"بوينغ" تتخذ مزيداً من الإجراءات حول عمليات فحص الجودة في طائرات "737 ماكس"

أعلن رئيس قسم الطائرات التجارية في شركة "بوينغ" ستان ديل يوم أمس الاثنين أن الشركة ستضيف المزيد من عمليات فحص الجودة لطائرة "737 ماكس" بعد الحادثة التي تعرضت لها طائرة "ألاسكا إيرلاينز" "ماكس 9" في وقت سابق من هذا الشهر.

وأضاف ديل في رسالة إلى موظفي "بوينغ" أن الشركة ستقوم أيضاً بإرسال فريق إلى شركة "سبيريت أيروسيستمز" الموردة التي تصنع وتثبت باب التوصيل المتضمن في الحادث، للتحقق والموافقة على عملها على المقابس قبل إرسال جسم الطائرة إلى منشآت إنتاج "بوينغ" في ولاية واشنطن.

وقال ديل إن فرق "بوينغ" ستقوم بإجراء فحوصات في 50 نقطة أخرى في عملية إنتاج "سبيريت"، مشيراً إلى أن "بوينغ" و"سبيريت" ستقومان بفتح مرافق إنتاج طائرات "737" لعملاء شركات الطيران حتى تتمكن شركات النقل من إجراء عمليات التفتيش الخاصة بها.

وذكر أن الإجراءات المنصوص عليها في الرسالة منفصلة عن التحقيق المستمر الذي تجريه إدارة الطيران الفيدرالية وخطط زيادة الإشراف على إنتاج "ماكس"، مشيراً إلى أن الشركة ستجري عمليات التفتيش الشاملة نفسها لسدادات أبواب الخروج من منتصفها وفقاً لما تفرضه إدارة الطيران الفيدرالية وذلك قبل تسليم طائرات "ماكس 9" الجديدة.

ولفت النظر إلى أن "بوينغ" عززت عدد مفتشي الجودة لديها بنسبة 20 في المئة منذ العام 2019 وتخطط للقيام باستثمارات إضافية في وحدات الجودة لديها.

وتأتي الإجراءات الجديدة من "بوينغ" بعد قرار إدارة الطيران الفيدرالية يوم الجمعة الماضي تمديد إيقاف 171 طائرة من طراز "ماكس 9" إلى أجل غير مسمى بهدف إجراء فحوصات جديدة للسلامة. وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إنه بعد فحص 40 طائرة، ستقوم بمراجعة النتائج وتحديد ما إذا كانت السلامة كافية للسماح للطائرات باستئناف الطيران.

وأعلنت الهيئة التنظيمية الأسبوع الماضي أنها ستقوم أيضاً بمراجعة خط إنتاج طائرات "ماكس 9" والموردين والنظر في وجود كيان مستقل يتولى مسؤوليات معينة لإصدار شهادات الطائرات التي خصصتها إدارة الطيران الفيدرالية سابقاً لشركة صناعة الطائرات.

مشكلة تسليم إلى الصين

إلى ذلك، تواجه شركة "بوينغ" تحديات جديدة في استئناف تسليم طائراتها من طراز "737 ماكس" إلى الصين بعد حادث طائرة "ألاسكا إيرلاينز" حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الأحد.

ومن المقرر أن تجري شركة "تشاينا ساوثرن إيرلاينز"، التي توقعت استلام الطائرات في كانون الثاني/يناير الحالي، عمليات تفتيش إضافية للسلامة على الطائرة، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.

وكانت هيئة تنظيم الطيران الصينية أصدرت تعليمات لشركات الطيران بإجراء فحوصات السلامة الاحترازية على أساطيلها من طائرات "بوينغ 737 ماكس"، ولا توجد أي شركة طيران صينية تشغل حالياً طائرة "737 ماكس 9". وأشارت الصحيفة إلى أن التسليم المنتظر لشركة "تشاينا ساوثرن إيرلاينز" ليس طراز "ماكس 9" نفسه التي تمتلكه شركة "ألاسكا إيرلاينز".

وتتوقع شركة "بوينغ" أن تمثل الصين 20 في المئة من تسليمات الطائرات في العالم على مدى السنوات العشرين المقبلة، لذا فإن استئناف الأعمال أمر محوري.

وجمدت الصين تسليمات معظم طائرات "بوينغ" في العام 2019 بعد إيقاف تشغيل الطائرة "737 ماكس" في جميع أنحاء العالم بعد حادثين أسفرا عن مقتل 346 شخصاً.

وبعد عودة هذه الطائرات إلى الخدمة في معظم دول العالم خلال العام 2020 لم تحلق الصين بها مرة أخرى حتى كانون الثاني/يناير الماضي ولم تتسلم شركة طيران صينية أخرى طائرة من طراز "بوينج 787 دريملاينر" إلا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وفقاً لرويترز.

"إيرباص" و"بوينغ"

تعتبر شركتا "بوينغ" و"إيرباص" من الشركات الأكثر تنافسية في مجال صناعة الطيران حول العالم لما لهما من باع طويل في الأسواق المحلية والدولية، إلا أن حادثتي طائراتي "بوينغ 737 ماكس 8" خلال العامين 2018 و2019 أثرتا بشكل كبير على عمل "بوينغ" لناحية الطلبيات والتسليم خصوصاً لطرازات عائلة "ماكس". وفي المقابل، شكّلت هاتان الحادثتان فرصة لشركة "إيرباص" لاستقطاب عدد أكبر من الطلبيات على طائراتها وتسجيلها نسب تسليم عالية.

وفي العام 2023، سجلت "إيرباص" نسبة طلبيات سنوية قياسية وزيادة بنسبة تسليماتها بلغت 11 في المئة لتحتفظ بمركز التصنيع الأول أمام منافستها "بوينغ" للعام الخامس على التوالي. وقالت الشركة الأوروبية إنها فازت بإجمالي 2319 طلبية و2094 طلبية صافية بعد الإلغاءات، مؤكدة أنها سلمت 735 طائرة، تاركة طلبياتها المتراكمة عند 8598 طائرة.

تشكل طائرات إيرباص من عائلة "أي 320" وضمنها طائرة "نيو" منافساً لطائرات "بوينغ 737 ماكس" من ناحية بدن الطائرة ومميزاتها. وبحسب شركة "إيرباص"، تم تسجيل طلبيات لطائرات عائلة "إي 320" عالية حيث بلغت 1835 طائرة في حين سلمت 571 طائرة في حين تلقت شركة "بوينغ" 987 طلبية لطائرات "737 ماكس" وسلمت 387 طائرة في العام 2023.