أحمد صديقي وأولاده: 70 عاماً والنجاح مستمر

بتفاؤل وثقة يتوقّع رئيس الشؤون التجارية في شركة "أحمد صديقي وأولاده" محمد صديقي في حديث إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" ازدهار أعمال الشركة التي تحتفل هذا العام بعامها السبعين من جديد، قائلاً إن "الدعم الذي وفّرته حكومة الإمارات للمؤسسات والشركات خلال فترة الإغلاق بسبب وباء كورونا وتوفره الآن، سنبادله بالعمل والجهد من أجل الدولة وازدهارها".

ويخبر صديقي أن "مرحلة الإغلاق لم تكن سهلة وقد أثرت بلا شك على أعمالنا كما على جميع الأعمال حول العالم، لكنها كانت مناسبة لتدريب الموظفين، وترتيب بعض الشؤون الداخلية، وتطوير موقع التجارة الإلكترونية الخاص بالشركة، والأهم، شكلت فرصة لتعزيز التواصل مع زبائننا المحليين من مواطنين ومقيمين والذين تربطنا بهم علاقة متينة، تاريخية، أباً عن جد، كما عوّضنا إغلاق المتاجر بخدمة الـ Concierge لتوصيل المنتجات للزبائن إلى منازلهم".

اهتمام بالعلامات المستقلة

ويتابع صديقي قائلاً: "للمفارقة، كان لافتاً للإنتباه خلال مدة الحجر حجم الاتصالات وزيادة الإقبال على طلب الساعات، واللافت للانتباه أيضاً، تركيز العملاء على العلامات الخاصة أو المستقلة". ويعلّل صديقي السبب "في كون الحجر المنزلي المصاحب للإغلاق أتاح للناس الوقت للإطلاع أكثر وتعميق معرفتهم بصناعة الساعات، فأبدوا اهتماماً أكبر بالعلامات المستقلة ووجدوا لديها ما ينشدوه من تصاميم فريدة ومبتكرة ومختلفة لما هو متوفّر في السوق"، موضحاً أن "العلامات المستقلة أو الخاصة بعكس العلامات المملوكة من مجموعات التي تهمها الأرقام بالدرجة الأولى وحقوق المساهمين، ووضع بعضها لم يكن مستقراً أخيراً، تركّز على الابتكار والإبداع".

ويضيف صديقي: "العلامات الصغيرة مثل H. Moser  وMB&F وUrverk وGreubel Forsey تعمل بشغف وعملها نابع من القلب، كما وتشهد تطوراً دائماً، وتصغي إلى العملاء، أضف إلى ذلك أنه خلال الأزمة ظلت على تواصل مع الزبائن عبرنا في الإمارات من خلال تقنيات التواصل الرقمية، فقد كانت تقدم منتجاتها الجديدة وتعرض تاريخ المصنع وغيرها، ومثل هذه الأمور تعزز ثقة الزبون بالعلامة فيصغي إليها ويعمّق معرفته بها وبالصناعة على حد سواء".

ويتابع مستطرداً متوقعاً "اختفاء عدد من العلامات من السوق، ولاسيما تلك التي ظهرت وكبرت دفعة واحدة، إذ لا تملك تاريخاً ومعرفة في صناعة الساعات، وهما أمران ينشدهما العملاء في علامات الساعات الراقية".

إصدار خاص بدبي من Chopard

التركيز على العملاء المحليين قبل وبعد كورونا

لا يعتبر صديقي التركيز على العملاء المحليين امراً مستجداً بالنسبة إلى الشركة كما هو الاتجاه الآن في مرحلة ما بعد كورونا. فبالنسبة إلى شركة "أحمد صديقي وأولاد" "لطالما وجّهنا اهتمامنا نحو زبائننا المحليين من مواطنين ومقيمين، إلى جانب الاهتمام بالسياح الوافدين إلى دبي، وهو ما يعكسه حضور الأحداث الخاصة بالساعات التي ننظمها سواء كان أسبوع دبي للساعات أم النشاطات الأخرى في دبي. أضف إلى ذلك، أننا ومنذ العام 2006 أدخلنا إلى مجموعاتنا ما يعرف بـ "Dubai Edition" أو "UAE Edition" سواء في قطاع الساعات أم المجوهرات، وهي مخصصة لعملائنا المحليين، وسنزيد من هذه المجموعات في المرحلة المقبلة".

