نيسان تلجأ الى إجراءات موجعة لمواجهة التراجع في المبيعات
نيسان تلجأ الى إجراءات موجعة لمواجهة التراجع في المبيعات
الغاء 9000 وظيفة وخفض الإنتاج 20 في المئة
- خطار زيدان
بعد "ستيلانتيس" و"فولكس واجن"، جاء دور شركة صناعة السيارات اليابانية "نيسان" للإعلان عن إجراءات موجعة لخفض التكاليف التشغيلية في محاولة لمعالجة الانخفاض الكبير والسريع في مبيعاتها وأرباحها، والذي يعود لأسباب عدة، قد يكون أبرزها اشتداد المنافسة الصينية في أسواقها الرئيسية، خصوصاً في الصين والولايات المتحدة الأميركية.
وأعلنت "نيسان عن انخفاض جديد في حجم المبيعات في الربع الثاني من السنة المالية (1 يوليو- 30 سبتمبر) بنسبة 5 في المئة، من 3146 مليار ين إلى نحو 3000 مليار ين (19.7 مليار دولار)، في حين توقع المحللون انخفاضاً بنسبة 4 في المئة، وانخفض صافي أرباح الشركة التشغيلية بنسبة 85 في المئة إلى نحو 32 مليار ين (نحو 210.4 ملايين دولار)، وحققت الشركة خسائر بقيمة 9.3 مليارات ينّ (نحو 61.1 مليون دولار)، كما انخفض هامش التشغيل إلى 1.1 في المئة فقط، مقارنة بـ 6.6 في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي.
تدابير قاسية لمواجهة المتغيرات الحاصلة
لمواجهة هذه النتائج ومحاولة "التأقلم مع متغيرات الأسواق" أعلنت "نيسان" عن خططها لإجراء تخفيضات كبيرة في عملياتها العالمية وإعادة توجيه أعمالها واستعادة حصصها المفقودة في الأسواق المتنامية للسيارات الهجينة والكهربائية في الصين والولايات المتحدة، وأعلنت عن نيتها خفض القوة العاملة لديها بنسبة 6 في المئة وإلغاء 9,000 وظيفة من أصل 133,000، وكذلك خفض طاقتها الانتاجية بنسبة 20 في المئة. وفي تعليق له اعترف الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان" ماكوتو أوشيدا، الذي خفض راتبه طوعياً بنسبة 50 في المئة اعتباراً من شهر نوفمبر، بجدية الموضوع وخطورته وقال: "لا تعني هذه التدابير التحويلية أن الشركة تتقلص، ولكننا نعمل على إعادة هيكلة أعمالنا لنصبح أكثر رشاقة ومرونة مع إعادة تنظيم الإدارة وتعزيز استجابتها بسرعة ومرونة لمتغيرات بيئة الأعمال. ونهدف من خلال ذلك إلى تعزيز القدرة التنافسية لمنتجاتنا، والتي تشكل أساس نجاحنا، وإعادة نيسان إلى مسارها الصحيح نحو النمو. وباعتبارنا فريقاً متماسكاً، نحن ملتزمون بالعمل معاً لضمان التنفيذ الناجح لخططنا".
وستعمل "نيسان" على تسريع بعض سياساتها في إطار خطة "ذا أرك" للاستفادة من الفرص المتاحة في السوق، وتخطط الشركة لتعزيز طرح السيارات العاملة بالطاقة الجديدة في الصين، والسيارات الهجينة القابلة للشحن والسيارات العاملة بنظام الدفع الكهربائي e-POWER في الولايات المتحدة، مع زيادة المبيعات لكل طراز في الوقت نفسه لتعزيز كفاءته.
كما تهدف "نيسان" إلى تقليص فترة تطوير السيارات إلى 30 شهراً وتعزيز التعاون مع مجموعة "رينو" وشركة "ميتسوبيشي موتورز" وشركة "هوندا موتور" المحدودة، مع استكشاف المزيد من الشراكات الاستراتيجية في مجالات التقنيات وخدمات البرمجيات.
