إلى هواة جمع الساعات وعشاقها.. كيف تشترون ساعة مستعملة؟

مع ازدهار صناعة الساعات التقليدية الراقية في العقود الثلاثة الماضية، نشطت، بالتوازي سوق ثانوية لتجارة الساعات المستعملة، عزّزها بروز منصات رقمية ومواقع إلكترونية متخصصة، جعلت هذه التجارة حلم كثيرين باقتناء ساعة راقية حقيقة، ومؤشراً على قوة العلامة، إذ كلما زاد الطلب على علامة ما، تعزز موقعها في سوق الساعات الأولية. وحولتها من مجرد عمل متواضع إلى "بزنس" انخرطت فيه مجموعات عالمية وعلامات راقية، ولاسيما المستقلة منها، كما أدت إلى تأسيس شركات متخصصة بتجارة الساعات المستعملة مثل شركة WatchBox التي تحوّل افتتاح فرع لها في دبي في أواخر العام الماضي، بالشراكة مع أحمد صديقي وأولاده، إلى حدث شغل حيزاً مهماً من أنشطة "أسبوع دبي للساعات" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

من يشتري ساعة مستعملة؟

كثر يستهويهم شراء ساعة مستعملة، وتتعّدد أسباب اهتمامهم بها. وبحسب الشريك المؤسس في شركة WatcBox لموقع "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، ينجذب البعض إلى هذه الساعات بسبب سعرها الذي يكون عادة أدنى من سعر طرحها في السوق الأولية، في حين يرغب كثر في تملك ساعة لم يستطيعوا الحصول عليها لدى طرحها وقد باتت الآن متوفرة في السوق الثانوية، ويقبل عدد على شرائها بدافع الاستثمار في ساعات باهظة الثمن للاتجار بها مستقبلاً، كون إعادة بيعها ممكنة ومربحة.

إلى ذلك، يرغب عدد كبير من الناس في الحصول على مجموعات وإصدارات محدودة قديمة توقّفت الدور عن إنتاجها وأصبحت الآن في متناول اليد، كذلك الوصول إلى مخزون من الساعات ينمو باستمرار، إذ إن حجم سوق الساعات المستعملة مرشح للنمو كلما طرحت ساعة جديدة في السوق العالمية.

عملية دونها محاذير

لكن شراء ساعة مستعملة دونه محاذير كثيرة عدم التنبّه إليها قد توقع العلامة والزبون في المحظور. ففي لقاء سابق للرئيس التنفيذي في دار Audemars Piguet فرنسوا- هنري بنهامياس شارك فيه موقع" أولاً- الاقتصاد والأعمال" نوّه بنهامياس تعليقاً على سؤال عن الساعات المستعملة ومبادلتها بأخرى جديدة، كما يحصل مع بعض العلامات ويروّج لها وكلاء التجزئة، بالخطوة، مشيراً في المقابل إلى ضرورة توخّي الحذر لدى القيام بعملية مماثلة، كون ربحية العلامة ستكون من الساعة القديمة وليس الجديدة، لذلك لا بدّ من أن تكون الساعة بحالة جيدة ومجدية من الناحية التجارية".

وفي سياق متصل، ينصح الشريك المؤسس في شركة WatchBox  جاستن رايس الراغبين بشراء ساعة مستعملة عبر موقع "أولاً- الاقتصاد والأعمال" "بضرورة التنبّه إلى ثلاثة عوامل أساسية لدى شراء ساعة مستعملة؛ "أول هذه العوامل الثقة بمصدر الساعة أي البائع، والعامل الثاني التأكد من أنها أصلية، والثالث، أن تكون بحالة جيدة وبأنها تعمل"، ويشدّد رايس على "عامل الثقة، إذ إن التعامل مع بائع غير معروف يعتبر مخاطرة، بعيداً عن نوع الساعة التي يرغب في اقتنائها".

عناصر تقييم الساعة

ويقدم رايس خريطة طريق للساعين خلف ساعة مستعملة، قائلاً إنه "لدى تقييم وضع الساعة، يجب التنبّه إلى مكونين أساسيين هما: حالة الساعة الميكانيكية وحالتها الجمالية الخارجية. وتشمل الحالة الميكانيكية مقاومة المياه، والدقة في الوقت، والأداء السليم للوظائف الثانوية على سبيل المثال، التواريخ، والكرونوغرافات، وعرض المنطقة الزمنية الثانية"، ويضيف أن "أهم مؤشر لسلامة الساعة ميكانيكياً، ليس الدقة في الوقت؛ إنما قيمة الدورة Amplitude أي تناوب دورة عجلة الميزان التي تقاس من نقطة التوقف إلى نقطة التوقف، وهذا المقياس هو ما يخبر في الغالب عن حاجة الساعة إلى الصيانة، يليه التحقق من مظهرها الخارجي واختبار الوقت".

أما بالنسبة إلى الحالة الجمالية الخارجية للساعة، يتابع رايس فيقول إنها "تتضمن جميع الملامح الخارجية للساعة بما في ذلك الزجاج، ومكونات العلبة، والسوار والقفل أو المشبك"، وينبّه إلى أنه "في حال سبق أن خضعت الساعة إلى خدمة الصيانة، يجب التأكد من أن لا ضرر أصاب ميناءها أو عقاربها، علماً بأن الخدوش عموماً يمكن تصحيحها بكلفة بسيطة على عاتق المالك الحالي أو المستقبلي، إنما الجروح العميقة، أو الزجاج المخدوش أو المحطم، والتاج المائل أو غير المحكم، فتحتاج في الغالب إلى تبديل".

وفي ما يخص السعر، يدعو رايس الراغب في شراء ساعة مستعملة إلى إجراء بحث مسبق عن السعر المتداول للموديل نفسه في السوق الثانوية، والتأكد من أن مقارنة الأسعار تأخذ جميع العوامل المذكورة أعلاه في الاعتبار.

وعن النصيحة التي يقدمها إلى من يرغب بشراء ساعة مستعملة أونلاين يقول: "عليه القيام ببحثه الخاص، وشراء ما يعجبه وتقدير الساعات والتمتع بهواية جمعها"، مضيفاً أن "أكثر ما يهم لدى شراء ساعة مستعملة من متجر أو أونلاين، هو التأكد من مصدر الساعة والطرف الذي يشتري الزبون عبره الساعة والقطعة التي يشتريها".

"شهادة ميلاد الساعة"