إصدارات خاصة

ويضيف: "وهذا العام الذي نحتفل فيه بمرور 70 عاماً على تأسيس شركة "أحمد صديقي وأولاده"، نعد عملاءنا بباقة من الساعات الحصرية بسكان الإمارات بالتعاون مع دور Hublot وF.P.Journe وAudemars Piguet، وسبق أن طرحنا مطلع الشهر الحالي ساعة LM101 MB&Fx H.Moser المطورة بالتعاون بين الصانعين السويسريين MB&F وH.Moser & Cie.. وتمتاز هذه بمينائها "المدخّن" Fume Dial والمتوفرة بأربع نسخ كل واحدة منها مكونة من 15 ساعة فقط، ومن ضمنها إصدار خاص ذات ميناء أزرق بحري حصري بعملاء الشركة في الإمارات".

وماذا عن إصدارات الدور الجديدة؟ يرد صديقي بأن "إصدارات بعض الدور باتت متوفرة لدى الشركة وبعضها الآخر نستلمه في الشهور المقبلة"، لافتاً إلى "وجود طلب عليها، والناس ينتظرون استلام ساعاتهم. والآن مع إعادة فتح المصانع في سويسرا نشعر أن الحياة تعود تدريجياً وكذلك تسليم الساعات"ً.

ورداً على سؤال يجيب صديقي أنه "وعلى الرغم من إعادة فتح مطار دبي المرتقبة في السابع من تموز/ يوليو المقبل، إلا أننا لا نرى عودة سريعة للسياح العالميين"، مؤكداً مرة جديدة التركيز "على الوافدين من دول عربية مجاورة، وعلى عملائنا المحليين في المرحلة المقبلة، كوننا لا نتوقع قريباً عدداً كبيراً من السياح الصينيين والأوروبيين والأميركيين كما قبل كورونا، وذلك بسبب الخوف المستمر من السفر".

إصدار خاص بدبي من Hublot بالتعاون مع محمد صديقي

الأونلاين لا يعوّض تراجع المبيعات

إزاء ظاهرة تسريع العلامات الراقية ومنها دور الساعات ووكلاء التجزئة حضورهم الرقمي ومواقع تجارتهم الإلكترونية الخاصة، هل يمكن أن تعوّض مبيعات الأونلاين تراجع المبيعات الناجم عن إغلاق المتاجر؟ "قطعاً لا"، يرد صديقي بحسم، ويتابع موضحاً أن "ما نقدّمه كشركة بمجهود قسم التسويق وعلى رأسه هند صديقي، هو مفهوم جديد سيفعّل قريباً أسميناه e-boutique. يتجاوز الـ e-boutique بتصوره مفهوم التجارة الإلكترونية التقليدية في كونه أكثر من مجرد منصة للبيع، فهو يخولنا التفاعل مع العملاء الحاليين والجدد، من خلال توفير كتالوغات إلكترونية e-catalogues ومتابعة آرائهم وكيفية تفاعلهم مع المنتجات التي نقدمها، لكن الزبون الذي يودّ شراء ساعة ثمينة، يبحث بالدرجة الأولى عن "تجربة" شراء الساعة، قبل اقتنائها". ويتابع: "صحيح أن الإنترنت توفر كمّاً هائلاً من المعلومات عن أي علامة ساعات وتاريخها وتصاميمها وعملية تصنيعها، لكن الزبون عندما يدخل المتجر أو خدمة الـ Concierge التي نوفرها، ينتظر منا أفضل خدمة ممكنة، وهذا هو الأهم. والتركيز على المصداقية والخدمة كان دائماً ولا يزال أولوية لدينا، لهذا السبب فإن تأثير التجارة الإلكترونية على قطاع الساعات، والفاخر بشكل أساسي، محدود، سواء كان تأثيراً سلبياً أم إيجابياً".

ويضيف مستطرداً: "حتى إن بعض العلامات مثل Patek Philippe فتحت المجال للتجارة الإلكترونية لمدة لم تتجاوز العشرة أيام، قبل أن تتوقف عن ذلك، إذ كانت للتجربة بحسب الدار تداعيات سلبية على العلامة".

