الرئيس التنفيذي لـ "شاكر": "سنواصل دعم المبادرات الحكومية بما يتفق مع رؤية 2030"

حققت شركة "شاكر" (الحسن غازي إبراهيم شاكر)، المتخصصة في تصنيع واستيراد وتوزيع أهم العلامات التجارية العالمية للأجهزة المنزلية الكهربائية في المملكة العربية السعودية، نمواً ملموساً في صافي أرباحها في العام 2020، للمرة الأولى منذ العام 2016، كما نمت إيرادات الشركة، وتم خفض التكاليف. وتأتي هذه النتائج نتيجة لـ "برنامج التحول الاستراتيجي" الذي نفذته "شاكر"، وتبنيها للفرص والمشاريع الضخمة التي وفرتها "رؤية المملكة 2030"، والإجراءات السريعة التي اتخذتها لمواجهة جائحة كوفيد-19 وتداعياتها. هذا ما تحدث عنه الرئيس التنفيذي لـ "شاكر" محمد إبراهيم أبو نيّان، في حوار مع موقع "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، مؤكداً على الاستمرار في النمو، وعلى سياسة التحول الرقمي في الشركة، والتزامها المستمر في تطوير المنتجات المستدامة، والمساهمة في زيادة كفاءة الطاقة. وهذا نص الحوار:

-       ما هي أبرز العوامل التي أدت إلى تحقيق "شاكر" نمواً في دخلها وأرباحها في العام 2020، بعد الخسائر التي تكبدتها في الفترة السابقة، ومنذ العام 2016؟

كان لـ "برنامج التحول الاستراتيجي" الذي أطلقناه في "شاكر" في بداية العام 2019 أثراً مباشراً على الأداء التشغيلي المستدام للشركة، وعلى نمو الدخل وإعادتها للربحية في العام 2020 للمرة الأولى منذ الربع الثالث من العام 2016. كما ركزنا جهودنا على الاستجابة السريعة لجائحة كوفيد-19، وعلى تحسين التكلفة والكفاءة التشغيلية، ما أدى إلى زيادة إيرادات المبيعات بنسبة 5 في المئة و23 في المئة على أساس سنوي مقارنة مع الأعوام 2019 و2018 على التوالي.

كما أسهم "برنامج التحول الاستراتيجي" في إعادة هيكلة وتعزيز القدرات والعمليات الضخمة عبر المجموعة، وأطلقنا عقب البرنامج خطة استقطاب وترقية المواهب، والتي عززت أداءنا بشكل كبير، كما ركزنا في نهج إعادة الهيكلة على تعزيز القدرات الإدارية والمرونة، وإنشاء نموذج أعمال قوي وتنويع مصادر الإيرادات.

وقد سجلت "شاكر" صافي ربح قدره 6.2 ملايين ريال سعودي في العام 2020، مقارنة بخسارة صافية قدرها 45.3 مليون ريال سعودي في العام 2019، وحصلنا على حصة قوية من مشاريع كفاءة الطاقة الحكومية، وعززنا توزيع المبيعات، فضلاً عن تغطية العلامات التجارية التي كانت صعبة الوصول إلى السوق في السابق. علاوة على ذلك، استمرت مجموعة علاماتنا التجارية في النمو وجذب العلامات التجارية القوية عالمياً.

نحن سعداء للغاية بالنمو وتحقيق الأرباح حتى الآن، وسنواصل زيادة مشاركتنا في المشاريع والشراكات الاستراتيجية لضمان استمرارنا في البناء على هذا الزخم.

تنمية الإنتاج المحلي

-        ما هي استراتيجيتكم لتطوير أعمال "شاكر" والتوسع فيها، سواء من خلال طرح منتجات مبتكرة أو القيام بشراكات أو استثمارات جديدة في السوق المحلية أو في الأسواق الخارجية؟

أظهرت الأزمة العالمية الحاجة إلى التركيز على التصنيع المحلي وقدرات الإنتاج المحلية الأخرى، لذلك طورنا في "شاكر" خطة تعافي ترتكز على إتاحة فرص بناء القدرات المحلية. تتمثل إحدى الركائز الأساسية لـ "رؤية 2030" في تعزيز تنمية القطاع الخاص بهدف زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 40 في المئة إلى 65 في المئة. وفي هذا الإطار، تقوم الحكومة السعودية بدور كبير في دعم المنتجات السعودية من خلال مبادرة "صنع في السعودية"، وبصفتنا الشركة المصنّعة والموزع الحصري لمكيفات الهواء من "إل جي" في المملكة العربية السعودية، قمنا مؤخراً بتوسيع طاقتنا الإنتاجية بالشراكة مع "إل جي" وأدخلنا تقنيات جديدة لتعزيز كفاءة الإنتاج، من خلال تطوير وتنمية قدرات الإنتاج المحلية، وتحسين وقت التسليم، بما يتفق مع "رؤية 2030" في هدفها لتعزيز المحتوى المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي الصناعي.

