توجّهات قطاع السيارات في المنطقة

تُعرف منطقة الشرق الأوسط بمرونتها التي تنعكس أيضاً على قطاع السيارات. فقد عانى القطاع من تباطؤ في السنين الماضية إلا أنه يستعدّ للتعافي ليكون عام 2020 أكثر إشراقاً. وباتت مبيعات السيارات في معظم دول المنطقة جاهزة للعودة إلى النمو. وتبرز المؤشرات على ذلك في دول مثل السعودية، التي تعتبر السوق الأكبر في المنطقة، حيث تحسّن أداء قطاع السيارات بفضل المبادرات الحكومية الإيجابية التي أطلقت عام 2018. ونتوقع أن تشهد أيضاً أسواقاً أخرى في المنطقة انتعاشاً. وينعكس هذا التغيير في أداء نيسان اللافت في منطقة الخليج في العام 2018، حيث نمت حصتنا السوقية 2.9 نقطة، وحققنا تغطية بنسبة 90 في المئة.

ومن أبرز عوامل النمو التي يُتوقع أن تؤثر على قطاع السيارات في المنطقة تحسّن الظروف الاقتصادية وارتفاع دخل الفرد وزيادة الإنفاق الحكومي على تطوير البنى التحتية، بالإضافة إلى إكسبو 2020 في دبي الذي يمهّد الطريق لارتفاع الطلب على السيارات.

بالنسبة إلى مبيعات التجزئة، ستبقى السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات جاذبة للعملاء ورائجة في صفوف سكان الإمارات والمنطقة بشكل عام. لقد لمسنا اهتماماً كبيراً في هذه الفئة بعد إطلاق نيسان باترول 2020 الذي بيع منه 700 سيارة في سبعة أيام فقط من الإطلاق. كما سجّلت فئة الكروس أوفر النموّ الأسرع في دول الخليج في السنوات الأخيرة. كذلك شهدت مبيعات للسيارات الأصغر حجماً والاقتصادية في استهلاك الوقود تحسناً ملموساً، ويعود سبب هذا التغيير في خيارات العملاء إلى ارتفاع أسعار الوقود وزيادة الوعي حول الحسنات الاقتصادية والبيئية للسيارات الفعالة في استهلاك الوقود. كما ستكون لكل من الكويت والبحرين حصة كبيرة ضمن أولوياتنا في العام المقبل، وذلك نظراً لتسجيلهما نمواً في مبيعاتهم في العام الماضي.

واكتسب مفهوم التنقّل المستدام والذاتي زخماً كبيراً في العام 2019 في المنطقة، ونرى أنه سيشكّل ركيزة أساسية في الإمارات بشكل خاص خلال العام المقبل تحت قيادة رؤية التنمية المستدامة الخاصة في الحكومة. كما تعتمد دبي إحدى أكثر استراتيجيات السيارات ذاتية القيادة تقدماً، فهي تسعى لأن يشمل مفهوم القيادة الذاتية 25 في المئة من قطاع النقل فيها بحلول العام 2030. وتأتي رؤية التنقل الذكي من نيسان والتي تحدد طريقة عمل السيارات وقيادتها ودمجها في المجتمع تماشياً مع استراتيجية الحكومة، وقد سرّعت الشركة تطوير هذه الاستراتيجية لمعالجة المشاكل التي تواجه قطاع السيارات مثل تغير المناخ وتلوث الهواء والاحتقان المروريّ وحوادث السير.

واستضاف معرض دبي الدولي للسيارات 2019 أخيراً جمهوراً إقليمياً له اهتمامات وتوقعات مختلفة في مجال التنقّل لكنّ معظمه أبدى اهتماماً في السيارات الكهربائية. وتؤدي علامات السيارات التجارية دوراً مهماً في تشجيع العملاء على اختيار السيارات الكهربائية التي تنعكس إيجاباً عليهم وعلى البيئة.

وتشكّل تجربة العملاء عاملاً أساسياً بالنسبة إلى العلامات التجارية التي يهمّها ولاء العملاء، لا سيما في سوق السيارات السريع التبدّل والشديد التنافسية. فسوق السيارات الشرق أوسطي يتحول إلى سوق يتمحور حول الخدمات، حيث تركّز العلامات التجارية بكثافة على تجربة العملاء والبيانات الاستهلاكية. ويتوقع العملاء اليوم سيارات أكثر رقمية وتعديلاً، وينتهج وكلاء السيارات استراتيجية "الخدمة" بدل "المنتج" لمواجهة المنافسة وتوقعات العملاء المتزايدة.

وطبّقت نيسان في العام 2019 مفهوم تجزئة جديد لصالات العرض في منطقة الشرق الأوسط لتحسين خدمات العملاء، شمل وكلاء السيارات وتصميم المرافق وعملية توفير الخدمات والبيئة الرقمية، ما أتاح للعلامة التجارية رفع معايير خدمة العملاء من خلال توفير تجربة مبتكرة تركّز على طموحاتهم.

وتشكّل الرقمنة ذات التأثير المتنامي عاملاً مهماً آخر، لا بدّ لصنّاع السيارات أخذه في الاعتبار. وقد أظهر استبيان أجرته YouGov في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هذا العام أنّ خُمْس سكان الإمارات يُحْتمل أن يشتروا سيارة جديدة عبر الإنترنت. ورغم أنّ شراء السيارات عبر الإنترنت في الإمارات غالباً ما يرتبط في السيارات المستعملة، أظهر الاستبيان أنّ العملاء باتوا منفتحين لفكرة شراء سيارة جديدة عبر الإنترنت أيضاً.

في هذا الإطار، تلتزم نيسان بتوفير خدماتها الموحّدة عبر منصات متعددة لتقديم الترابط والاستمرارية في كافة أعمالنا، وقد اعتمدنا وطوّرنا أدوات رقمية تجعل تجربة العملاء على الإنترنت ملائمة وسلسة.

لا شكّ أننا سنشهد تطورات كبيرة في المنطقة خلال العام 2020، لكنّ التكنولوجيا والابتكار سيضعان بمتناولنا فرصاً كثيرة من أجل تعزيز التنقّل المستدام ورفع مستوى السلامة وتعزيز تجربة العملاء وثقتهم، ما يؤدي إلى نموّ مستدام في قطاع السيارات.

• المدير الإداري لـ"نيسان" الشرق الأوسط