أسبوع دبي للساعات في موعده

في العام 2015 ابتكرت شركة "احمد صديقي وأولاده" مفهوماً جديداً في معارض الساعات وضع دبي على خريطة صناعة الساعات العالمية. هدف "أسبوع دبي للساعات" الذي تنظمه الشركة كل عامين، نشر ثقافة الساعات في المنطقة بعيداً عن أي غاية تجارية.

ويقول صديقي المعروف بشغفه بالساعات: "لم تعد الساعات أداة لقراءة الوقت التي يوفرها الهاتف النقال. فالساعة تعتبر فناً ومن المهم أن يقدر الناس ذلك وأن يقدروا جهود العاملين في هذه الصناعة والوقت الذي يمضونه لتطوير وتصنيع الساعة التي يشترونها بثمن باهظ وتنتقل من جيل إلى جيل، وفي كونها ليست مجرد سلعة نتاجر بها ونكسب منها المال".

ويؤكد صديقي المضي قدماً في تنظيم الحدث العام المقبل، متوقعاً المزيد من المشاركة من قبل العلامات، علماً أن نسخة العام الماضي تميّزت بمشاركة Rolex للمرة الأولى في حدث مماثل في المنطقة. ويلفت صديقي إلى أن "العام 2021 عام في غاية الأهمية بالنسبة إلينا كشركة كونه يصادف الذكرى الـ 50 على تأسيس دولة الإمارات، ونعد عملاءنا بإصدارات خاصة بالمناسبة".

70 عاماً من النجاح والإحساس بالفخر

ليست شركة "أحمد صديقي وأولاده" مجرّد وكيل تجزئة أو مجرد موزّع ساعات في الإمارات ودبي تحديداً، فمن يعرف الشركة والمضطلع في عالم صناعة الساعات يدرك تمام الإدراك أن "أحمد صديقي وأولاده" شريك لعدد كبير من علامات الساعات منذ تأسيس الشركة على يد الراحل أحمد صديقي العام 1950، وتعززت هذه الشراكة مع تولي الجيل الثاني دفة قيادة الشركة، وهي مستمرّة أقوى مع الجيل الثالث.

يشعر محمد صديقي المنتمي إلى الجيل الثالث بالفخر بنجاح الشركة بداية، وبالعائلة الموحّدة التي أوصلت الشركة إلى ما هي عليه اليوم والتي أرسى أسسها جدّه وحدّد قيمها وهي؛ "المصداقية، والتواصل وتوفير أفضل خدمة"، كما  يعزو النجاح "إلى موظفي الشركة الذين منهم من يعمل فيها منذ 30 و40 و50 عاماً وقد أصبحوا جزءاً من العائلة، وكذلك الزبائن الأوفياء سواء كانوا من الجيل الجديد أم من الأجيال السابقة من زمن الجيلين الثاني والأول".  

للمضي قدماً على خطى الأسلاف

ويحمّل صديقي الجيل الرابع "رسالة بسيطة وهي بالمضي قدماً على خطى أسلافكم مع مواكبة التطورات في عالم متغير، وهو ما قام به آباؤنا عندما واكبوا التطورات التي شهدتها الإمارات لدى تسلمهم إدارة الشركة بالتزامن مع تطور بيع التجزئة والتكنولوجيا وظهور المراكز التجارية الكبرى، ثم معنا نحن الجيل الثالث، مطلع العام 2000 إذ طورنا بدورنا طريقة العمل وأدخلنا الأنظمة المعلوماتية، وأنظمة الأمان وأنشأنا قسم الموارد البشرية وقسم التسويق وبات هنالك نظام وميزانية للشركة، ما أحدث تطوراً كبيراً داخل الشركة، كما حددنا معايير انضمام أي فرد من العائلة إلى الشركة، إذ عليه أن يكون حاملاً شهادة جامعية ونال خبرة في المجال الذي سيعمل فيه في شركة أخرى لمدة لا تقل عن خمسة أعوام، وأن يملك الكفاءة والجدارة لذلك، كما ويخضع، مثلنا، للمحاسبة من قبل مجلس الإدارة في حال لم نحقق ما طُلب منا".

ويختم صديقي قائلاً إن "العمل هو عبادة ومسؤولية، ولكي نكمل 70 عاماً آخرين أو 100 عام عليكم بالعمل الدؤوب والمثابرة، فصعود السلم سهل إنما التحدي في البقاء في القمة، لم يكن بالأمر السهل، ولن يكون كذلك، لكنه مثير للتحدي وجميل في الوقت نفسه".