انخفاض حاد للرسملة السوقية لشركات الطيران بسبب الجائحة

لم تقتصر تأثيرات جائحة كوفيد-19 على مبيعات وأرباح شركات الطيران، إنما تجاوزتها إلى القيمة السوقية للشركات المدرجة، ولاسيما الكبرى. ومع الارتفاع المتنامي لحالات كوفيد-19 والخوف من فرض قيود جديدة على السفر بسبب متحور دلتا والقلق بشأن التعافي الاقتصادي، جميعها عوامل سببت ضربة لأسهم شركات الطيران.

أظهرت البيانات المقدمة من موقع BuyShares.co.uk انخفاض الرسملة السوقية المجمعة لأكبر شركات طيران عالمية مدرجة استناداً إلى مبيعاتها بما قيمته 12 مليار دولار منذ حزيران/ يونيو. وشركات الطيران هي دلتا، والخطوط الجوية الأميركية، ومجموعة لوفتهانزا، ويوتايتد، والخطوط الجوية الفرنسية ومجموعة إنترناشونال IAG.

من الصناعات الأكثر تضرراً من الجائحة

وتعتبر صناعة الطيران من القطاعات الأكثر تضرراً في العالم خلال الجائحة وأكثرها ارتباطاً بالقيود المتصلة بكوفيد-19، بالإضافة إلى تأثير ما تواجهه السوق برمتها من زيادة في التكاليف عليها، بما في ذلك اليد العاملة والوقود، علماً أن أهم شركات الطيران الأميركية حصلت على نحو 50 مليار دولار عبر سلسلة من المساعدات الحكومية والهبات خلال الجائحة، وغالبيتها خصصت لدفع الرواتب.

وجاءت المخاوف من فرض قيود مجدداً على السفر والموجة الثالثة من الجائحة بمثابة صدمة جديدة للقطاع الذي يتعامل بصعوبة مع تداعيات أزمة كوفيد-19.

وبحسب البيانات، فإن الرسملة السوقية المجمعة لأكبر ثلاث شركات طيران أميركية تراجعت بما قيمته 9.2 مليارات دولار منذ حزيران/ يونيو. وتصدرت دلتا القائمة مع تراجع بالقيمة السوقية بنحو 4.3 مليارات دولار في تلك الفترة، وتلتها يونايتد مع 3.07 مليارات دولار والخطوط الجوية الأميركية مع 1.86 مليار.

فرض القيود وأثرها على القيمة السوقية

على مستوى شركات الطيران الأوروبية، فقد انخفضت أسهمها بشكل حاد في الأيام الأخيرة من حزيران/ يونيو الفائت، وذلك عقب اقتراح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فرض قيود على المسافرين القادمين من المملكة المتحدة إلى دول الاتحاد الأوروبي بسبب مخاوف من انتشار متحور دلتا، وعلى الرغم من الانتقادات التي واجهها الاقتراح من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على السياحة، إلا أن خطر الضغوط لفرض حظر السفر تسببت بضربة جديدة لأسهم شركات الطيران.

وكانت الخطوط الجوية البريطانية لتكون واحدة من أكثر شركات الطيران المتضررة من خطة ميركل في حال تحققت، والتي تراجعت قيمة أسهمها بنسبة 6 في المئة يوم صدور اقتراح ميركل. وعلى الرغم من أن أسهم IAG عادت وارتفعت ليسجل إجمالي قيمتها السوقية 11.9 مليار دولار، إلا أنها تبقى أدنى من مستويات حزيران/ يونيو بنحو 1.78 مليار دولار.

أكثر من ذلك، فإن تقرير المجموعة الداخلي للأشهر الثلاثة لغاية 31 آذار/مارس 2021، أظهرت أن الديون الطويلة الاجل قفزت إلى نحو 19.5 مليار دولار، بينما استقر الاحتياطي النقدي عند 8 مليارات دولار.

وخسرت مجموعة لوفتهانزا 1.05 مليار دولار، مع قيمة أسهم مجمعة هبطت من 7.6 مليارات دولار في حزيران/ يونيو إلى 6.55 مليارات دولار الأسبوع الماضي، تبعتها الخطوط الجوية الفرنسية مع هبوط الرسملة السوقية بقيمة 530 مليون دولار على التوالي.