-        ما هي توقعاتكم للنمو في المستقبل، وكيف يمكن الاستمرار في تحقيق نتائج إيجابية؟

قمنا في "شاكر" باتخاذ خطوات مهمة وفاعلة لتحقيق الربحية المستدامة في العام 2020، وهدفنا التركيز على استمرارية النمو في العام 2021. نعتزم بناء مجموعة واسعة من العلامات التجارية الدولية للأجهزة المنزلية مع الاستفادة من قنوات البيع والتوزيع التي من شأنها خدمة عملائنا بشكل أفضل. إضافة إلى ذلك، سنواصل اتخاذ خطوات حيوية في تطوير منتجات موفرة للطاقة.

وبالنظر إلى المستقبل، سنواصل دعم المبادرات الحكومية، بما في ذلك مبادرة تركيب وحدات التكييف العالية الكفاءة التي أطلقها "المركز السعودي لكفاءة الطاقة"، وتطوير استراتيجية الإسكان السعودي، ومبادرات دعم القطاع الخاص في المملكة، فضلاً عن تقديم عطاءات للمشاركة في المشاريع الضخمة مثل "نيوم" و"البحر الأحمر".

الرقمنة والاستدامة

-        في ظل التوجه المتزايد نحو التحول الرقمي والتجارة الالكترونية، ما مدى جهوزية "شاكر" في هذا المجال؟

نتفهم في "شاكر" الدور الذي تلعبه الرقمنة في المشهد السعودي الذي يشهد تغييرات متسارعة. لذلك، نحن نخطط لإطلاق عدد من المبادرات بهدف زيادة المبيعات عبر التجارة الإلكترونية وتعزيز مكانة "شاكر" في جميع أنحاء المملكة. وتتضمن هذه المبادرات تطوير استراتيجية تسويق قوية لزيادة حصتنا في السوق بشكل فعال وتعزيز حجم وتنوع مجموعة الأجهزة المنزلية لدينا. كما استلزم تعزيز شراكاتنا مع عمليات الاستحواذ على العلامات التجارية الجديدة الوصول إلى فئات جديدة من العملاء، وتحسين البنية التحتية للمبيعات من خلال تعزيز مكانتنا في التجارة الإلكترونية ومساحة التوزيع.

-        هل من جهود وإجراءات خاصة تقومون بها في مجال الاستدامة وحماية البيئة؟

لا شك بأن الشركات التي تدمج الاستدامة في استراتيجيتها الأساسية ستحقق عوائد مستقبلية أكثر تنافسية، والاستدامة تدعم وستدعم الربحية في جميع القطاعات تقريباً.

نحن ملتزمون في "شاكر" منذ فترة طويلة بتطوير المنتجات المستدامة، والمساهمة في زيادة كفاءة الطاقة. ونحن فخورون بأن نكون إحدى الشركات السعودية التي تحصل على الاعتماد الكامل من "المركز السعودي لكفاءة الطاقة". كما أودّ الإشارة هنا إلى أن منتجاتنا وحلولنا في قطاع التكييف هي الأعلى كفاءة في استخدام الطاقة، ما يدعم الاستدامة وحماية البيئة بشكل كبير.

وفي الوقت نفسه، أصبح تحسين الممارسات البيئية الآن جزءاً راسخاً من جداول الأعمال الوطنية في جميع أنحاء العالم. وقد أعلنت "تداول" في العام الماضي أنها ستطلق "مؤشر الإدارة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات" (ESG) مع مزود المؤشر العالمي "مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال" (MSCI). وثمة طلب متزايد من المستثمرين على المنتجات الصديقة للبيئة والمستدامة، وقد نما هذا الطلب خلال جائحة كوفيد-19. وبالتالي، نعتزم مواصلة بناء النهج الخاص بنا في الاستدامة بما يتماشى مع المبادرات الحكومية والطلب المحلي.