الإمارات: بدء التشغيل التجاري للمحطة الرابعة في براكة
الإمارات: بدء التشغيل التجاري للمحطة الرابعة في براكة
بدأت "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" التشغيل التجاري للمحطة الرابعة ضمن محطات "براكة" للطاقة النووية، وبذلك تكون هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها المحطات الأربع بشكل كامل.
ويتصف مشروع محطات "براكة" بأنه أحد أنجح مشاريع الطاقة النووية الجديدة في السنوات الثلاثين الماضية، فهو نموذج عالمي في إدارة المشاريع النووية، كما يعد مرجعاً لجميع الدول التي تسعى لتطوير مشاريع طاقة نووية سلمية، ويؤكد مشروع محطات "براكة" التزام دولة الإمارات بأعلى معايير السلامة والأمن والشفافية.
وتنتج محطات "براكة" الأربع الآن 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء سنوياً، وما يصل إلى 25 في المئة من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء من دون انبعاثات كربونية، وهو ما يكفي احتياجات 16 مليون سيارة كهربائية، وبالتالي أصبحت المحطات أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في الدولة والمنطقة، حيث تحد محطات "براكة" من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام وهو ما يعادل إزالة 4.6 ملايين سيارة من الطرق سنوياً.
كما توفر محطات "براكة" عوائد اقتصادية كبيرة ومتعددة، حيث انخفض استهلاك الغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة في أبوظبي إلى أدنى مستوى له منذ 13 عاماً، على الرغم من الطلب المتزايد، بسبب المساهمة الكبيرة لمحطات "براكة" في مزيج الطاقة1 في أبوظبي.
وتقوم محطات "براكة" بدور رئيسي في مساعدة الشركات الإماراتية على خفض بصمتها الكربونية، ولاسيما أن 85 في المئة من الكهرباء في برنامج شهادات الطاقة النظيفة التابعة لشركة "الإمارات للمياه والكهرباء" تُنتجها محطات "براكة"، والتي تستخدمها شركات مثل "أدنوك" و"الإمارات العالمية للألمنيوم" و"حديد الإمارات أركان" لإنتاج منتجات صديقة للبيئة يمكن بيعها بأسعار تنافسية للشركات التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.
وساهمت هذه المحطات في تطوير قطاع متقدم وجديد في دولة الإمارات، وتعزيز الدراسات المحلية في العلوم النووية، إلى جانب توفير فرص تعليمية وتدريبية للشباب الإماراتي، حيث شارك في تطوير المحطات حتى الآن أكثر من 2000 من الكفاءات الإماراتية، بالإضافة لمنح عقود للشركات المحلية تجاوزت قيمتها 22.5 مليار درهم، مما ساهم في تعزيز القيمة المحلية المضافة.
ويأتي اكتمال التشغيل التجاري لمحطات "براكة" الأربع، وسط تنامي الإدراك العالمي للدور المحوري للطاقة النووية في خفض البصمة الكربونية لأنظمة الطاقة وتحقيق الحياد المناخي، ولاسيما أن وكالة الطاقة الدولية ترجح ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء بمعدل أسرع على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وبما يصل إلى 3.4 في المئة سنوياً حتى العام 2026.
ويعزز هذا الإعلان من مكانة "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" ودولة الإمارات العربية المتحدة، فيما يخص الجهود الرامية إلى مضاعفة الطاقة النووية ثلاث مرات، وهو ما سيكون ضرورياً لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء النظيفة، الناتج عن النمو المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية الأساسية لمراكز البيانات المطلوبة للذكاء الاصطناعي، إلى جانب مرافق أشباه الموصلات.
نهج مدروس
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس إدارة "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" خلدون خليفة المبارك إنه في العام 2008، اتخذت القيادة الإماراتية نهجاً مدروساً من خلال إصدار سياسة شاملة لتطوير الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات لتعزيز جهودها في الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، والآن التشغيل التجاري للمحطة الرابعة في "براكة"، تحققت هذه الرؤية، حيث تنتج محطات "براكة" الأربع 25 في المئة من احتياجات الدولة من الكهرباء، وهو ما يعزز المكانة الريادية للدولة في ما يتعلق بتطوير الطاقة النووية السلمية على مستوى العالم، وتعدّ الطاقة النووية من القطاعات الجاذبة للصناعات العالمية التي تتطلب كميات ضخمة من الكهرباء .
الطاقة النووية مجدية اقتصادياً
ومن جهته، قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" محمد إبراهيم الحمادي إنه تم إنتاج 75 في المئة من هذه الكهرباء من محطات "براكة 2"، وهو ما يؤكد أن إضافة الطاقة النووية إلى مزيج الطاقة في الدولة إلى جانب المصادر المتجددة كان قراراً استراتيجياً، يعزز أمن الطاقة ويرسخ الدور الريادي الإقليمي للدولة في هذا القطاع المتنامي.
وأضاف الحمادي أن محطات "براكة" أصبحت نموذجاً عالمياً جديداً، يؤكد أن الطاقة النووية مُجدية اقتصادياً ويمكن تطويرها بكفاءة، حيث بدأت مرحلة التشغيل التجاري لمحطات "براكة" في غضون 8 سنوات من بداية صب الخرسانة إلى تحميل الوقود، مع تسريع الجدول الزمني في المحطة الرابعة مقارنة بالأولى منذ بدء الجاهزية التشغيلية إلى التشغيل التجاري بنسبة 40 في المئة.
إنتاج موثوق
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "براكة الأولى"، التابعة للمؤسسة والتي تشرف على الشؤون المالية والتجارية لمحطات "براكة " ناصر الناصري إن محطات "براكة" تنتج اليوم ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء على نحو موثوق وفعال، مما يوفر إمدادات مستقرة من الطاقة لمدة 60 عاماً، ويحد من تقلبات الأسعار، وبالتالي فإن ذلك يعد منصة مهمة لمنتجي الطاقة في دولة الإمارات لبناء خططهم المستقبلية، وهو ما يسلط الضوء على إحدى الفوائد الرئيسية لمحطات الطاقة النووية الحديثة.
وأضاف الناصري أنه إلى جانب أحد أعلى معدلات العائد على الاستثمار في الطاقة من بين مصادر الطاقة الأخرى، تضمن محطات براكة توفير عوائد كبيرة للأجيال المقبلة.
نموذج عالمي
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "نواة للطاقة"، التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والمكلفة بتشغيل وصيانة محطات "براكة" بشكل آمن علي الحمادي إن انضمام المحطة الرابعة في "براكة" إلى المحطات الثلاث الأخرى، يعد إنجازاً تاريخياً يوفر الكهرباء النظيفة والموثوقة لدولة الإمارات، مؤكداً مواصلة الالتزام باللوائح والمعايير كأولوية قصوى، مع التركيز بالكامل على التشغيل والصيانة على نحو موثوق وآمن سعياً لتحقيق التميز التشغيلي.
وأضاف الحمادي أن محطات "براكة" وفرق العمل خضعت لـ496 عملية تفتيش من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، و84 مراجعة من قبل المنظمة الدولية للمشغلين النوويين، و15 مهمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يدل على الالتزام بأعلى المعايير والتميز التشغيلي، وفقاً للوائح المحلية ومعايير السلامة العالمية.
شركات
الأكثر قراءة
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال
-
صندوق النقد الدولي يحذر من النمو المتسارع للديون العالمية: لإجراءات عاجلة تكبح نموها
-
"بيورهيلث القابضة" الإماراتية تسجل صافي أرباح بقيمة 1.4 مليار درهم في 9 أشهر