BVLGARI: أكثر من قرن وربع على الإبداع في صناعة الساعات

كان العام 2023 من تلك الأعوام الاستثنائية في تاريخ دار Bvlgari. ففيه احتفلت العلامة الإيطالية بـ175 عاماً من الإبداع في صناعة الساعات الراقية خلّدتها في كتاب خاص بعنوان Beyond Time. المدير العام في Bvlgari Watches أنطوان بين يقول في حديث خاص إلى "أولا- الاقتصاد والأعمال": "أن يكون لدينا كتاب تاريخ لساعاتنا أمر مهم للغاية بالنسبة إلينا، إذ إن أول ساعة قدّمتها Bvlgari- التي هي علامة مجوهرات في الأصل- كانت في العام 1918. وخلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية، أصبحنا علامة مدمجة، مما يضعنا إلى حدّ ما ضمن فئة ما يُعرف اليوم بصانعي الساعات المستقلّين. وهذا الكتاب يسترجع تاريخنا في صناعة الساعات منذ العام 1918".

التصميم والوظيفة

يضيف أنطوان بين عن الهدف من اختيار هذا العنوان قائلاً: "لطالما ارتبط اسم Bvlgari بتعريف "مصمّم المجوهرات الإيطالي"، ومن خلال العنوان أردنا أن نبيّن مكانتنا كصانع ساعات، وأن نثبت أن التصميم والوظيفة يترافقان جنباً إلى جنب، كما إظهار الأداء الوظيفي بأجمل طريقة".

ويعقّب مدير الإبداع في Bvlgari فابريسيو بوينوماسا بدوره في لقاء مع "أولا- الاقتصاد والأعمال عن الكتاب قائلاً: "الكتاب ليس مجرد اختصار لقرن من الخبرة في صناعة الساعات، بل هو مجموع ما أنجزته  Bvlgari في مجال صناعة الساعات منذ عشرينيات القرن الماضي. إنه عمل مرجعي موثوثق عن إبداع "صانع الساعات الروماني" المستوحى من صناعة المجوهرات، إنه نتاج سنوات من البحث، كتبه كبار المختصّين بالعلامة ويعرض مئات الرسوم الأصلية والآسرة".

إبداع متراكم

دار Bvlgari التي لطالما اشتهرت بإبداعاتها من المجوهرات والساعات الجوهرة المزيّنة بأثمن الأحجار، حاضرة في كل حدث ومناسبة لإطلاق الإصدارات الجديدة، وليس أي إصدارات، بل تلك التي تجسّد قدراتها الابتكارية التي راكمتها عبر السنوات، منها على وجه العموم، ساعات مجموعة Octo Finissimo التي بات عشّاق وهواة الجمع كما المهتمون بالقطاع ينتظرون أي رقم قياسي جديد ستكسره الدار من خلالها، ولاسيما رقّة الساعة تبعاً للحركة النابضة بداخلها طبعاً.  

ويؤكّد بوينوماسا أنه "لا حدود لما يمكن أن نطوّره في مجال الإبداع"، ويقول: "نسعى دائماً إلى تجاوز الحدود، لكن من دون المسّ في الوقت عينه بهوية العلامة وحمضها النووي". ويتّفق بين مع بونيسيما، قائلاً: "لا حدود للإبداع، ونحب فكرة أنه لا حدود لقدرتنا على الابتكار. وطلما أننا قادرون على الابتكار من الناحية التقنية، فإن ذلك يفتح الأبواب أمام الابتكار في داخل الساعة". ويذكر في هذا السياق ساعة Tubogas Infinity التي تقدم الدار بواسطتها منظوراً جديداً عن ساعة Tubogas من خلال السوار المستحدث الذي مكّن العلامة من ترصيع السوار، "وهو ما كنا عاجزين عن فعله سابقاً، وبالتالي فقد فتحنا باباً جديداً أمامنا. وهذه مجرد بداية عما يمكننا فعله، وهذا السوار سيعزّز من مكانة ساعة Serpenti كساعة جوهرة في المستقبل".     