وتأتي معاناة "نيسان" في السوق الصينية تحديداً بسبب سيطرة العلامات الصينية على مبيعات السوق المحلية، خصوصاً في ظل الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية، وقد قامت بعض العلامات الصينية مثل BYD التي تتصدر حالياً مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً، في انتاج نماذج منخفضة التكلفة مصممة خصيصاً للسوق المحلية، وقد أدى هذا التحول إلى تضييق الخناق على العديد من شركات صناعة السيارات التقليدية، بما في ذلك "فولكس واجن"، التي هيمنت خلال فترة طويلة على السوق الصينية. أما في الولايات المتحدة الأميركية، فإن تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة، وتوجه المستهلكين المتزايد إلى اختيار السيارات الهجينة ساهم في تراجع مبيعات وحصة "نيسان" السوقية كونها تفتقر إلى عروض مماثلة، كما أثر سلباً على مبيعات شركات صناعة السيارات الأخرى مثل "جنرال موتورز" على سبيل المثال.
وخلال السنة المالية المنتهية في مارس 2025، تتوقع "نيسان" بيع 3.4 ملايين سيارة على مستوى العالم، بانخفاض عن توقعاتها السابقة البالغة 3.65 ملايين سيارة، وتتوقع الشركة أن تنخفض أرباحها التشغيلية إلى 973 مليون دولار، مقارنة بـ 3.7 مليارات دولار في العام السابق.
ولم تعلن "نيسان" إذا كانت خطتها لتسريع جهود التحول الكهربائي التي أعلنت عنها خلال العام الماضي قد تتأثر في إطلاق 27 طرازاً كهربائياً جديداً، بما في ذلك 19 مركبة كهربائية بالكامل، بحلول السنة المالية 2030، وفي زيادة مزيج الطرازات الكهربائية لدى علامتي "نيسان" و"إنفينيتي" عالمياً عن 55 في المئة بحلول العام 2030.
حضور متباين في الشرق الأوسط
تُعدّ "نيسان" تاريخياً من أبرز علامات السيارات في منطقة الشرق الأوسط، وقد مرت خلال السنوات الماضية بفترات من المد والجزر ووصلت في بعض الأسواق إلى الصدارة قبل أن تشهد في الفترة التي سبقت وتلت إقالة رئيسها التنفيذي السابق كارلوس غصن تراجعاً درامياً في مبيعاتها وفي حصصها السوقية، نتيجة بلبلة في شبكة وكلائها في بعض الأسواق خصوصاً في السوق السعودية، الأهم في المنطقة، وبعدها في سلطنة عُمان، قبل أن تعود لترتيب بيتها الداخلي وإعادة هيكلة تواجدها لتستقر نوعاً ما، ولكن بعد أن فقدت نسبة كبيرة من حصتها السوقية، في ظل صعود كبير لسوق السيارات الكورية، وبعدها الصينية خلال السنوات الأربع الأخيرة. كما عانت "نيسان" في فترة سابقة من ضعف التنوع في منتجاتها، معتمدة بشكل أساسي على منتجين أو ثلاثة، خصوصاً طراز "نيسان باترول" الشهير، الذي يُعد أيقونة سيارات "نيسان" في المنطقة، وقد كشفت الشركة مؤخراً عن الجيل السابع منه، واختارت العاصمة الإماراتية أبوظبي للظهور الرسمي العالمي الأول لهذا الطراز بحضور الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان" وكبار مسؤولي الشركة، في إشارة إلى أهمية أسواق الشرق الأوسط بالنسبة لهذه السيارة الأيقونة. كما وعدت "نيسان" أنها ستطرح أربع سيارات رياضية متعددة الاستخدامات إضافية في الشرق الأوسط في إطار خطة أعمالها العالمية "ذا أرك". وكشفت خلال الأسبوع الحالي عن الجيل الجديد من شقيق "باترول" الأكثر فخامة والذي ينتمي لفئة premium "إنفينيتي QX 80" طراز العام 2025.
الأكثر قراءة
-
الملتقى الاقتصادي التركي - العربي الخامس عشر: لمزيد من التعاون المشترك بين تركيا والبلدان العربية
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال