المصارف الإماراتية في الربع الثاني 2022: تراجع المخصصات وارتفاع الفوائد يعززان الربحية

نمت الأرباح المجمعة للمصارف المدرجة في بورصة أبوظبي وسوق دبي المالي بنسبة 31 في المئة لتبلغ 12.3 مليار درهم إماراتي (3.3 مليارات دولار أميركي) في الربع الثاني من العام 2022.

وجاءت هذه النتائج بفضل التراجع الملحوظ للمخصصات وزيادة الطلب على التمويل، وارتفاع متوسط أسعار الفائدة، وتسارع النمو الاقتصادي نتيجة رفع غالبية قيود كورونا، بالإضافة إلى ارتفاع اسعار النفط واستثمارات خطة الخمسين.

وتعتبر هذه الأرباح الأعلى التي يسجلها القطاع في الربع الثاني منذ أربع سنوات، وعليه تكون أرباح النصف الأول من العام الحالي قد نمت بنحو 58 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 28 مليار درهم، وهي أرقام لم يتم تجاوزها خلال هذه الفترة منذ أكثر من خمس سنوات.

نمو الإيرادات

ارتفع إجمالي ايرادات الفوائد للمصارف الإماراتية المدرجة بنحو 21 في المئة على أساس سنوي ليبلغ 25 مليار درهم في الربع الثاني من العام الحالي نتيجة ارتفاع متوسط أسعار الفائدة وزيادة الطلب على الإقراض لمساندة باقي القطاعات الاقتصادية مع جهود الدولة لتنويع الإقتصاد. ورافق ذلك ارتفاع في صافي ايرادات الفوائد بنسبة 19 في المئة ليسجل 17.5 مليار درهم.

في المقابل، أدى الارتفاع في تكاليف التمويل إلى تراجع هامش صافي ايرادات الفوائد بنحو نقطة مئوية واحدة ليبلغ 69 في المئة. 

مستويات قياسية للقروض والودائع

نمت ودائع العملاء بنسبة 7.8 في المئة على أساس سنوي لتبلغ 2.14 ترليون درهم مستفيدة من ارتفاع ودائع القطاع الحكومي مع بلوغ أسعار النفط مستويات مريحة للاقتصاد المحلي وهو ما انعكس أيضا نمواً في الودائع لأجل وودائع القطاع الخاص.

كذلك، نمت محفظة القروض والسلف بنحو 3.6 في المئة الى 1.73 ترليون درهم مع زيادة الطلب على تمويل قطاعات التجارة والنقل والاتصالات. وقد ساهم ذلك بارتفاع اجمالي الموجودات بنسبة 6.9 في المئة الى رقم قياسي يبلغ 3.27 ترليون درهم. وتراجعت نسبة القروض الى الودائع بمقدار 4 نقاط مئوية الى 81 في المئة مما يعكس مستويات سيولة عالية وقدرة على تقديم المزيد من القروض في الفترة المقبلة.

كما تظهر النتائج الفصلية تراجع قيمة المخصصات المجنبة بنحو 37 في المئة لتسجل 3.13 مليار درهم في إشارة واضحة إلى تراجع مخاطر الإئتمان ما يعكس قدرة الاقتصاد المحلي على تخطي معظم ارتدادات جائحة كورونا والبناء على ارتفاع ايرادات النفط وموجة الاستثمارات الرأسمالية الجديدة التي تقودها الحكومات ولصناديق السيادية والشركات القيادية والاستثمار الاجنبي.

 "أبو ظبي الأول" يتصدر ، يليه "الإمارات دبي الوطني" ثم "أبو ظبي التجاري"

احتل بنك أبو ظبي الأول ترتيب "أوّلاً-الاقتصاد والأعمال" لأكبر المصارف الإماراتية من حيث الأرباح للنصف الأول من العام 2022 والتي بلغت 8 مليارات درهم حاصداً حصة سوقية قاربت 29 في المئة نتيجة نمو الأعمال وتسجيل دخل غير متكرر يقارب 288 مليون درهم ناتج عن استكمال بيع حصة 60 في المئة من شركة المدفوعات "ماغناتي" إلى شركة بروكفيلد للأعمال. كما استفاد البنك من تراجع المخصصات رغم إتمام الدمج القانوني مع بنك عودة مصر، وإطلاق الهوية المؤسسية الجديدة "بنك أبو ظبي الأول- مصر".