حضور دائم

العام الحالي، استهلّته الدار بالمشاركة في أسبوع LVMH للساعات في ميامي، وهو الحدث الخاص بوحدة الساعات المملوكة من مجموعة LVMH. وتميّزت إصداراتها للمناسبة بأناقتها ورِفعتها. وكانت العلامة ختمت العام 2023 بمشاركتها في أسبوع الساعات دبي" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وسبق ذلك مشاركتها بأيام جنيف للساعات في آب/ أغسطس والتي كانت Bvlgari على رأس العلامات المؤسِّسة لهذا المعرض في العام 2020، وقبله حضورها في جنيف تزامناً مع معرض Watches and Wonders Geneva في آذار/ مارس. وإذا كانت الدار استغلّت كل من هذه الأحداث لطرح باقة من التصاميم المتراوحة ما بين الساعات والمجوهرات، وجب التوقف عند إطلاقها موديلات من ساعة Octo Roma في حدث خاص. فيما تميّزت أيام جنيف للساعات، بإطلاق العلامة تصميماً جديداً من ساعة Octo Finissimo بالذهب الكربوني، ونسخة جديدة من ساعة Serpenti Mysteriosi Picolissimo تتضمن حركة كوارتز ونسخة أخرى مرصّعة بالألماس.

ويوضح بين: "دائماً ننظر إلى أيقونات Bvlgari، وهي كل من مجموعة Serpenti، وOcto وBB. ودائماً ننظر إلى هذه المجموعات على أنها القوى المحرّكة الرئيسية لنشاط الساعات. ونستخدم الابتكار لتحسين نوعية المنتج الذي نعرضه على عملائنا. وساعتا Octo Finissimo Carbon Gold Automatic وOcto Finissimo Carbon Gold Perpetual Calendar اللتان قدّمناهما في أيام جنيف للساعات، كانتا، من خلال استخدام الذهب الكربوني، طريقة لنعكس هويتنا كصانع مجوهرات نحب اللعب بالمواد وتنوّعها والتي ترقى إلى أعوام طوال، إذ على سبيل المثال، قدمنا في العام 1988 ساعة مصنوعة من الألومينيوم والمطّاط، كما كنا مبتكرين قبل ذلك بعقود في تقديم ساعة تجمع بين الفولاذ والذهب".

أما أسبوع الساعات دبي فشكّل "الحدث المثالي لإطلاق ساعة Divas' Dream Peacock"، كما يخبر بوينوماسا، مضيفاً: "عدد كبير من محبي الساعات في ذلك الحدث كن من النساء. وهو الحدث الوحيد الذي يحلّ في نهاية العام، وعدد كبير من تلك السيدات هن من هواة اقتناء الساعات ويمثّلن جزءاً من نوادي الساعات اللواتي حضرن هذا الحدث. والنساء اللواتي تسنّت لي فرصة لقائهن، كن هواة جمع أصيلات، ودارت بيننا نقاشات عميقة تناولت الحركات، والتعقيدات وغيرها الكثير من الأمور المتعلّقة بالساعات. ومع وجود هذا العدد الكبير من خبراء الساعات في مكان واحد، كانت الفرصة المثالية لتقديم ساعة Peacock ومناقشة آلية الساعة وخبرتنا في صناعة الساعات الراقية".

تحدّيات وفرص

لكن تطوير ساعة ميكانيكية للسيدات ينطوي على الكثير من التحديّات. ويقول بونيسيما: "يمثل تصميم ورسم ساعة للسيدات التحدّي الأكبر. أشعر بوجود جانب عاطفي في ذلك والذي من الصعب مقاربته مع أشكال هي دائمة التغير. على عكس الرجال الذي يركزون أكثر في العادة على آليات الأشياء".

