هذه الأهداف وضعت جانباً نتيجة الوضع الراهن الذي يعاني منه قطاع الطيران، وكانت إيرباص سلمت في العام 2019 ما مجموعه 642 طائرة من عائلة A320، بينما قدمت أيضاً رقماً قياسياً مع تسليم 112 طائرة A350.
كورونا يخفض انتاج وموظفي إيرباص
بسبب جائحة COVID-19 ، خفضت شركة Airbus الإنتاج في العديد من البرامج وتتطلع إلى الحفاظ على إنتاج الطائرات الأساسية بنسبة 40 في المئة أي أقل من خطط ما قبل الوباء لمدة عامين. وتمّ تخفيض معدل إنتاج A320 إلى 40 طائرة شهرياً، انخفاضاً من متوسط أكثر من 53 طائرة شهرياً في العام 2019، كما تمّ تخفيض برامج A330 و A350 إلى معدل ما بين طائرتين وست طائرات شهرياً، على التوالي، ولم يتم الإعلان عن تخفيض برامج طائرات A220 أو A380. في 30 حزيران/يونيو، أعلنت شركة إيرباص أنها تخطط لإلغاء 14 ألف وظيفة (5000 في فرنسا، و5100 في ألمانيا، و900 في إسبانيا، و1700 في المملكة المتحدة و1300 في مواقع أخرى) حيث تتعامل مع آثار أزمة فيروس كورونا.
... و"بوينغ" تخفض القوى العاملة
في غضون ذلك، تتوقع "بوينغ" خفض قوتها العاملة العالمية بنسبة 10 في المئة أو 16 ألف موظف هذا العام. في الولايات المتحدة ، سيتم إلغاء 12300 وظيفة، بما في ذلك ما يقرب من 10 آلاف في واشنطن وحدها، وفي الآونة الأخيرة، نفذت "بوينغ" جولة ثانية من عمليات التسريح شملت 1030 موظفاً إضافياً ليتركوا الشركة في حلول نهاية آب/أغسطس، ومع إصدار أرباح الشركة للربع الثاني في 29 تموز/يوليو، أعلنت شركة Boeing أنه يجري النظر في المزيد من تخفيضات الوظائف.
سباق الطلبات
بالانتقال إلى سباق الطلبات، في تموز/يوليو لم تتلق Boeing أي طلبات جديدة، ومع ذلك، أبلغت الشركة عن إلغاء 43 طائرة 737 MAX. منذ بداية العام وحتى تاريخه، تراكم لدى بوينغ 59 طلباً إجمالياً (425 إلغاء => -366 صافي الطلبات الجديدة).
في حين حجزت إيرباص في تموز/يوليو طلبية من عميل لم يكشف عنه لشراء طائرتين من طراز A320neos وقدمت لوفتهانزا طلباً لشراء طائرتين من طراز A321neos. منذ بداية العام 2020 حتى الآن، تراكم لدى إيرباص 369 طلباً إجمالياً (67 إلغاء => صافي 302)، وكانت ايرباص سجلت إجمالي 1131 طلباً (363 إلغاء => صافي 768)، وبالتالي استعادت عرش الطلبات من بوينغ في العام 2018.
توقعات 2020
يتوقع نظام التنبؤ البلاتيني التابع لشركة Forecast International والذي يوفر توقعات الإنتاج لمدة 15 عاماً، أن تقوم شركتا Boeing و Airbus بتسليم 218 و481 طائرة تجارية على التوالي خلال العام الحالي، ولكن تبقى التطورات رهناً بتداعيات انتشار كورونا الذي أطبق بقبضته على قطاع النقل الجوي الذي قد يستغرق سنوات للعودة إلى نشاطه الذي كان عليه قبل العام 2020، ولكن من الواضح أن قطاع صناعة الطائرات المرتبط ارتباطاً وثيقاً بقطاع النقل الجوي لن يتعافى قبل سنوات وانخفاض الطلب على الطائرات وعمليات التأجيل تسير على قدم وساق، ولكن خفض الطلب والانتاج وتسريح العمال يدل على الأزمة والتي أتت أشد وطأة على "بوينغ" منها على "إيرباص" نتيجة المشاكل التي واجهت برنامج طائرة 737 MAX والتي أتى كورونا ليزيد من حدتها.
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال