شركات الاتصالات السعودية في الربع الثالث: نمو الارباح ومواصلة الاستثمار

نمت أرباح شركات الاتصالات في المملكة العربية السعودية في الربع الثالث بنسبة 4 في المئة على أساس سنوي لتتخطى 3 مليارات ريال سعودي، مستفيدة من ارتفاع الطلب على الخدمات الرقمية وتراجع مصاريف التمويل.

وفيما ارتفعت ارباح التسعة أشهر الأولى من العام بنحو 3 في المئة لتصل إلى 9.2 مليارات ريال، عمدت الشركات إلى مواصلة الانفاق الرأسمالي ولاسيما في ما يتعلق بإطلاق خدمات الجيل الخامس ليبلغ إجمالي الانفاق الرأسمالي منذ بداية العام 9 مليارات ريال سعودي.   

تحليل أداء الربع الثالث

نمت الايرادات المجمعة لشركات الاتصالات المدرجة في المملكة  بنسبة 3 في المئة على أساس سنوي مدعومة بارتفاع مشتركي الألياف البصرية والنطاق العريض وتحسن نتائج قطاع الأعمال، وهي عوامل عوضت عن تراجع ايرادات الخطوط المسبقة الدفع نتيجة اقتصار موسم الحج على الداخل. وقد وصلت الايرادات الفصلية للقطاع الى 20.2 مليار ريال سعودي، ساهمت "أس تي سي" بنحو 74 في المئة منها محققة نسبة نمو فاقت 5 في المئة، بينما تراجعت ايرادات كل من شركتي "موبايلي" و"زين".

إلى ذلك، أظهرت القوائم المالية لشركات الاتصالات المدرجة في المملكة تراجع مصاريف التمويل ومصاريف الاستهلاك.

في المقابل، استمرت المصاريف التشغيلية بالارتفاع وهو ما يعتبر التحدي الأبرز أمام شركات الاتصالات خصوصاً أنها تستمر في الانفاق الرأسمالي بهدف تنمية قدرات الشبكات الحالية، وإطلاق خدمات الجيل الخامس على نطاق تجاري. وفي هذا الاطار، برز سعي بعض الشركات للتعاون والاستخدام المشترك لمعداتها بهدف خفض المصاريف وزيادة كفاءة التغطية. وقد أعلنت  "موبايلي"  و"زين" عن توقيع مذكرة تفاهم لرفع نسبة المشاركة في أبراج الاتصالات.

تراجع السيولة

ومن أن أبرز سمات الربع الثالث، كان تراجع النقد المتوافر بقيمة بلغت 4.8 مليارات ريال ليصل إجمالي النقد لدى الشركات الثلاث إلى 6.4 مليارات ريال، وهو أدنى مستوى له في سنتين، ويعود ذلك لثلاثة أسباب أساسية وهي:

أولاً: ارتفاع الذمم المدينة لتبلغ 34.2 مليار ريال، اي بنسبة قاربت 43 في المئة. وقد شهد هذا البند زيادة لدى كل من الشركات الثلاث، حيث سجلت "أس تس سي" ارتفاعاً بنسبة 48 في المئة، تلتها "موبايلي" بنسبة 26 في المئة و "زين" بنسبة 13 في المئة.

ثانياً: اتجاه الشركات لخفض مديونيتها مع تسديدها نحو 5.3 مليارات ريال من القروض لتتقلص قيمة القروض القائمة إلى 26.6 مليار ريال نهاية هذا الربع، وقادت "زين" هذا التوجه إذ انخفضت قيمة قروضها بنحو 42 في المئة إلى 5.9 مليارات ريال، بينما تراجعت قيمة القروض لكل من "أس تي سي" و"موبايلي" بنسب أقل.

ثالثاً: الاستمرار في زيادة حجم الانفاق الرأسمالي والذي بلغ 3.2 مليارات ريال في الربع الثالث. فمع تفشي فيروس كورونا أصبح هناك تغير واضح في نمط الاقتصاد العالمي والمحلي، وأصبح من الضروري على الشركات أن تسارع خطواتها لتطوير هذا القطاع وتسريع خطة التحول نحو خدمات الجيل الخامس والاقتصاد الرقمي، بالإضافة الى زيادة الطاقات الاستيعابية للشبكة الحالية.

نظرة مستقبلية

من المتوقع استمرار تحسن ايرادات البيانات خلال الربع الرابع مع توجه الشركات لتقديم منتجات جديدة تحاكي طلب الأفراد وحلول مبتكرة لمختلف القطاعات الاقتصادية الاستهلاكية والانتاجية. كذلك من المتوقع تراجع وتيرة الارتفاع في المصاريف التشغيلية ولاسيما أن نتائج الربع الرابع من السنة الماضية حملت بعض التكاليف الاستثنائية، وهذه عوامل من شأنها ان تساهم بنمو أرباح الربع الرابع.