السعودية: توقعات بارتفاع إيرادات قطاع الاتصالات

واصل قطاع الاتصالات في المملكة العربية السعوديّة تقديم أداء جيّد خلال الربع الثالث من العام الحالي.

ويعود ذلك إلى التوسع في نشر خدمات الجيل الخامس وتأثير التحوّل الرقمي على سلوك العملاء، والذي أدى إلى ارتفاع نسبة مساهمة البيانات من إجمالي الإيرادات، بالإضافة إلى إعادة احتساب البدل المالي نظير تقديم الخدمات التجارية. وقد جاءت النتائج متطابقة إلى حد كبير مع التوقعات التي كانت قد نشرتها دائرة الأبحاث في مجموعة الاقتصاد والأعمال في وقت سابق.

وقد بلغت أرباح قطاع الاتصالات في السعودية خلال الربع الثالث من العام الحالي 2.9 مليار ريال (771 ألف دولار) مسجلة بذلك نمواً بنسبة 10 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما ارتفعت أرباح القطاع على صعيد الأشهر الـ 9 الأولى بنسبة 20 في المئة لتصل إلى 8.9 مليار ريال سعودي.

وبالنسبة إلى توزيع الأرباح، فعلى الرغم من ارتفاع أرباح زين وتحوّل موبايلي إلى الربحية، فإن شركة الاتصالات انفردت بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بمقدار ريال واحد للسهم عن الربع الثالث، وعليه العائد النقدي التراكمي للقطاع نسبة 5.5 في المئة، وهي أعلى من متوسط العائد في السوق والبالغ 3.7 في المئة.

الأداء المالي

وعلى صعيد الشركات منفردة، سجلت شركة الاتصالات السعوديّة نسبة نمو بلغت 4 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 2.7 مليار ريال في الربع الثالث وهو ما يشكّل 94 في المئة من أرباح القطاع. كما تمكنت شركة موبايلي من مواصلة تحقيق الربحية للربع الرابع على التوالي مسجلة 51 مليون ريال، في حين نمت أرباح زين بنحو 151 في المئة لتبلغ 121 مليون ريال. وقد ساهم عاملان أساسيان بتحقيق هذا النمو الجيد في الأرباح:

أولاً، ارتفاع إيرادات القطاع بنسبة 7 في المئة على أساس سنوي لتسجل 19.5 مليار ريال سعودي وذلك بفضل نمو جميع إيرادات الشركات مستفيدة من تحسن إيرادات موسم الحج والإنترنت وتقديم خدمات جديدة.

ثانياً، تمكن الشركات من ضبط نفقاتها ما ساهم بارتفاع الربح التشغيلي للقطاع بنسبة 10 بالمئة على أساس سنوي ليقارب 4 مليار ريال. وقد جاء ذلك بالرغم من ارتفاع بعض التكاليف المباشرة لشركة الاتصالات السعوديّة وتأثر موبايلي سلباً بالآلية الجديدة لاحتساب الرسوم الحكومية والمتبعة منذ نهاية 2018. إلّا أنّ شركة زين كانت المستفيد الأكبر من النظام الجديد لاحتساب الرسوم إذ انخفضت نسبة الاقتطاع من ايراداتها من 15 إلى 10 في المئة.

أما بالنسبة إلى النفقات الرأسماليّة للقطاع فقد بلغت منذ بداية العام 7.4 مليار ريال سعودي مرتفعة بذلك نحو 6 في المئة. وفيما عمدت موبايلي وزين إلى رفع حجم استثماراتهما بشكل كبير بلغ 37 و54 في المئة على التوالي في خطوة منهما لتطوير خدمات الجيل الخامس وزيادة تواجدهما في بعض المناطق. قلصت شركة الاتصالات السعوديّة نفقاتها الرأسماليّة بنحو 9 في المئة لكنها لا تزال تستحوذ على نحو ثلثي استثمارات القطاع.

إلى ذلك، واصلت شركات الاتصالات ضخ المزيد من الاستثمارات لتطوير البنية التحتية وتجهيزها لنشر خدمات الجيل الخامس عملاً بالاتفاقيّة التي تم توقيعها مع الجهات الناظمة في العام 2018. فقد نشرت شركة الاتصالات السعودية هذه الشبكة في قرابة 200 موقعاً في المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة بهدف تقديم خدمات مميّزة للحجاج، كما تنوي الشركة أن تبدأ بتقديم الخدمات التجارية في مطلع العام 2020. من جهتها، أطلقت شركة زين في أكتوبر اكتمال المرحلة الأولى من خدمات الجيل الخامس بحيث استطاعت تغطية 20 مدينة من خلال 2000 برج اتصالات على أن تستمر العمل لتغطية المدن الأخرى في الأشهر المقبلة. 

توقّعات الربع الرابع

استناداً إلى ما تقدّم، تتوقّع دائرة الأبحاث في مجموعة الاقتصاد والأعمال/أولاً أن يستمر الأداء الجيّد خلال الربع الرابع على مستوى الإيرادات نتيجة زيادة قاعدة العملاء واستمرار تأثير التحول الرقمي على سلوك العملاء ما سيرفع نسبة مساهمة البيانات من إجمالي الإيرادات. في المقابل، من المتوقع أن تنخفض هوامش الربحية بسبب ارتفاع بعض المصاريف خصوصاً أن الربع الرابع من العام 2018 كان قد شهد إعادة احتساب البدل المالي لتقديم الخدمات التجارية، الامر الذي ساهم في تحقيق أرباح غير متكررة خلال تلك الفترة.