ويوضح بين أن "تطوير وإنتاج حركة Picolissimo المنمنمة استلزم عامين ونصف العام، وهي فترة ليست بالطويلة، إذ انطلقنا مما أنجزناه مع ساعة Finissimo الفائقة الرّقة لتقديم Picolissimo"، لافتاً الانتباه في هذا السياق إلي أن "كل تطوير نقوم به يمكن أن يكسر رقماً ما، علماً أن هدفنا بالدرجة الأولى هو بناء قصّتنا كصانع ساعات، من خلال تقديم ابتكارات جديدة والتي من خلالها يمكننا كسر أرقام جديدة بطريقة ما".

وأين يمكن للعلامة أن تصل كذلك في مجال تطوير وتقديم حركات منمنمة مع الحفاظ على جمالية القطع؟ يجيب بوينوماسا: "يمكننا الذهب بعيداً إلى أقصى الحدود الميكانيكية والمادية، على الرغم من أنهما يُعدّان العائقين اللذين يمثّل تجاوزهما أكثر الصعوبات. إنما، كمصمّم، يقع على عاتقي تحويل الحدود إلى فرصة. والحدود تكون أحياناً عائقاً. لكن بفضل التكنولوجيا، يمكننا إدارة الحدود والأخطاء، ولذا نحاول تجاوز الحدود أكثر في كل مرة".

التوزيع

لعلامة قديمة مثل Bvlgari تمثّل جوهرة تارج وحدة الساعات لدى LVMH، انتشار وحضور قوي في الأسواق العالمية كما في الشرق الأوسط. ويشدّد بين على "التوازن في التوزيع حول العالم"، ويقول: "على صعيد الأسواق، تحقّق الدار نمواً في كل من الشرق الأوسط، والصين والولايات المتحدة. وعلى صعيد المنتجات، فتحقّق كل من مجموعة ساعات Octo Finissimo وBB للرجال وSerpenti للسيدات نجاحاً كبيراً جداً".

وفي هذا السياق، يوضح بوينوماسا أن قطاع ساعات الرجال يتطوّر بكشل جيد لدى Bvlgari، فالكل بات يعرف Octo Finissimo، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، عملنا كثيراً على تطوير ورفع مستوى ساعة Octo Roma، وشخصياً، أعتبرها الساعة المدخل إلى عالم Octo". ويضيف شارحاً: "غيّرنا سماكة الساعة، والميناء، والسوار القابل للتبديل، لقد ركّزنا بالفعل على هذه المجموعة وكانت النتيجة منتجاً عصرياً أكثر يلبّي طلب السوق".

توسّع مدروس

ولما كانت Bvlgari أضافت أخيراً إلى شبكة متاجرها في الشرق الأوسط متجرين جديدين في كل من الرياض والبحرين، يشير بين إلى "وجود خطّة للتوسع في المنطقة، إنما بشكل مدروس، إذ إن ما يهمنا هو تقديم تجربة كاملة للعملاء. والتوسع يعني زيادة المخزون وبالتالي الإنتاج، لذلك نبدي حذراً لناحية فتح متاجر جديدة". ويلفت الانتباه إلى أن التجارة الإلكترونية هي حاجة عملية، إذ مهمتها مساعدة الناس على التعرّف إلى العلامة أو معرفة المزيد عن منتج معيّن، إنما عندما يعتزمون الشراء، فيريدون لمس المنتج، والتجارة الإلكترونية تتوسّع في هذا الاتجاه".

وفي حين يقول بين إن العام الحالي سيكون عاماً مثيراً من خلال طرح ابتكارات وتصاميم جديدة، يوضح بوينوماسا في شأن دخول Bvlgari قطاع المجوهرات الخاصة بالرجال أنه "لا تعود إلي الإجابة على هذا السؤال"، إذ إن تركيزه ينصبّ "على تصميم الساعات فحسب".