معرض Watches and Wonders Geneva يكسب الرهان ونتائجه تفوق التوقعات

كسب منظمو معرض جنيف للساعات Watches and Wonders Geneva الرهان فحلّ الحدث في موعده على الرغم مما أحيطj به من شكوك عن احتمال إلغائه قبل أشهر قليلة من انعقاده على أثر انتشار متحور أوميكرون من كوفيد-19 في أوروبا والعالم، وتالياً عودة الصين وآسيا إلى الإغلاق لمكافحة الطفرة الجديدة للجائحة وبداية الحرب في أوكرانيا.

الحدث والتحولات

في الظاهر، الحدث (الصالون العالمي للساعات الرفيعة SIHH سابقاً) العائد بعد غياب قسري مدة عامين بسبب كورونا، هو نفسه. أما في الجوهر، فتحولات جمة شهدها الحدث، لعلّ أبرزها، بداية، عودته بشكلين مختلفين، حضورياً ورقمياً، وقد تمكن المعرض، بحسب المنظمين من التوفيق بين الشكلين، الأول القائم على تكنولوجيا الاتصالات ووسائطها، والثاني القائم على اللقاءات الشخصية، مبرهناً أن الاثنين ممكنين ومؤكداً أن المعرفة في صناعة الساعات الحرفية الفنية والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs يمكنهما التعايش بتناغم.

ومن التحولات الأخرى البارزة، انضمام عدد من العلامات الراقية إلى الحدث بعد مغادرتها عالم بازل الذي توقف نهائياً عن الانعقاد لخسارته غالبية العلامات الكبرى في مقدمها Swatch Group العام 2019 والتي كانت تعد عصب المعرض، وفشل الجهات المنظمة من إعادة إحيائه بعد غياب قسري بسبب الجائحة، واعتماد تسمية وتصور جديدين له، من ثم إعادة اسمه الأصلي له. ومن الدور المنضمة إلى الصالون Rolex وشركتها التابعة Tudor، وPatek Philippe، وChopard، وكل من Hublot، وZenith وTAG Heuer التابعة لمجموعة LVMH ليصل إجمالي عدد الدور المشاركة إلى 38 بما في ذلك 19 داراً جديدة.

وعلى الرغم من تجاوز الصالون التوقعات وانتهائه بأصداء إيجابية وفق البيان الختامي للمنظمين، إلا أن شبح كوفيد-19 ظل مخيماً على أجواء المعرض إلى حدّ ما، لاسيما من الناحية التنظيمية واعتماد الشروط  الصحية، إذ انحصرت جلسات إطلاق المنتجات الجديدة بجلسات Touch and Feel تضم كل منها عشرة أشخاص كحد أقصى، عوض تلك الموزعة على مناطق جغرافية كما في السابق. وبلغ مجموع هذه الجلسات 1700 جلسة. أما شبح الحرب الأوكرانية، فقد رفض معظم رؤساء الدور الذين تحدّث إليهم أولا- الاقتصاد والأعمال التطرّق إلى تداعياتها على الصناعة، فيما اكتفى بعضهم بالقول إن السوق الروسية صغيرة نسبياً لتؤثر على أعمال علاماتهم، رافضين التطرق إلى تداعيات التضخم في الأسواق الأوروبية الأخرى، في حين اعتبر عدد آخر أنه من المبكر التكهّن بمدى تأثير الحرب على الصناعة عموماً.

الحصيلة النهائية

في الموازاة، بلغ عدد زوار المعرض 22 ألف زائر بما في ذلك 1000 صحافي من خارج جنيف، وتضمّن 20 كلمة رئيسية للدور العارضة، و7000 اجتماع مع وكلاء التجزئة والموزعين، من دون إغفال جلسات النقاش المخصصة للتحديات المستقبلية مثل الاستدامة، والابتكار وتجربة العميل. وركّز قسم The LAB، وهو مساحة تستضيف 15 مبادرة تكنولوجية ورقمية للدور العارضة، على مواضيع أساسية مثل استخدام مواد جديدة، أو تطوير شراكات مع منظمات مستدامة وجذب العديد من الزوار، بالإضافة إلى معرض "تصميم الوقت" The Time Design المخصص لتاريخ تصميم الساعات عبر العصور، وشملت معروضاته 100 ساعة واستقطب حوالي 4500 زائر.

"صالون العجائب المتعددة"

لم تأت تصاميم الدور في "صالون العجائب المتعددة"، كما سمّاه المنظمون هذا العام بالكثير من الابتكار باستثناء عدد محدود جداً من التصاميم التي جاءت منسجمة مع التسمية، كتلك التي قدمتها دار Van Cleef & Arpels العائدة إلى الصالون بعد تغيّبها عنه العام 2019. فقد قدمت الدار ثلاث قطع استثنائية تحت اسم Extraordinary Objects، وهي عبارة عن قطع تبرز مهارة وبراعة الدار في صياغة المجوهرات وتطويعها لتقديم تصاميم تبهر بجمالها وتقيس الوقت في آن واحد، بالإضافة إلى ساعات مستوحاة من الطبيعة مثل ساعة Lady Arpels Heures Florales ومن "شاعرية الوقت".

وقدمت دار Jaeger-LeCoultre التي شكلت ساعتها Reverso Hybris Mechanica Quadryptique التي تحتوي على 11 تعقيداً محور حدث العام الماضي والذي نُظّم افتراضياً، ساعتا مائدة هما Atmos Hybris Mechanica Calibre 590 وAtmos Infinite، إلى جانب ساعات معقدة تحاكي بمعظمها عالم الفلك والنجوم.

