قطاع الاتصالات الإماراتي: 3.1 مليارات دولار أرباح متوقعة في 2021

من المتوقع أن يستعيد الطلب على قطاع الاتصالات الاماراتي نموه خلال العامين المقبلين، بعد أن كان وصل إلى مرحلة من التشبّع أدت إلى تذبذب الأداء منذ العام 2017. وسيستفيد القطاع من عودة السياحة خصوصاً في حال تفوق الجهود العالمية على فيروس كورونا وتنظيم اكسبو دبي في موعده الجديد، هذا بالإضافة إلى سعي المشغّلين إلى تقديم خدمات جديدة تواكب التغيير الواضح في رغبات العملاء ولاسيما في شق الترفيه المنزلي للأفراد والعمل عن بعد والخدمات الرقمية للشركات، ومن المتوقع ان تنعكس هذه المتغيرات إلى جانب توجه بعض المشغلين في الإمارات كشركة "اتصالات" لمواصلة مسار التوسع الخارجي، ايجاباً على الأداء المالي لقطاع الاتصالات الاماراتي خلال 2021 و2022.

وتتوقع دائرة الأبحاث في "أولاً-الاقتصاد والأعمال" أن تبلغ أرباح شركات الاتصالات المدرجة في بورصة أبو ظبي وسوق دبي المالي نحو 11.1 مليار درهم اماراتي (3.1 مليارات دولار) في نهاية العام الحالي بزيادة 2 في المئة، على أن يتواصل النمو خلال العام 2022 والذي من المتوقع أن يشهد أعلى أرباح سنوية يحققها القطاع منذ العام 2014.

عودة السياحة وتطوير الخدمات أبرز ركائز النمو

وفي السياق نفسه، من المنتظر أن يستفيد قطاع الاتصالات الاماراتي خلال العامين المقبلين من استعادة قطاع السياحة ازدهاره وتنظيم فعاليات عدة من بينها اكسبو دبي، وهو ما من شأنه أن يساهم في رفع الطلب ولاسيما على الخطوط المسبقة الدفع وباقات الانترنت. ووفقاً للتقديرات الرسمية من المتوقع أن يزور الامارات نحو 25 مليون شخص خلال فترة الاكسبو البالغة ستة أشهر والتي ستبدأ في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2021، وذلك على الرغم من المخاوف المتعلقة بجائحة كورونا.

ومن المفترض أن يترافق الاكسبو مع إعلان مشغلي الاتصالات عن تقديم خدمات رقمية مبتكرة مرتكزة على تقنية الجيل الخامس (5G) ومتعلقة بإنترنت الأشياء (IoT) وهي من شأنها أن توفر حلولاً تقنية للشركات في قطاعات عدة، ضمن خطط التوسع في قطاع الأعمال، هذا الإضافة إلى تقديم خدمات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وغيرها من الخدمات التي تأتي ضمن نطاق الترفيه الرقمي والمنزلي، إذ من المتوقع أن تشكل رافعة للنمو لهذه الشركات خلال العقد المقبل.

ومن شأن هذه المعطيات، أن تعوّض عن تراجع الايرادات التقليدية وانخفاض أعداد المقيمين بسبب جائحة كورونا والانكماش الاقتصادي في العام الماضي، كما وستعّوض عن تراجع الايرادات من بعض الشركات الأجنبية التي تستثمر فيها شركة "اتصالات" والتي تقوم بدمج أعمالها مع الشركة الأم خصوصاً وأن بعضاً من هذه الشركات تتواجد في بلدان شهدت تراجعاً في قيمة عملتها المحلية مقابل الدرهم الاماراتي. وتشكل العملات الأجنبية نحو 53 في المئة من إجمالي ايرادات الشركة ونحو 43 في المئة من الايرادات المجمعة للقطاع.

وتتوقع دائرة أبحاث "أولاً-الاقتصاد والأعمال" أن تنمو ايرادات شركات الاتصالات المدرجة في الامارات بنحو ملياري درهم في العام الحالي لتصل إلى 64.9 مليار وأن تصل إجمالي الايرادات إلى 67.5 مليار في العام 2022، وهي الايرادات الأعلى في تاريخ القطاع.

وفي مقابل نمو الايرادات، من المتوقع أن يشهد العام الحالي ارتفاعاً في المصاريف التشغيلية وبوتيرة قريبة من نمو الايرادات، وهو ما سينعكس استقراراً نسبياً على هامش دخل العمليات عند مستويات تقارب 26 في المئة، إلا انه من المتوقع ان ينخفض الدخل غير التشغيلي مقارنة بالعام 2020 بعد أن كانت شركة "دو" سجلت أرباحاً غير متكررة بقيمة 519 مليون درهم مرتبطة ببيع حصة في إحدى شركاتها التابعة، وهذه عوامل ستحدّ من النمو في أرباح العام الحالي.

13 مليار درهم استثمارات رأسمالية جديدة

من المتوقع أن تستمر الشركات بالاستثمار خلال العامين المقبلين والذي سيتركز على تطوير شبكة الجيل الخامس واستبدال وتحديث معدات حالية، ومن المتوقع أن تبلغ القيمة الاجمالية للنفقات الاستثمارية لقطاع الاتصالات الاماراتي نحو 13 مليار درهم خلال عامين على أن ترتفع في حال التوسع الخارجي.

وسيتم تمويل هذه النفقات من خلال النقد المتوافر لديها والبالغة قيمته نحو 27 ملياراً نهاية الربع الثالث من العام الماضي، إضافة إلى النقد الذي سيتم تحصيله من العمليات والذي من المتوقع أن يتخطى 15 ملياراً سنوياً.

الاستمرار في التوزيعات النقدية

وستساعد هذه السيولة في الاستمرار بالتوزيعات النقدية على المساهمين إضافة إلى خفض المديونية للقطاع. وكان العام الماضي قد شهد تبايناً في استراتيجيات التمويل، فاتبعت شركة "دو" خطة تقضي بتسديد جميع الديون القائمة، بينما سعت شركة "اتصالات" إلى اتخاذ المزيد من القروض ولكن بشكل مؤقت وذلك لتنويع فترات استحقاق قروضها والمحافظة على سيولة عالية ولاسيما وأن قروضاً بقيمة نحو 13 مليار درهم تستحق خلال العام الحالي، وهو ما سيؤدي إلى تراجع اجمالي مديونية الشركة بعد تسديدها.