وتعتبر هذه الأرباح النصف سنوية الأعلى منذ أكثر من خمس سنوات. بالتوازي مع التوسع الخارجي، استمر المصرف بالتوسع المحلي حيث افتتح فرعه الجديد في سوق أبوظبي العالمي بعد الحصول على الترخيص اللازم وأطلق منصة "IFAB" المعرفية والبحثية بالتعاون مع كلية التعليم التنفيذي الإداري في جامعة "ييل" بهدف مواكبة المراحل المقبلة لمستقبل القطاع المالي والاستثماري.

الى ذلك، أعلن البنك عن سحب العرض غير الملزم للاستحواذ على حصة أغلبية في المجموعة المالية "هيرميس القابضة" المقيدة في البورصة المصرية. كما أعلن مؤخرا إطلاق صندوق بنك أبوظبي الأول للاستثمارات المتغيرة كجزء من صندوق الاستثمار الأساسي التابع لشركة "OneShare  PLC" الخاضعة لرقابة البنك المركزي الإيرلندي بهدف تحقيق مستوى أعلى من تنويع الاستثمارات.

أقرأ أيضاً:

بنك أبو ظبي الأول في الربع الثاني 2022: أرباح قياسية تفوق توقعات المحللين

وجاء بنك الإمارات دبي الوطني ثانياً بأرباح بلغت قيمتها 6.2 مليارات درهم وتشكل هذه القيمة ما يقارب 22 في المئة من اجمالي ارباح المصارف الإماراتية المدرجة لهذه الفترة.

وتعتبر هذه الأرباح النصف سنوية الأعلى منذ العام 2019. ومؤخراً، أبرم المصرف شراكة مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي للتعاون حول عدد من المبادرات البارزة التي تهدف إلى تعزيز قطاع العقارات وتسهيل عملياته في دولة الإمارات. علاوة على ذلك، أعلن المصرف عن تحالف استراتيجي مع بنك "بي إن واي ميلون"، أحد أكبر المؤسسات المالية في العالم، يهدف إلى تسريع وتيرة نمو أسواق رأس المال في الدولة.  ومن المتوقع أن يساهم هذا التحالف في تعزيز قاعدة المستثمرين والسيولة في البورصة المحلية. ويواصل البنك الاستثمار في توسعه الدولي وقدراته الرقمية إذ لعب دوراً بارزاً في عملية الطرح الأولي العام لهيئة كهرباء ومياه دبي و"تيكوم"، حيث قدم للعملاء منصة رقمية شاملة بدءاً من التسجيل والاكتتاب وصولا إلى سداد الدفعات.

قد يهمك:

الإمارات دبي الوطني في الربع الثاني 2022: تراجع المخصصات ينمّي الأرباح

وجاء بنك أبو ظبي التجاري ثالثاً مع تسجيله ارباحا بقيمة 3.05 مليار درهم وبحصة سوقية قاربت 11 في المئة بفضل تراجع المخصصات ونمو الأعمال. وتعتبر هذه أعلى أرباح فصلية يحققها المصرف منذ أكثر من خمس سنوات. وخلال الفترة الماضية، وقع المصرف اتفاقية مع  دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي التي ستقدم بدورها خدمة "خطة الدفع الميسر"، التي تُتيح لحاملي البطاقات الائتمانية الصادرة من المصرف إمكانية تقسيط رسوم الخدمات المقدمة للمتعاملين مع "اقتصادية أبوظبي"، لمدة تتراوح من 3 شهور إلى 12 شهراً.

يمكنك متابعة:

أبو ظبي التجاري: الأرباح الأعلى منذ أكثر من 5 سنوات