وشكّلت Cartier محط اهتمام الحضور نظراً للباقة الغنية من الإصدارات الجديدة التي طرحتها خلال الصالون، والتي هي الأكبر بين الدور العارضة. مما يدل على عودة العلامة إلى مستويات ما قبل كوفيد-19 والتي عكستها إيراداتها للعام الماضي والتي زادت بنسبة 40 في المئة.  

وفي وقت ينتظر العالم طرح Hublot ساعتها الخاصة ببطولة كأس العالم في كرة القدم 2022 في قطر "في أيلول/ سبتمبر المقبل والتي يمتاز بعضها بلونه الذي يرمز إلى علم قطر"، كما كشف الرئيس التنفيذي للدار ريكاردو غوادالوبيه، طرحت العلامة للمرة الأولى إصداراً جديداً بعلبة مربعة هو ساعة Square Bang Unico . بينما برزت ضمن إصدارات Rolex الجديدة لهذا العام أول ساعة بتاج على الجهة اليسرى هي ساعة Oyster Perpetual GMT-Master II التي احتاج تطويرها إلى تغيير عملية اختبار الدقة لبعض عناصر التحكم النهائية المطلوبة كجزء من شهادة اعتماد Superlative Chronometer، كما انتقلت فتحة التاريخ والعدسة المكبّرة فيها إلى توقيت التاسعة.

وتألقت ضمن مجموعة Chopard الغنية لهذا العام ثلاثيتها L.U.C Full Strike التي تقدمها لمناسبة مرور 25 عاماً على إطلاق مجموعة L.U.C الراقية.

وأكملت دار IWC Schaffhausen مجموعة ساعات Pilot’s Watch Chronograph TOP GUN Edition “MojaveDesert” ، وهي أول ساعة TOP GUN من السيراميك بلون الرمل، وذلك بطرحها إصدارين جديدين من هذه الساعة، يتمثّل الأول بساعة Pilot’s Watch Chronograph TOP GUN EDITION “Lake Tahoe” ذات العلبة المصنوعة من السيراميك الأبيض وميناء أسود والثاني ساعة Pilot’s Watch Chronograph TOP GUN Edition “Woodland” التي تجمع بين علبة وميناء مع أزرار ضغط من السيراميك الأخضر الداكن، وتاج وجهة خلفية للعلبة من مادة السيراتانيوم الأسود غير اللامع. وتحتضن الساعتان معيار 69380 المصنع من قبل الدار، وهما متوفرتان بإصدار محدود مؤلف من 1000 ساعة فقط من كل نسخة.

لدى دار Roger Dubuis برزت ساعتها الجديدة Knights of the Round Table ذات الإصدار المحدود والتي بيعت جميعها. وحضرت Montblanc بزخم وروحية جديدة تبرز لمسة مدير عام Montblanc Watches الجديد لوران لوكامب والتي تجلت في تصاميمها المستوحاة من قمم جبل المون بلان الشهير. تماماً مثلما تبرز لمسة الرئيس التنفيذي لدار Parmigiani Fleurier غويدو تيريني، مدير عام Bvlgari Watches سابقاً على تصاميم ساعاتها الجديدة ضمن مجموعتها الأيقونية Tonda.

واستحوذت Patek Philippe كذلك على اهتمام المعنيين بصناعة الساعات وقدمت باقة من الساعات الجديدة تألقت ضمنها ساعة Annual Calendar Travel Time Ref.5326G وساعة World Time Ref.7130R.

كذلك حضرت Grand Seiko بمشاركة لافتة وأبدت الدار اليابانية المنتجة للساعات الرقية اهتماماً بالغاً بالشرق الأوسط حيث تسعى لتعزيز حضورها، وفق ما أطلع المدير ونائب الرئيس التنفيذي لقسم التسويق II في الشركة يوشيكاتسو كاوادا أولا- الاقتصاد والأعمال.

وشكلت ساعة Odysseus المصنوعة بالكامل من التيتانيوم بإصدار محدود مكون من 250 ساعة فقط من A.Lange & Söhne، نجمة أحدث تصاميم الدار لهذا العام.

نتائج فاقت التوقعات

تبقى الإشارة إلى أن الدور حققت نتائج فورية بحسب المنظمين، وفاقت النتائج التوقعات أحياناً، إذ باع علامات جميع قطعها قبل نهاية الحدث. وذكر البيان الختامي تميز نسخة هذا العام بوفرة التصاميم المعروضة والتي جاءت في الغالب مستوحاة من المجموعات الموجودة أصلاً لدى العلامات والتي تؤكد الاتجاه السائد للأساور القابلة للتبديل وموديلات مع احتياطي طاقة يدوم مدة أطول. بالإضافة إلى ساعات بتوقيت المنطقة الزمنية الثانية والكرونوغرافات ذات الإطلالة الرياضية الأنيقة. كما برز اتجاه ملحوظ للموديلات التي تتضمن مكرر الدقيقة، والحركة المخرّمة والتوربيون، تماماً مثل الموانئ التي تألقت بالتطعيم والطلاء على سبيل المثال. إلى ذلك استخدم البلاتين إلى جانب الذهب الأصفر، بينما أصبح استخدام التيتانيوم شائعاً. وظلت الألوان الأكثر اختياراً هي الأزرق والأخضر والأسود، سواء بلمسة نهائية لامعة أو غير لامعة. بينما ظهر اللون البرتقالي، والمرجاني والأحمر بشكل محدود في عدد قليل من التصاميم، تماماً مثل الظلال المعدنية، والبيج والأخضر Forest Green.