خصصت مجموعة التنسيق العربية، التي تضم مجموعة من الصناديق الإنمائية العربية، نحو 10 مليارات دولار للإغاثة الفورية والدعم الطويل الأجل في سياق إجراءات استجابة لأزمة إمدادات الغذاء العالمية. وتأتي هذه المبادرة في وقت أظهرت فيه أحدث التقديرات الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن نحو 49 مليون شخص حول العالم معرضون لخطر المجاعة في الأشهر المقبلة.
دور صندوق الأوبك
وقال المدير العام وصندوق الأوبك للتنمية الدولية د.عبد الحميد الخليفة إن هذه المبادرة الجريئة تنطوي على إجراءات سريعة وحاسمة، مشيراً إلى أن الملايين من الناس يواجهون الجوع اليوم، ما يحتّم المساهمة في معالجة هذا الواقع على وجه السرعة. وعبّر د.الخليفة عن التزام الصندوق بتنفيذ التزاماته ضمن هذه المبادرة.
وكان صندوق الأوبك كشف عن "خطة عمل للأمن الغذائي" بقيمة مليار دولار سيتم العمل بها على مدى السنوات الثلاث المقبلة، كمساعدة فورية لتغطية تكاليف استيراد السلع الأساسية مثل البذور والحبوب والأسمدة، مع دعم أمن الامدادات الغذائية على المستويين متوسط وطويل الأجل في البلدان الشريكة.
وأشادت مجموعة التنسيق العربية بالمؤسسات المالية الدولية الأخرى، بالإضافة إلى الدور القيادي للمملكة العربية السعودية، في دفع الدعم الفوري للدول الأكثر تضرراً من أزمة الغذاء العالمية في العالم النامي.
10 صناديق تنموية
تضم مجموعة التنسيق العربية 10 مؤسسات وطنية واقليمية ودولية هي صندوق أبوظبي للتنمية، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وبرنامج الخليج العربي للتنمية، وصندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية، وصندوق قطر للتنمية، والصندوق السعودي للتنمية. وتنسق المجموعة الإجراءات وتمول المشاريع المشتركة، وفي كثير من الحالات تجمع الموارد من أجل المبادرات الرئيسية بهدف توفير دعم إنمائي فعال ومؤثر من خلال مشاريع وبرامج محددة.
مبادرات في مواجهة تغير المناخ
ولمعالجة أزمة المناخ، وافقت المجموعة أيضاً على توفير التمويل للحدّ من تأثير تغير المناخ وتعزيز المرونة المناخية، وستطلق المجموعة خطة عمل مفصلة في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ COP27 في تشرين الثاني/نوفمبر في مصر، وستشمل المبادرة التزاماً مالياً جماعياً وخارطة طريق لتسريع انتقال الطاقة وزيادة المرونة في مواجهة تغير المناخ وتعزيز أمن الطاقة.
في بيان مشترك، أعرب أعضاء المجموعة العربية للتنسيق عن "قلقهم البالغ" بشأن الأزمة العالمية الحالية في الغذاء وأمن الطاقة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي العالمي الصعب بالفعل في أعقاب جائحة كورونا. وأعادت المجموعة التأكيد على عزمها "العمل على وجه السرعة وعلى نطاق واسع وبالتنسيق للاستجابة للأزمة العالمية وتحدياتها الشاملة التي تؤثر أو تهدد بالتأثير على سبل عيش الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم" و"تصميم مبادرات مشتركة لمكافحة الأزمة من خلال الاستفادة من الموارد المخصصة، بما في ذلك التمويل المشترك والموازي".